أتْـقَـنْـتَ مَــوْتَـكَ حَـــدَّ الــعِـزِّ
إبْــداعـا والــمـوتُ فــيـكَ بِـمـا أبـدَعْـتَهُ
ضـاعـا
فــي كـلِّ لـحْظَةِ مَـوْتٍ كُـنتَ
مُـعْجِزَةً مِـــنْ لـحْـنِها عَـزَفَـتْ لـلـمَجْدِ
إيـقَـاعَا
غَـيّـرْتَ لَــوْنَ الـظَّـما .. بَـلَّـلْتَهُ
شـرَفًـا عَـلَّـمْتَهُ كـيـفَ يُـحْـنِي الـمـاءَ
إخـضاعا
حــتَّـى غــدا لِـظَـماكَ الـنـهرُ
مُـغْـتَسَلًا لِـمَـنْ يــزُورُكَ يُـهْـدِي الـمـاءَ
مِـطْواعا
شَكّلْتَ مصْرَعَكَ المرسومَ لوحةَ عِشْقٍ كُــنـتَ فـيـها إلــى الـجـنّاتِ
مِـصْـراعا
مــاذا عَـسـى جـنّـةُ الـمأوى تـكونُ
إذا مـــا قُـورِنَـتْ بــكَ تـأثـيرًا
وإشـعـاعا؟
شَـرَّعْـتَ تـاسِعَ أبـوابِ الـجِنانِ
لِـتبقى كـــربــلاءُ تَـــزيــدُ الــبــابَ
إيــسـاعـا
تُـجْـرِي بِـفـلْسَفةِ الـموتِ ابْـتِداءَ
حـياةٍ كُــلُّــهـا شَــــرَفٌ لِـلـمُـنْـتَهى
شــاعــا
باللهِ روحُـــكَ ذابَـــت.. فـــي
مَـحـبَّـتِهِ فَـكُـنْتَ فــي جَـسَـدٍ لـلـروحِ
مُـنْـصاعا
أيْـنَـعْتَ مِــنْ كــلِّ جُـرْحٍ جَـنّةً
جَـمَعَتْ مِـــنْ كُـــلِّ زَوْجٍ بِــهـا لـلـحُبِّ
أنـواعـا
فــالــحـبُّ مَــنْـزِلـةٌ لا يـسـتَـلِـذُّ
بِــهــا إلا مَـــنْ الـــرُّوْحَ فــي مـحـبوبِهِ
بـاعـا
هَـبْـنـا مـفـاتِـحَ أســـرارِ الـجِـراحِ
بِـمـا شَـقَـقْـتَ لـلـحـبِّ أبــصـارًا
وأسـمـاعا
تــلــكَ الــجِــراحُ بَـسـاتـيـنٌ
خَـمـائـلُها مــمــلـوءةٌ ثـــمــرٌ يــشــتـدُّ
إيــنــاعـا
فـي جُرحِ جَبْهَتِكَ انْشَقَّ السجودُ
سماءً أمـــطَــرَتْ قَــطَــراتٍ رَوَّتِ
الــقـاعـا
لـلـهِ عـاشـقةً تـهـوى الـسـجودَ
ومِــن سَـجْـداتـهـا عَــرَجَــتْ لــلــهِ
إقــلاعــا
حـتّى عـلى الحَجَرِ المُلْقىٰ كَذا
سَجَدَتْ والـنَّـزفُ خــرَّ إلــى الـرحـمنِ
وانْـباعا
يُـغـشي الـعـيونَ عَـنِ الـدنيا
وزُخْـرُفِها وصـــلًا لـمـعـشوقِها شــوقًـا
وإيــلاعـا
والـقلبُ فـي وَلَهِ المُشتاقِ يكشِفُ
في الـصدرِ الـشريفِ إلـى الأسهامِ
أطماعا
إذ كـــــانَ يَـــخْــزُنُ آيــــاتٍ
يُـرَتِّـلُـهـا فـــي كـــلِّ نـبـضـاتِهِ ذِكْـــرًا
وإيـداعـا
ومُـصْـحَفُ الـقَـلْبِ أهـدى لـلسما
ثُـلُثًا يـشـتَقُّ مِــن سـورةِ الإخـلاصِ
أضـلاعا
وصـرتَ تَـرمي دِمـاءَ الـقلبِ بـاقةَ
وردٍ لــلـسـمـاءِ ولـــــم تـــرتــدَّ
إرجــاعــا
كـيفَ احْـتَضَنْتَ الـثرىٰ كَـوَرْدةٍ
غُرِسَتْ والـوَرْدُ بـالحُسْنِ يُـعطي التُرْبَ
أطباعا
وبِـاحْـمِـرارِ الـنَّـدى حَــازَ الـخُـصُوبةَ
إذْ فــيـه الـكـرامـةُ مَـجْـدًا غُـصْـنُها
نـاعـا
وَجْــهُ الـسَماءِ وَوَجْـهُ الأرْضِ إنْ
مُـزِجا بــعـضٌ بِـبـعضٍ بِـنـورِ الـمـلتقى
مـاعـا
فــي بـرْزَخِ الـنَحْرِ يـبدو عـالَمٌ
جُـمِعَتْ فــيـهِ الـخـلائـقُ لـلـتَـمْحِيصِ
إجـمـاعـا
مـــــا بَــيــنَ جَــنّــاتِ أوداجٍ
تُـقـابِـلُـها نــيـرانُ سَـيْـفِ ضــلالٍ سُــلَّ
قَـطّـاعا
والــرأسُ حـيـنَ عـلا رأسَ الـسِّنانِ
تـلا غَــيْــبًـا يُــرَسِّــخُ بــالإعـجـازِ
إقــنـاعـا
أحْـنـى الـجـبينُ جِـبـاهًا فــي
تَـنَـكُّسِها جـــــــرّتْ حــبـائـلَـهـا ذُلّاً
وإخــنــاعــا
والـرُّمْـحُ صــارَ بُـراقًـا عـارِجًـا
لـسماءِ الـكِـبـريـاءِ بِــجَــاهِ الـــرَأسِ
إسْــراعـا
يــا مُـصـحفًا وحْـيُـهُ بـالذَبْحِ صـارَ
إلـى الـواعِـيـنَ مــصْـدَرَ غـايـاتٍ بـهـا
ذاعــا
واللهُ أنْـــزَلَ آيـــاتِ الــسـلامِ
بِــصـدرٍ ثَــغْــرُ طٰهَ إلــيــهِ اشــتــاقَ
والــتـاعـا
فـــي مَـهْـبَـطٍ طـالـمَـا كــانَـتْ
تُـقـبِّلُهُ خـيـرُ الـشِـفاهِ ورضّــوا مـنـهُ
أضـلاعـا
سُـبْحانَ مَـصْرَعِكَ الـحيِّ الذي
رُسِمَتْ أجْــراحُـهُ قِـيَـمًـا لـــمْ تَــحْـوِ
أوجــاعـا
حـتـى مَــلأْتَ زوايــا الـدَهْرِ مِـنْ
دَمِـكَ الـفـيّـاضِ تـــروي بـسـاتـينًا
وأمْــراعـا
ولْـتُزْهِرِ الـخُلْدَ مِـنْ أرواحِ مَـنْ
بِـدموعِ الـمَـصْرَعِ الـغَـضِّ قَــدْ جــاؤوكَ
أتـباعا
فاسرِدْ بِمَرْقَدِكَ المحفوفِ قصّةَ
إيقاظٍ تُــنــيـرُ مِـــــنَ الأكـــــوانِ
أصــقــاعـا