مــن يـلـههِ الـمُرديان الـمال و
الأمـلُ لـم يـدرِ مـا الـمنجيان الـعلم و
العملُ
مـن لـي بـصَيقَلِ ألـبَابِ قـد
الـتصقت بـهـا الـرذائـل و الـتـاطت بـهـا
الـعللُ
قــد خـالَطَت عَـقلَهُم أحـكامُ
وَهـمِهِمُ و خَـلـطُ حُـكـمِهما فـي خـاطِرٍ
خَـطَلُ
خــذ رشــد نـفسك مـن مـرآة
عـقلك لا بـالوهم مـن قـبل أن يـغتالك
الأجلُ
فـالـعـقل مـعـتـصمٌ و الـوهـم
مُـتـهمٌ و الـعـمر مـنـصرمٌ و الـدهـر
مـرتـحلُ
إن الأنـــامَ مِــطـىْ الأيـــام
تـحـملهُم إلــى الـحِـمامِ و إن حـلـوا أو
ارتـحلوا
لا يــولــد الــمـرء إلا فـــوق
غـارِبـهـا يــحـدو بـــه لـلـمـنايا ســائـقٌ
عـجـلُ
يــا مـنفق الـعمر فـي عـصيان
خـالقه أفــق فـإنـك مــن خـمر الـهوى
ثـملُ
تـعـصيه لا أنــت مــن عـصـيانه
وجـلٌ مــن الـعـقاب و لا مــن مَـنـهِ
خـجـلُ
أنـفـاس نـفـسك أثـمان الـجنان
فـهل تـشري بـها لـهباً فـي الـحشر
تـشتعلُ
تـشـح بـالـمال حـرصـاً و هــو
مـنتقلٌ و أنـــت عــنـه بــرغـمٍ مـنـك
تـنـتقلُ
مـا عـذر مـن بلغ العشرين إن
هجعت عـيـناه أو عـاقـه عــن طـاعـةٍ
كـسـلُ
إن كـنـت مـنـتهجاً مـنـهاج ربِّ
حِـجَىً فــقــم بـجـنـح دُجَـــى لــلـه
تـنـتـفلُ
ألا تـــرى أولــيـاء الله كــيـف
قَــلَـت طيب الكرى في الدياجي منهم
المُقلُ
يــدعـون ربــهـم فـــي فــك
عـنـقهمُ مـــن رِقِّ ذَنـبِـهِـم و الــدمـع
يـنـهـملُ
نـحـف الـجسوم فـلا يُـدرى إذا
ركـعوا قِــسِــيُّ نَــبـلٍ هـــم أم رُكـــعٌ
نُــبُـلُ
خُمْصُ البطون طِوىً ذبل الشفاه
ظماً عُـمشُ الـعيون بُـكلً مـا عَـبَّها
الـكَحَلُ
يُـقال مَـرضىً و مـا بالقوم من
مرضٍ أو خـولـطـوا خـبـلاً حـاشـاهم
الـخَـبَلُ
تـعـادل الـخوف فـيهم و الـرجاء
فـلم يَـفـرطُ بـهـم طـمـعٌ يـومـاً و لا
وجــلُ
إن يـنطقوا ذكـروا أو يـصمتوا
شَـكَروا أو يـغـضبوا غـفروا أو يـقطعوا
وصـلوا
أو يُـظلموا صـفحوا أو يُـوزنوا
رجـحوا أو يُـسئلوا سـمحوا أو يـحكموا
عـدلوا
فـــلا يــلِـم بــهـم مــن ذنـبـهم
لـمـمٌ و لا يـمـيل بـهـم عــن وردهــم
مَـلَـلُ
و لا يـسـيـل لـهـم دمــعٌ عـلـى
بـشـرٍ إلا عـلـى مـعـشرٍ فــي كـربـلاء
قُـتلوا
رَكـبٌ بـرغم الـعُلى فـوق الثرى
نزلوا و قــد اُعِــدَّ لـهـم فــي الـجنة
الـنُزلُ
تُـنـسي الـمـواقف أهـلـيها
مـواقـفهم بـصـبرهم فــي الـبرايا يُـضرب
الـمثلُ
سَـــدٌّ إذا اتَّـسـقوا أُســدٌ إذا
افـتَـرقوا شُـهبٌ إذا اخـترَقوا الأبـطالَ و
اقـتَتَلُوا
ذاقـوا الـحتوف بأكناف الطفوف
على رغــم الأنــوف و لــم تـبرد لـهم
غُـللُ
أفــدي الـحُسينَ صَـريعاً لا صَـريخَ
لَـهُ إلا صَــريــرَ نُــصُــولٍ فــيــهِ
تَــتَّـصِـلُ
و الـطـعـن مـؤتَـلِفٌ فـيـه و
مـخـتلفٌ و الـنـحـر مـنـعطفٌ و الـعـمر
مـنـبتلُ
و الـجسم مُـضطَربٌ بـالنجع
مختضبٌ و الـقـلـب مـلـتـهبٌ مـــا بــلـه
بــلـلُ
و الـشـمر مـشـتغلٌ فـي ذبـحه
عَـجِلُ و الـسـبـط مـنـجدلٌ يـدعـوا و
يـبـتهلُ
عـجبت مـن فتك شمرٍ بالحسين و
قد رقـى عـلى الـصدر مِـنهُ و هـو
مُنتعلُ
كـيف اسـتطاع لـصدر الـصدر
مـرتقياً و دون أدنـــى مــراقـي كـعـبهُ
زُحــلُ
أفــدي الـحسين طـريحاً لا ضَـريحَ
لَـهُ و مــا لَــهُ غَـيـرَ قـانـي نَـحـرِهِ
غُـسُلُ
دمــاؤُهُ هـطـلت لـلـشيب مـنـه
حَـنَىًّ و الجسم قد حجلت من فوقه
الحجلُ
و الــرأس مـرتفعٌ فـي رأس
مُـنتصبٍ يـبـكي عـلى حـمله الـمَرِّيخُ و
الـحَمَلُ
لا جَـدَّ لـلمَجدِ جِـدِّيْ إن جـلَستُ
عـلى بَسطِ انبِساطي و أبدى سِنِّيَ و الحَملُ
و كَـيْفَ أحـمدُ بَـسْطَ الـبالِ مِـن
جَذَلٍ و سِـبـطُ أحـمَـدَ فـي الـبَوغاءِ
مُـنجَدِلُ
و كَـيْـفَ أَنـشـقُ ريـحـاناً و قـد
تُـركت ريـحـانة الـمـصطفى تـنـتاشها
الاُسَـلُ
أَمْ كَـيْـفَ أشــرب مــاءً لا أغــص
بــه و الـسبط صـادٍ تـسقيه الـردى
الـذبلُ
أَمْ كَـيْفَ أفـرُشُ فَـرشاً و هـوَ
مُنجَدِلٌ بِــجُـنـدُلٍ قـــد عـــلا عَـلـبَـاءَهُ
عــبَـلُ
أَمْ كَـيْـفَ يـعـبَقُ بـي طِـيبٌ و
نِـسوَتُهُ شُـعـثٌ تـرامـى بِـهِـنَّ الـعُجَّفُ
الـبُزُلُ
بِـــــلا وِطـــــاءٍ و لا سِــتــرٍ
يُـجَـلِّـلُـها عَـن أعـيُنِ الـنَّاسِ إلَّا الـحُزنُ و
الثَّكَلُ
إلـــى يــزيـدَ تُــهـدى و هـــو
مـبـتـهجٌ مُــكَــنَّـعُ بــــرداء الــكِـبـر
مـشـتـمـلُ
أصـــلاهُ خـالِـقُـهُ فـــي هَـبـهَـبٍ
لَـهَـبَاً لَـــهُ بِــهـا ظُـلَـلٌ مــن فَـوقِـها
ظُـلَـلُ
يــا جُـنَّةَ الـناسِ مِـن نـارِ الـجَحيمِ
وَيَـا حُـراسَـهُـم إن عَـرَاهُـم حــادِثٌ
جَـلَـلُ
مـنُّوا عـلى حَـسَنٍ بـالأمنِ فـي
وَطَـنٍ و بـالـسَّـلامَةِ مِـــن نـــارٍ لـهـا
شُـعَـلُ
صُـونُوا لَدَى العَرضِ عِرضِي و
اشفعُوا لـي فـي درائِـرٍ أنـا مِـنها خـائِفٌ
وَجِـلُ
و والِــدَيَّ و إخـوانـي و مَــن
طُـوِيَـت طَــيـاً عـلـى عُـنُـقي أيــدٍ لـهـا
طــوَلُ
أعـني مُـحمَّداً الـسَّامي الـمقامِ و
مَن لِأمـــرِهِ أنــا فــي ذا الـنَّـظمِ
مُـمـتَثِلُ
ثُــمَّ الـسـلامُ عـلـى خَـيرِ الأنـامِ
مَـتى جَـــنَّ الــظَّـلامُ و نـاجَـى الله
مُـبـتَهِلُ