إذا ذُكِـرَ الـنّبيُّ يـغوصُ
فـهمي إلـى الأغـوارِ فـي بـحرٍ
خـضمِّ
فـــلا مـــدحٌ يـلـيـقُ ولا
ثــنـاءٌ ومــن أوصـافِهِ يـرتجُّ
جِـسمي
فـكـيف لـقـاصرٍ إطــراءُ
وافٍ وأنّــى لـلـوفاءِ زهـيـدُ
نـظمي
فـيـا مــولايَ هــلَّا مــا
أذِنـتُـم بشطرِ مشاعرٍ مُشجتْ
بدمِّي
لقد قطنَ الهوى ضخّاتِ
قلبي وصــلّـى بـاعـثًـا أوتـــارَ
نـغـمِ
وقـد أخـذَ الـهُيَامُ زُمَـامَ
عقلي وقـد أنـسى هَـواكَ حنانَ
أمي
فـيا ذا الـقبَّةِ الـخضراءَ
خُـذني وصِـغْـني بـيـن تـشـييدٍ
وهـدمِ
وحـطِّـمْ فــيَّ أرجـاسَ
الـبلايا وأبـدلْ بـالجميلِ عـظيمَ
لؤمي
وهــل لـلباصرينَ سـواكَ
نـورٌ فـما تـزهو الـسماءُ بـغيرِ
نجمِ
أيـا شـمسُ اغـربي مـنهُ
حـياءً فكيفَ لكِ الشّروقُ بضوءِ وهمِ
أيــا نــورَ الإلــهِ وقــد
تـجـلّى وأخـفى بـالجمالِ ظـلامَ
ظُـلمِ
فـهبنا مـن سناكَ بريقَ
عطفٍ لـتحيا الـخلقُ فـي حـبٍّ
وحِلمِ
فـقد سـادَ الـفَسَادُ وشرُّ
خلقٍ وغـابَ الـخيرُ فـي تـدبيرِ
جُرمِ
فــلا أمــنٌ يـحـلُّ بــلا
هـداكُم وأنـتم يُـمْنُ مـن يَـصْبُو
لـسِلمِ
كـفـانا طـلةٌ مـن سـهلِ
وجـهٍ مـحـيَّـاكـم زلالٌ غــيـرُ
جَــهْـمِ
تـجـشَّمتَ الأذى فَـحنوتَ
لِـينًا وقـابلتَ الـضّنى بـسنيِّ
عَـزْمِ
ومــنْ حـاذاكَ لا يـرجو
فِـراقًا وكم شافتْ يداكَ عسيرَ
سُقْمِ
صـفحتَ عـن الأثيمِ بِدونِ
منٍّ وأطـلـقتَ الأسـيـرَ وراءَ
حَـزْمِ
عـجبْتُ مـن الـلِّئامِ بغيرِ
تقوًى يـقـولـونَ الـقـبـيْحَ وأيَّ
سُــمِّ
أ يـرعدُ راجـفًا مـن وحيِ
ربٍّ ويـهـرعُ دثـرونِ بـخوفِ
سُـقمِ
أ يـجـهـلُ أمـــرَ بـعـثـتِهِ
نـبـيًّـا ويُـبـغتُ فـجأةً مـن دونِ
عِـلْمِ
وكـانَ هُـوَ الـنبيَّ وخـيرَ
خـلقٍ وآدمُ لــم يـكـنْ روحًـا
بـجِسْمِ
وحـتَّـى أنَّ والــدَهُ الَّــذِي
قَـدْ حـبـاهُ اللهُ رزقًــا خـيـرَ
اسْــمِ
يـكـفَّرُ يــا بــلاءً لـيـسَ
يـفـنى أمـا يُـخزونَ مـن تـحصيلِ
إثْمِ
وربُّ الـخـلـقِ قـلَّـبَـهُ
بِـصُـلْبٍ طـهـورٍ سـاجـدٍ دومًــا
مُـسَـمِّ
تـراهـم تــارةً بـالـهجْرِ
وصـفًا وأخـــرى أنَّـــهُ سِـحْـرٌ
بِـزَعْـمِ
وأخــرى أنَّــهُ يـسـهو
ويـنسى ويـأمـرُ بـالـحجابِ بِـزُورِ
قَـوْمِ
وهـذا لـيسَ مـن عـجبٍ
لناسٍ كـوتْـهُم بـيـعةٌ فــي يَـومِ
خُـمِّ
فـيـا خـتْمَ الـسّماءِ بـكمْ
بـدأنا وفـيـكم نـنـتهي قــولًا
بـجَـزمِ
مـتى يظهرُ من قد غابَ
منكم مـتـى يـأتـي مـجـلي كـلِّ
هَـمِّ
لـقد ذابـتْ شـموعٌ مـن
دموعٍ حـنينًا مـن غزيرِ الشَّوقِ
تهمي
قـلـوبُ الـوالـهينَ تـتوقُ
يـومًا يـفرِّجُ ضـيقَها مـن ضَـيْمِ
لُـؤْمِ
وَلَـــو عَـلِـمَتْ لـنـعلِكُمُ
تـرابًـا لأمْــسَـتْ بـيـنَ تـقـبيلٍ
ولَـثـمِ
فـعـجِّلْ يــا رَعـاكَ اللهُ
عـجِّلْ لـنـتبعَ دربـكَم فـي فَـأْلِ
عَـزْمِ