يــا لـيـتَ روحــيَ فــي تـرابِـكَ
تـرقـدُ لـيـطيبَ فــي ذاكَ الـثّـرى لـيَ
مـرقدُ
فـالـشّـوقُ كـحّـلَ مـقـلةً تـصـبو
إلــى أســمــى حــبـيـبٍ فــــي رُؤاهُ
تـعـبّـدُ
مَــــنْ لِــلّـهُـوفِ إذا الـحـنـينُ
يـذيـقُـهُ حُــمَــمَ الــفـراقِ ونـــارُهُ لا
تـخـمـدُ؟
مَــن لـلـشّغوفِ وقــد تـعتّقَ خـمرُه
؟ فـــي كـــأسِ حـبِّـكَ يـنـتشيكَ
ويـزبـدُ
يـــا كـــلَّ نــبـضٍ فـــي فـــؤادٍ
والــهٍ يــحـيـاكَ حــبًّــا كــــلَّ لــحـظٍ
يــولَـدُ
أهـــوى الــصّـراطَ الـمـسـتقيمَ
لأنّـــهُ نــهـجُ الإلـــهِ وأنـــتَ فــيـهِ
الـمـقصدُ
أهــوى الـعـراقَ أهـيـمُ فــي
صـحرائهِ وإلـــيــهِ كـــــلُّ جـــوارحــي
تــتــودّدُ
أهــفـو إلـــى نــهـرِ الــفـراتِ
بـلـوعةٍ والــعـيـنُ حــــرّى جــمـرُهـا
يــتـوقّـدُ
كــيـفَ اسـتـطـاعَ الــمـاءُ دونَ
تـــردُّدٍ أنْ يُــسـتـسـاغَ وعـــذبُــهُ لا
يــنــفـدُ؟
أوَمَا استحى مِنْ قلبِكَ الظّامي الصّدي ولــمـائِـهِ الــثّـجّـاجِ أنــــتَ
الــمـورِدُ؟
كــيـفَ الـسّـهـامُ تـجـرّأَتْ
وتـقـاطرَتْ كـالـمـزنةِ الـهـوجـاءِ راحَـــتْ
تـرعـدُ؟
جــدبـاءَ لــيـسَ لـصـوتِـها إلّا
الـصّـدى ذاكَ الــجـزاءُ لِــمَـنْ يــضـلُّ
ويـحـقـدُ
والـسّـيـفُ وَا عَـجَـبِي يـلـبّي
مـفـسدًا أفــلا يـعِـي مــاذا جـنَـتْ تـلكَ
الـيدُ؟؟
إذْ حـــزَّ رأسَ الــدّيـنِ حـيـنَ
أطـاعَـها والــكــونُ زلــزلَـهُ الـصّـنـيعُ
الأســـودُ
وتــخـضّـبَ الإســـلامُ بــالـدّمِّ
الـــذي قـــد ســالَ مِــنْ نـحـرٍ حَـبَـاهُ
مـحـمّدُ
لـكـنّـه مَـــنْ أيــقـظَ الأذهـــانَ
مِـــنْ نــــومٍ عــمـيـقٍ بــالـضَّـلالِ
مــوسَّــدُ
يـــا ســيّـدَ الــدّمـعِ الـسّـكـيبِ
ووِردَهُ يــــا أيّــهــا الــوِتْـرُ الـفـريـدُ
الأوحـــدُ
يــا مَــن تـحـارُ بــكَ الـعـقولُ
وكـنهُها فـالـمـلـهَـمونَ يــراعُــهُـمْ لا
يـــركــدُ
والــعـالِـمـونَ تـجـلـجـلَتْ
أفــكـارُهُـم ذهــلَــتْ بـجـأشِـكَ والــجـراحُ
تُـغـمَّـدُ
شـخـصَـتْ عــيـونُ الـمـؤمـنينَ تـقـرّبًا وتــوافــدَتْ تــهـفـو إلــيــكَ
وتــرفِــدُ
كـــلُّ الـعـوالـمِ تـبـتـغي مــنـكَ
الـعُـلا حــتّــى الّــذيــنَ جـبـاهُـهم لا
تـسـجُـدُ
وأنــــــا أرومُ الــرّافــديــنِ
بــمـهـجـةٍ تــــوّاقـــةٍ .. زفـــراتُــهــا
تــتــهــجّـدُ
يـــا لــيـتَ روحـــيَ كـربـلاءُ
لـتـرتقي بــكَ يــا حـسـينٌ والـثّـرى لــي
مـرقدُ