في رثاء أهل البيت عليهم السلام
الناشي الصغير
للناشي الصغير
في رثاء أهل البيت عليهم السلام
رجائي بعيد و الممات قريب = و يخطئ ظني فيكم ويصيب
متى تأخذون الثأر ممن تالبوا = عليكم وشبوا الحرب وهي ضروب
فذلك قد أدمى ابن ملجم شيبه = فخر على المحراب و هو خضيب
و ذاك تولى السم عنه حشاشة = و أنشبن أظفار بها و نيوب
و هذا توزعن الصوارم جسمه = فخرّ بارض الطف و هو تريب
قتيل على نهر الفرات على ظما = تطوف به الاعداء و هو غريب
كأن لم يكن ريحانة لمحمد = و ما هو نجل للوصي حبيب
و لم يك من أهل الكساء الاولى بهم = يعاقب جبّار السماء ويتوب
اناس علوا أعلى المعالي من العلى = فليس لهم في العالمين ضريب
اذا انتسبوا جازوا التناهي بجدهم = فما لهم في الأكرمين نسيب
هم البحر أضحى دره و عبابه = فليس له من مبتغيه رسوب
تسير به فلك النجاة و ماؤه = لشرّابه عذب المذاق شروب
هم البحر يغدو من غدا في جواره = و ساحله سهل المجال رحيب
يمد بلا جزر علوما و نائلا = إذا جاء منه المرء و هو كسوب
هم سبب بين العباد و ربهم = فراجيهُم في الحشر ليس يخيب
حووا علم ما قد كان أو هو كائن = و كل رشاد يبتغيه طلوب
هم حسنات العالمين بفضلهم = و هو للاعادي في المعاد ذنوب
و قد حفظت غيب العلوم صدورهم = فما الغيب عن تلك الصدور يغيب
فان ظلمت أو قتّلت أو تهضمت = فما ذاك من شأن الزمان عجيب
و سوف يديل الله فيهم بأوبة = و كل إلى ذاك الزمان يؤب