لَـهْـفِـي لأرضٍ قِــيـلَ فـيـهـا
لــلـوَرَى والـخـلْقُ يـسمَعُ دونَ تـغفيلِ
الـكرى:
هـل مِـنْ مُـغيثٍ.. قـد يُـعينُ
مصِيبتي أو نــاصـرٍ لــيـذودَ عــنِّـي يــا
تُــرى؟
والـحاضرونَ بـها.. مَـسامِعُهُمْ
عُـمَتْ أو أنَّ سـامِـعَـهُـمْ أبــــى أنْ
يَـنْـصُـرا
خَـسِـئَـتْ قُــلـوبٌ عـيْـنُـها
مـحـجـوبةٌ سُــحُـبُ الـظَّـلالـةِ تـرتـديـها
مِـخْـمرا
قـد أَورَثَـت خُـبْثَ الـذَّراري في
الزما نِ.. تَـكـادُ عُـمْيَ الـكُفْرِ أنْ لا
تُـبصرا!
هـــذا الـمـنـادي .. قــد أزاحَ
بـصـوتِهِ فُـلْـكَ الـضـمائرِ حـيـنَ صـاحَ
وكـرّرا:
وأنـا ابـنُ فـاطمةَ الـبتولِ، أخُ
الـزَّكيِّ وريــثُ حـيدَرَ، سـبطُ قِـدِّيسِ
الـورى
مَــنْ لـي وصَـحبي بـالتَّوالي
أُزْلِـفُوا؟ وكــأنَّــهــم وَرْدٌ يــطــيـحُ
مُــعــطَّـرا
مَـنْ لـي وطـفلي مُـحْقَنٌ في
نَحْرِهِ؟ كـالـكوكبِ الـمَكْسوفِ ضـوءًا
أحـمرا
مَـنْ لـي وابـني بـالوسائطِ
مُـحْجَبٌ؟ ويـعـودُ مـقـطوعَ الـقَـواعِدِ
بِـالـضَّرى
مَـنْ لـي وظـهري بـالفراتِ
مُـقَسَّمٌ؟ والصوتُ مِنْهُ على الصَّدَى قد أُحضِرا:
ضــحَّـيْـتُ رأســــي لـلـعـمودِ
بِــلَـذّةٍ وســـواعــدي أجــبـرتُـهـا أَنْ
تُــبْـتَـرا
أَأَخـــي بِــهَـذا قـــد وَفَـيـتُ
مُـهِـمَّتي والـحـالُ أصـعـبُ يـا أُخَـي مِـمَّا
تـرى
مَــنْ لــي وأهـلـي بـالـسَّنابِكِ
حُـمِّلوا عُـجُـفَ الـنِّـياقِ إلــى عُـبَـيْدَ
وأَكْـثَرا؟
مَــنْ لـي ونـفسي بـاعَتِ الـدُّنيا
مُـقَا بِــلَ لَـسْعَةِ الـفَلَواتِ حـتّى
تُـشْتَرى؟
مَــنْ لــي وحـالي بـينَ جـيشٍ
كـاسرٍ وقـلـيـلِ صَــحْـبٍ واقـتـحـامٍ
أُجْـبِـرا؟
هــذا الـمُـنادي خـيـرُ مَــنْ نــادَى
بِـها وَهُـــوَ الــذي هِــيَ أُمُّــهُ أمُّ
الـقُـرَى!
لـهفي مـصيبَةَ ظـامِئٍ فـي
مُـصْطَلى الْأَحـزانِ يـرفو جـرحَهُ بـحَصَى
الـثرى
فــي كُــلِّ جُــرحٍ مِـنْـهُ بــابُ
مَـجَـرَّةٍ تَـتَـفَـجَّـرُ الأكــــوانُ فــيـهـا
مَــعْـبَـرَا
ويُـقَاسُ فِـيهِ الخلقُ؛ حتّى صارَ
جُرْحُهُ قَــبْـلَ مُـنْـطَـلَقِ الـقِـيـامَةِ
مَـحْـشَـرَا
هــذا الـحـسينُ! عـلـى الـعراءِ
مُـعَفَّرٌ أمْ إنَّــــهُ الإســــلامُ عــــارٍ
عُــفِّـرا؟
أم إنَّــــه الــحَـسَـنُ الــزَّكِـيُّ
بِــدَمِّـهِ فــي غـيْـرِ دَمِّ كــانَ لَـوْنُـهُ
أَخْـضَـرَا؟
أم إنَّــهُ الـزَّهْـرَاءِ .. حـالَـةَ مــا
عَـلَتْهُ بِـأَعـوَجِـيَّـتِـهَـا الــجُــنُـودُ
فَــعُــصِّـرا؟
أم إنَّــــهُ بــالـبَـأْسِ حــــالَ
بِـشُـبْـهَةٍ بــيـنَ الـمَـعـاجِزِ والـمُـلَقَّبِ
حَـيْـدَرَا؟
أم إنَّــــهُ رُكْــــنُ الــوُجــودِ
مُــحَـمَّـدٌ وَسْــطَ الـوُحـوشِ لِـربِّـهِ
مُـسْتَنْصِرا؟
فـــي كُــلِّ يَــوْمٍ يُـسْـتَضَاءُ
كَـشَـمْعَةٍ ولَـيُـرتـوى عَــذْبًـا بــمـا هُــوَ
أَمْـطَـرَا
وبِــكُـلِّ مَـــا ظَـــنَّ الـخـلـودُ
بَــقَـاءَهُ هـــو أَطــوَلَ الأشـيـاءِ إذْ مــا
عَـمَّـرَا
كـــانَ الإلَـــهُ عــلـى هــوَاهُ
مُـخـالِفًا وأبـــو الأئــمَّـةِ بــاتَ عُـمْـرُهُ
أكـبـرا!