قلبي لطول بعادكم يتفطر
الحسين بن مساعد
قلبي لطول بعادكم يتفطرُ=ومدامعي لفراقكم تتقطّرُ
وإذا مررت على معاهدكم ول=ألفي بها من بعدكم من يخبر
هاجت بلابل خاطري ووقفت في=أرجائها ودموع عيني تهمر
غدر الزمان بنا ففرّق شملن=والغدر طبع فيه لا يتغير
ردّوا الركاب لعلّ مَن يهواكم=يوماً بقربكم يفوز ويظفر
قد كدتُ لما غبتم عن ناظري=لأليم هجركم أموت وأقبر
لكن مصاب محمد في آله=أنسى سواه فغيره لا يذكر
السادة الأبرار أنوار الهدى=قومٌ مآثر فضلهم لا تنكر
اهل المكارم والفوائد والندى=وبذلك القرآن عنهم يخبر
الحافظون الشرع الهادون من=أمسى بنور هداهُم يتبصر
أفهل سمعت بهل أتى لسواهُم=مدحاً وذلك بيّن لا ينكر
فهم النجاة لمن غدا متمسك=بهم وهم نورٌ لمن يتحيّر
والرجس أذهبه المهيمن عنهم=من فضله فتقدّسوا وتتطهّروا
كم مثل ميكال وحق أبيهم=بهم يسود وجبرئيل يفخر
وكفاهم فخراً بأنّ أباهم ال=متبتل المزمّل المدثر
وبه تشرّفت البسيطة واغتدى=ايوان كسرى هيبة يتفطّر
مولى تظلله الغمامة سائر=وتقيه من حرّ الهجير وتستر
وبكفه نطق الحصى ولكم غدت=منها المياه فضيلة تتفجر
قد كنتُ أهوى ان أراك=غدات يوم الطف حياً في البرية ينظر
لترى الحسين بكربلاء وقد غد=لقتاله الجيش اللهام يُسبّر
وغداالحسين يقول في أصحابه=قوموا لحرب عدوكم واستبشروا
من كل أشوس باسل لا ينثني=من فوق مهر سابق لا يدبر
باعوا نفوسهم لأجل تجارة ال=أخرى فنعم جزاؤهم والمتجر
جادوا أمام إمامهم بنفائس=من أنفسٍ طهرت وطاب العنصر
واستعذبوا مرّالحتوف وجاهدو=حق الجهاد وجالدوا وتصبروا