أَرِقْ رُؤاكَ فَــدلــو الـغـيـبِ
مـهـتـرئُ والـجـاثـمان عـلـيهِ: الـجـرحُ
والـصـدأُ
قــلِّـبْ دمــاءَكَ وابــدأْ أيـنَـما
نـزفَـتْ فـالـحبُّ يـبـدأُ حـيـثُ الـنـزفُ
يـبتدِئُ
لا وقـتَ للحزنِ قالوا، قالَ لي
قلقي: مــازالَ يـكـبرُ فــي أعـمـاقِكَ
الـظّمأُ
مـا عـادَ فـي طـينِكَ الـمسنونِ
مُتّسعٌ حـتّـى يـكـرّرَ مــا لــم يـنـجِبِ
الـحَمَأُ
فَـعُـدْ لـجـرحِكَ، مــا أحــلاكَ
مـخـتبئًا بـيـنَ الـجـراحِ ومــا أبـهـاكَ إنْ
نـكأوا
وَكُـــنْ بـعـاشورَ لـيـلًا لا تَـكُـنْ
قـمـرًا لا يُـفْـهَمُ الـضـوءُ إلا حـيـنَ
يـنـطفئُ!
بــعـضُ الـتـفـاصيلِ لا تـزهـو
بـهـيبتِها إلا إذا عـــاثَ فـــي أرجـائِـها
الـخـطأُ
وأنـتَ وحـدَك حـشِّدْ ما استطعتَ
هنا مِــنْ أصـغَـرَيْكَ إذا قــد خـانَـكَ
الـملأُ
أنـتَ انـعجَنْتَ مَـعَ الـتأريخِ كـيفَ
بِمَنْ عـلى الـحكاياتِ فـي أحـداثِها
طرأوا؟
أنـتَ انـفتحْتَ عـلى عاشورَ
فانفَتَحَتْ فــي مـقـلتَيْكَ عـيـونٌ مــا بـهـا
حــلأُ
فـما لـحرفِكَ؟ قُـلْ واستَفْتِ عَنْ
أملٍ لـــم يـحـتـملْهُ عــلـى إيـقـاعِهِ
الـنَّـبَأُ
فـكم كـتبتَ لـهُمْ: إنّي أحبُّ ....،
وَلَمْ تـكمِلْ ولـكنْ (أبـا الأحـرارِ) قـد
قرأوا
فــعُـدْ لــذاتِـكَ وافـهَـمْهَا تَـلُـحْ
وطـنًـا لـلـعـابـرينَ إلــيــهِ الــحـلـمُ
يـلـتـجئُ
لا تـشـرَحْ الـحـزنَ دعْ عـيـنًا
لـترسمَهُ مــا أبـهتَ الـحزنَ يُـستقصَى
ويُـجْتَزَأُ
أدري بــأنّـكَ تـمـشـي دونــمـا
قـــدمٍ عــلــى خــيــالٍ لــعـاشـوراءَ
تـتّـكـئُ
أدري بـــأنَّ يـــدًا تـكـفـي
لـتـمـسكَها والآخـــرونَ بـجَـرِّ الـوَهْـمِ مــا
فـتِـئوا
مـا زلـتَ تـخشى إذا مرَّ الحسينُ
يَجُوْ رُ الـوقتُ فـي ضـفّةِ المعنى
ويجترِئُ
وتـلـمحُ الـحرفَ يـعدو فـوقَ
صـفحتِهِ كــأنّـهـا الـخـيـلُ إذْ تــعـدو وإذْ
تــطـأُ
وتـنـظرَ الـسـبطَ فــي أبـهى
حـقيقتِهِ أزاحَ عَـنْ كـاهلِ الأحـزانِ مَـنْ
صَـبِئوا
لاذَتْ فـراشـاتُهُ الـحـمراءُ
فـارتـجفَتْ عـلـى اللهيــبِ طـويـلًا وهْــيَ
تـختبِئُ
يـمشي، يخرُّ، يرى، يُغشى عليهِ، فكم تـثـلَّثَ الـجـرحُ لــم يـحفلْ بـهِ
الـحَدأُ
وَكَـــمْ أراحَ عــلـى الـخـطـيِّ
هـيـبتَهُ وألـــفُ ألـــفِ نــبـيٍّ فــيـهِ
يـنـكـفئُ
فــمـا لـمـتَّـهمٍ بـالـحبِّ؟ حـيـنَ
أتــى أرضَ الــعـراقِ ومِـــنْ آيــاتِـهِ
بـرِئـوا
ومــــا لِــمُــدَّرِعٍ بـالـديـنِ؟
يـطـلـبُهُم مُـــذْ حـــولَ دنـيـاهمُ الـمـلوّيةِ
ادَّرَأوا
مــا أبـصـروهُ ولــم تُـشرَحْ
بـصيرتُهُم فـما لـهَم أبصروا مِنْ حيثُ ما
فُقِئوا؟
ذنـبُ الـحسينِ نـما فـي الدينِ
برعمُهُ وذنـبـهُـم أنَّــهـم عَـــنْ ديــنِـهِ
نَــتَـأوا
فــظــلَّ يــنـجـبُ أحــلامًـا
ويـنـذرُهـا مَا ضرَّ لَو شكّكُوا في النسلِ أو شنأوا
لــلــهِ مِــــنْ بــئــرِ أحـــلامٍ
مـدلّـلـةٍ تـفـيـضُ، يـغـرفُـها الآتـــونَ،
تـمـتَـلِئُ
لـلهِ مِـنْ وحـيهِ الـمكلومِ كـيفَ
سعى فـــوقَ الـرمـالِ وَمِــنْ آيـاتِـهِ
فُـجِـئوا
فـأرجَـعُـوا (كـرّتـينِ) ارتــدَّ
أبـصـرُهُم وفِـي أشـدِّ خـساراتِ الـهوى
خَـسِئوا
لأنَّــهُ الـشـمسُ حـارُوا فـي
مـطالعِهِ لأنَّـــهُ الـبـحـرُ فـــي شـطـآنِهِ
هَــدَأوا
يُــوحَـى إلــيـهِ ومـــا جـفَّـتْ
مـنـابعُهُ يـــا لَـلْـفَـرادةِ إذْ جـــاؤوا وإذْ
لــمَـأوا
فَـصُغْ رؤاكَ كـما يـهوى الحسينُ
فَجُرْ حُ الأرضِ مـنـفـتـحٌ والـبـئـرُ
مـهـتـرِئُ