في رثاء سيد الشهداء عليه السلام
السيد صالح القزويني النجفي
للسيد صالح القزويني النجفي
في رثاء سيد الشهداء عليه السلام
كم ودّعُوا قلبي عشيّة ودّعوا = حُرُقًا تجففها عُيونٌ تدمعُ
و سافح عبرتي و تصبري إثر = الركاب مشيعٌ و مشيعُ
أبكي فلا حُرقً تجفف أدمعي = كلا و لا تطفي الحريق الأدمعُ
شجر الأراكِ أراك تزهو مورقا = عودا فمالك مورقا لا تجزع؟
أيروق عيناً منزل بك رائق = ومنازل التوحيد قفر بلقع؟
والدين قوّض أهله فمحله = دثِر,وشُتت شمله المتجمع
لله آل الله تسرع بالسرى = والى الجنان بها المنايا تسرع
مُنعوا الفرات, وقد طمى متدفعا = يا ليت غاض عبابه المتدفع
أترى يسوغ به الورود؟ ودونه = آل الهدى كأس المنون تجرعوا
أم كيف تنقع غلة بنميره؟ = والسبط غلته به لا تنقع؟
ترحًا لنهر العلقمي فإنه = نهر بأمواج النوائب مترع
وردوا على الظمأ الفرات ودونه = البيض القواطع والرماح الشُرّع
أسد تدافع عن حقائق أحمد = والحرب من لجج الدما تتدفع
حفظوا وصية أحمد في آله = طوبى لهم حفظوا بهم واستودعوا
واستقبلوا بيض الصفاح وعانقوا = سمر الرماح , وبالقلوب تدرعوا
فكأنما لهم الرماح عرائس = تجلى ، وهم فيها هيام وُلّع
يمشون في ظل القنا , لم يثنهم = وقع القنا والبيض حتى صرعوا
تنقض من أفق القتام كأنها = فوق الرغام , نجوم أفق وقع
فدماؤهم للسمهرية منهل = ونحورهم للمشرفية مرتع
وجسومهم بالغاضرية خشع = ورؤوسهم فوق الأسنة ترفع
لله سبط محمد ظامي الحشا = يبغي الورود من الفرات , فيمنع
ما انقض كوكب سيفه إلا انطوى = للنقع ثوب بالسيوف مجزع
يرتاح إن ثار القتام وللقنا = مرح , وورقاء الحمام ترجع
وكأنه والسمر تمضغ شلوه = والبيض تنهل من دماه وتكرع
نور تُحكم فيه نار, فاغتدى = قطعا بأمثال الكواكب تسطع
ما أحدث الحدثان خطبا فاظعا = إلا وخطب السبط منه أفظع
دمه يباح ورأسه فوق الرماح = وشلوه بشبا الصفاح موزع
بالعاديات مرضض, بالمائسات = مظلل, بنجيعه متلفع
يا كوكب العرش الذي من نوره = الكرسي والسبع العلى تتشعشع
كيف اتخذت الغاضرية مضجعا = والعرش ودَّ بأنه لك مضجع
لهفي لآلك كلما دمعت لها = عين, بأطراف الأسنة تقرع
تُدمى جوانبها وتُضرَمُ فوقها = أبياتُها ويُماط عنها الملفعُ
والى يزيد حواسرا تهدى على = أقتاب تحملها العجاف الضلع
لهفي على زين العابدين مصفدا = مضنى يقاد على بعير يضلع
أيُضام بينهم الإمام ولم يطق = منع الطعام ولم يجد من يمنع
لم أدر أي رزية أبكي لها = أم أي نائبة لها أتوجع
لله أقمار أفلنَ بكربلا = ولها بيثرب والمحصب مطلع
أنست بهم أرض الطفوف وأوحشت = هضبات يثرب و المقام الأرفع
طُف بي على مغنى الطفوف وقل له = مستعبرا أعلمت من بك مودع؟؟؟
فيك الإمام أبو الأئمة , والذي = هو للنبوة والإمامة مجمع
مولى بتربته الشفاء وتحت = قبته الدعا من كل داع يسمع
فيك الذي فيه النبي موكل = والطهر فاطم والبطين الأنزع
فيك الذي أشجى البتول ونجلها = وله النبي وصنوه متفجع
من كان في حجر الإمامة بالهدى = يربو ومن ثدي النبوة يرضع
فحياة أصحاب الكساء حياته = وبيوم مصرعه جميعا صرعوا
وبفقده الفرقان مفقود وفي = تضييعه الدين الحنيف مضيَّع
وله صفات الله أسماء ومن = نور النبي له عناصر أربع
بل فيك من شرع الإباء على الظما = وحمى الشريعة والعوالي شرع
بل فيك عنوان الشجاعة للورى = يبدو, وبرهان البراعة يسطع
بل فيك شمس العلم طود الحلم, بل = بدن الهدى, بحر الندى المتدفع
بل فيك آيات الإله و ذكره = ومنار أحكام الهدى والمطلع
بل فيك علم اللوح والقلم الذي = يمحو ويثبت ما يضر وينفع
فافخر فانك للكواكب مطلع = واهنأ, فانك للملائك مجمع
وضمنتَ ما ضمن الغري, وإنما = علياك من عليائه تتفرع