شعراء أهل البيت عليهم السلام - نحرٌ يضمِّدُ رمحَ الماءِ

عــــدد الأبـيـات
50
عدد المشاهدات
381
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
12:13 صباحًا

عطشٌ تعلَّقَ في قميصِكَ وانحنى = للأفقِ يمسحُ عُمْيَهُ المتطيّنا ويغصَّ ريقُ الماءِ معتصرًا على = ثغرِ اليباسِ مكفّرًا عمَّا جنى أجرى المرايا فزعةً للنهرِ تع = كسُ جرحَهُ في اللانهايةِ مُثخَنا وببردةٍ حمراءَ جفَّفها اللّظى = جسدُ السماءِ إلى الخلودِ تزيّنا بالصدرِ نايٌ ليسَ ينبضُ شدوُهُ = إنْ لم تثقِّبْهُ الخيولُ تفنُّنا بمسافةٍ مِنْ غيمتينِ نبوءةٌ = وغناءُ وحيٍ بالمواجعِ لُحِّنا سكنَ الفراغَ صراخُهُ يا حارسَ ال = نحرِ الكليمِ دماكَ تُخرِسُ ألسنا لسكونِ روحِكَ يستفزُّكَ ناسكُ ال = آجالِ بالغيثِ الذي لن يسكنا اِضربْ عصاكَ تشقُّ طوفانَ الرّدى = عطشُ الرّمالِ على السّحابِ تَفَرْعَنَا رحّالُ يا خيطَ الرّواءِ لوجهةٍ = حمراءَ خامسةٍ لتنسجَ موطنا جرسُ انتظارِكَ شدَّ ساقيةَ اللقا = ءِ بحبلِ شوقٍ تالفٍ قد أذعنا يا كلَّ حيٍّ أينَ كلُّكَ كائنٌ؟ = والموتُ مِنْ ثغرِ الرّمالِ تمكَّنا عينُ السّرابِ زجاجةٌ مِنْ طينةِ ال = أجدادِ لوْ كُسِرَتْ ستُعجَنُ معدنا تَهَبُ الرّواءَ لكلِّ غيمٍ مسرفًا = وتكونَ ذاتَ ظهيرةٍ سمجَ الأنا قمرٌ تتبّلُهُ النجومُ بحسنِها = كم يشتهيهِ الليلُ كي لا يُفتنا فالفجرُ بالصفعاتِ ملَّ يسارَهُ = أن يُسْلِمَ العتماتِ خدًّا أيمنا أعطاهُ سيفُ الحلمِ درعَ إبائِهِ = هيهاتُهُ حلفَتْ بألاّ تركنا ريحًا ستشتلُ كفُّه برمادِها = ينسلُّ منها النهرُ يُزْهِرُ سوسنا وتصّدَّقَ المطرُ البخيلُ بثوبِهِ = ليقالَ هذا الغيثُ أصبحَ محسنا حتّى نَمَتْ برسوخِها سُحبُ الإبا = وأحالَتِ البيداءَ عشبًا ليّنا يا غيبُ لا يدري السحابُ! فَقُلْ لهُ = ما أعدلَ التأريخُ ساعةَ لقِّنا؟ لا تسألوهُ عَنِ الفراتِ وطعمِهِ = هُوَ ليسَ منهُ سيدَّعي متلونا رأسُ الحسينِ يشعُّ في صلواتِهِ = للهَدْيِ بوصلةً تشيرُ إلى القَنَا سجدَتْ لمدِّ النحرِ غربة ُجزرِهِ = ومدائنُ الغضبِ المُعطّشِ أذَّنا كبُرَتْ على التأريخِ صفحة ُوَجهِهِ = وكأنَّ فيهِ الكونُ كانَ مدوَّنا وتناسَخَتْ كلُّ الجهاتِ بعينِهِ = ليرى الجهاتِ بكلِّ عينٍ أَعيُنَا نثَرَتْ بذورَ الطلحِ في أصلابِهِ = نكأَتْ بِقَيْحِ المستحيلِ المُمكِنَا أنفاسُهُ كم حُوصِرَتْ برحيلِها = لرئاتِ كلِّ الشَّمسِ كي لا تسجنا صدرُ الثّرى يبتلُّ شمعاتٍ بَكَتْ = ضوءًا يذوبً بكهفِهِ مترهْبِنا حتّى يتوبً النّحرُ مِنْ أسفارِهِ = راياتُهُ ستهبُّ مِنْ جرحِ المُنَى كلُّ السّيوفِ تناسَلَتْ ببداوةٍ = في كفِّهِ السّمحاءِ كي تتمدّنا نسخٌ ستخلقُ مِنْ فراتِ وريدِها = تخضلُّ فُلًّا بالخلود ملوَّنا سيعودُ بعدَ التِّيهِ يسجدُ جنةً = ثلجُ الجحيم يذوبُ فيهِ تديُّنا لا ينتمي للماءِ وشمُ جفائِهِ = وقناعُهُ أخفى الملامحَ مَكْمَنا مِنْ أيِّ ليلٍ تخلعونَ سوادَكم = وهدى البياضِ كوجهِ شمسٍ بيّنا في أيِّ ظِلٍّ تسكبونَ نهارَكم = أقداحُكُمْ ضوءٌ تسرَّبَ أزمُنَا لم يتّقِدْ حشرُ الخيامِ بحرقِها = فهناكَ نارٌ، جنّةً صارَتْ هُنا مَزَجَتْ زهورُ الشمسِ لونَ خريرِهِ = فأدارَ منديلَ السماءِ على السَّنَا لو قابَ قوسِ النحرِ كشفًا مِنْ جلا = لةِ كُنْهِهِ ما ازدادَ فيكَ تيَقُّنا صورٌ تنفَّسَتِ الذّهولَ مِنَ المَدَى = فتوقّفَ الخَفَقَانُ صَمْتٌ هَيْمَنا جسدُ الصّراخِ تدكُّهُ آهُ المسا = فةِ حينَ يركضُ بالصَّدَى متحصّنا بصلاةِ (إسماعيلَ) (يحيى) غارقٌ = بالذبحِ قد صنعَ الجمالَ فأتقنا مِنْ سدرةِ الملكوتِ نحرٌ قد هوى = في صدرِ ألوانِ الرّماحِ تفنُّنا وَمَشَتْ بعزٍّ بردةٌ مثقوبةٌ = في التربِ شَقَّتْ بالحوافرِ أزمُنا يا أنتَ يا وصلَ الأنينِ وأينَهُ = أنّى انقطعْتَ نَأَيْتَ ما بينَ الأنا؟ أدنو فيبتعدُ الصّفاءُ لبُعْدِهِ = وكأنَّ هذا البُعْدَ يصفو إن دَنَا! يقسو السرابُ على العيونِ بقطرةٍ = مَسَحَتْ لناصيةِ الحياةِ تحنُّنا يتشجّرُ النسرينُ فيهِ بَراءةً = متفتِّحَ الزَّهراتِ شبَّ وأغْصَنَا ماءٌ ستكتظُّ الرّماحُ لرشفِهِ = فوضى دماءٍ تُستفزُّ لِتُؤمِنَا كلُّ الذينَ تراقَصُوا فوقَ الجرا = حِ سيحزنونَ ووحدَهُ لنْ يحزَنا
Testing