عـلى رَسْـلِكَ فـاحْذَرْ! ولا تَرْمِ
بالرَّدى مَــنِ الـقَـلْبُ مِـنْهُ مُـسْلِمٌ مـا
تَـشَهَّدا
ولا تَـــكُ مَــشّـاءً عـلـى أثَــرِ
الأُوْلــى سَـعَوْا أنْ يُـبِيْدُوا فِـي الـزَّمانِ
مُـوَحِّدا
مَـعاوِلُ هَـدْمٍ لَـيْسَ فِـيْما ادَّعَتْ
هُدًى ولا صَــرْحَ مِـنْـها فِــي الـخُيُورِ
تَـشَيَّدا
ولا تَـجْـتَـهِـدْ وِفْــــقَ مِـــزاجٍ
مُــؤَطَّـرٍ بـفُـتْيا قِـبـالَ الـنَّـصِ تَـعْـتَرِضُ
الـهُدى
ولا تَـعْـتَـمِدْ يَــوْمًـا عـلـى بـاطِـلٍ
وإنْ تَـخَـلَّـلَهُ بَـعْـضٌ مِــنَ الـحَـقِّ مــا
بَــدا
مِـنَ الـحِكْمَةِ اسْتِنْطاقُ ما جاءَ
بالهُدى عَـنِ الـحَقِّ فِـيْمَنْ كـانَ بالحَقِّ
مُرْشِدا
فـسَـهْلٌ هُــوَ الـتَّـنْظِيرُ والـصَّعْبُ
إنّـما بــحـالٍ هُـــوَ الـتَّـطْـبِيقُ فِـيـما
تَـأكَّـدا
ولَيْسَ مِنَ السَّهْلِ ارْتِقاءُ الفَتى
الذُّرى حَـقِـيْـقٌ بــمِـنْ رامَ الــعُـلا أنْ
يُـخَـلَّدا
مِـنَ الـنّاسِ مَـنْ يَطْغى ليَبْقى
لنَفْسِهِ عـلى الـعَكْسِ مَـنْ ضَـحّى بها
فتَسَيَّدا
تَـفـانـى بـــذاتٍ يَـقْـتُـلُ الأنــا
مُـؤْثِـرًا هَـلاكًـا عـلى الـعَيْشِ الـمُصَفّى
مُـقَيَّدا
ومِـــنْ فِـطْـرَةٍ لـلـخالِقِ انْـبَـثَقَتْ
بـنـا لـحُـرِّيَّـةٍ يَـهْـفُو لـهـا الـخَـلْقُ
سَـرْمَـدا
سَعى الحُكْمُ أنْ يَسْتَعْبِدَ النَّاسَ
بالعَصا سِــوى أنَّ فِــي هــذا حُـسَيْنٌ
تَـرَصَّدا
يُــسَــدُّدِ مِــنّــا كُــــلَّ فــــادٍ
وثــائــرٍ كـمـا الـخِـضْرِ يَـغْـدُو بـامْـتِيازٍ
مُـسَدَّدا
لَـقَـدْ حــاوَلَ الـطّاغُوتُ أنْ يَـسْتَبِدَّ
مـا رَأى فِي الشُّعُوبِ الخَوْفَ ضَعْفًا فهَدَّدا
ولَـيْـسَ يُــرى مَـنْ قـامَ يُـصْلِحُ
واقِـعًا ولا أحَــدٌ فِــي الأُمَّــةِ الـيَـوْمَ
مُـهْـتَدى
لَــقَـدْ ذَهَــبَـتْ مِـنْـهُـمْ بـكُـلِّ
سُـهُـولَةٍ جَـمِـيْعُ مَـعانِي الـنُّبْلِ والـخَيْرِ
مَـقْصَدا
فــــلا غِــيــرَةٌ لا نَــخْــوَةٌ لا مُــــرُوءَةٌ ولا شَـــرَفٌ بَـــلْ لا كَـرامَـةُ
مُـفْـتَدى
ووَلَّـتْ حَـكايا الأمْـسِ عَـمّا يُـشاعُ
مِنْ قَـبِيلِ حِـمًى أوْ صَـوْنِ عَـرْضٍ
لـيُسْرَدا
وبـالـطَّـبْعِ لَــمْ تُــرْعَ الأصـالَـةُ
حِـيْـنَها ولَـــمْ يُـعْـنَ حَـتّـى لـلـشَّهامَةِ
مَــوْرِدا
فـــلا قِــيَـمٌ تُـحْـيَـى ولا مُــثُـلٌ تُــقـى إلــى أنْ رَمَـوْا مِـنْها الـفَضِيلَةَ بـالرَّدى
لَـقَـدْ طَـعَـنُوا حِـيْـنَ الـرِّسـالَةَ
طـالما أرادُوا بــحَـرْبِ الــدِّيـنِ قَـتْـلًا
لـيُـلْحَدا
كــمـا لَــوْ رَأيْــتَ الـجـاهِلِيَّةَ
عــاوَدَتْ تُـــزاوِلُ حِـيـنًا كُــلَّ أنْـشِـطَةِ
الـعِـدى
فــمـا كـــانَ إلا فـــارِسٌ واحِـــدٌ
لـهـا تَـرَجَّلَ فِـي الـطَّفِ إلى الحَيْفِ
مُفْرَدا
هُــوَ الـفَذُّ فِـي ذاتِ الـبُطُولَةِ
والـفِدى يُـخَـلِّـقُ مِـــنْ لا ذِلَّ مَــجْـدًا فــأوْجَـدا
أعــــادَ رُؤًى كـــادَتْ تَـــزُوْلُ
ورُبَّــمـا قَـــدِ انْـدَثَـرَتْ لَــوْلا الـحُـسَيْنُ
تَـعَـهَّدا
لَــقَـدْ سُـلِـبَـتْ رُوْحُ الـمَـبادِئِ
يَـوْمَـها وأحْـيَـى الـحُسَيْنُ الـرُّوْحَ فِـيْها مُـجَدَّدا
أتـــى يَـنْـفَـخُ الـــرُّوْحَ انْـبِـعـاثًا بــأُمَّـةٍ كــمــا لَــــوْ إلـــهٌ بـالـمَـسِيحِ
تَــفَـرَّدا
أتــى نـافِـخًا فِــي الـرِّيح رُوحَ
هُـبُوبِها ويُـحْـيِي بـنـا مِــنْ بَـعْدِ صَـمْتٍ
تَـمُرَّدا
وعَــلَّــمَـنـا دَرْسَ الإبــــــاءِ
فِـــــداؤهُ بـتَـضْـحِيَةٍ حَــيْـثُ الـكَـرامَـةُ
تُـفْـتَـدى
يَـخُـطُّ بـفَـنِّ الـحُبِّ وَعْـدًا مَـعَ
الـسَّما ويَـرْسُم مِـنْ نَـزْفٍ مَعَ العِشْقِ
مَوْعِدا
فـيُـلْغِي مَـواعِـيدَ الـخَنا مَـعَ ذِي
هَـوًى ويَـحْـجُزُ عَــنْ وَعْـيٍ مَـعَ الـعِزِّ
مَـقْعَدا
يَـصُـبُّ الـدِّما فِـي قـالَبِ الـحَقِّ ثَـوْرَةً تُـعِيْدُ الـفِدى فِـي الـرُّوْحِ حَتّى
تَجَسَّدا
ويَـنْـحُتُ تِـمْـثالَ الـهَـوى مِــنْ
فُـؤادِهِ حَـقِـيْـقٌ بــمـاءِ الـتِّـبْـرِ يُـبـنَـى
لـيُـعْبَدا
يُـصَـمِّـمُـهُ أُنْــمُـوْذَجًـا مِــنْــهُ
رائــعًــا يُـفَـصِّـلُهُ وِفْـــقَ الـمَـقـاسِ
فـيُـرْتَـدى
يُـصَـوِّبُ مِـنْـهُ الـفِـكْرَ طِـبْـقَ اعْـتِقادِهِ وضِـمْـنَ إطــارِ الـشَّـرْعِ نَـهْجًا
مُـحَدَّدا
لـقَـدْ أبْــدَعَ الإخْــراجَ صَـوْتًـا
وصُــوْرَةً بـإتْـقـانِ فَـــنٍّ يُـنْـتِـجُ الـحُـلْـمَ
أجْــوَدا
هُـوَ الـعَمَلُ الـضّخْمُ الـذي أنْتَجَ
الفِدى عـلـى أرْضِ طَــفٍّ إذْ يُـمَـثِّلُ
مَـقْـصَدا
يُـنَـفِّـذُ مِـــنْ مَـشْـرُوْعِهِ الـفَـذِّ
حـالَـةً خُـصُوْصِيَّةً لـلنَّاسِ فِـي الـخَيْرِ
مُـنْتَدى
يُـمَـثِّـلُ دَوْرَ الــحَـقِّ إذْ مَـــنْ
يُـجِـيْـدُهُ كـما شـاءَ مِـنْ عَـرْضٍ يُـحَرِّكُ
مَشْهَدا
مَــقـاطِـعُ مِـــنْ لَــحْـمٍ ودَمٍّ
تَـنـاثَـرَتْ مُـسَـجَّـلَةٌ فِـيْـهـا الأســى قَــدْ
تَـوَقّـدا
ومِــنْ عَـدَسـاتِ الـعِـزَّةِ ارْتَـدَّ
مَـوْقِفٌ عَـلَـيْـنا بـأقْـصـى مـــا يَـكُـونُ
تَـمَـدَّدا
تَـفـاعُـلُ رُوْحٍ بـالـدِّمـا فِــي
وَسـائـطٍ حُـسَـيْـنِيَّةٍ يُـعِـطِـي مُـبـاشَـرَةً
فِـــدى
وعِـنْـدَ احْـتِـكاكِ الـبَعْضِ مِـنْها
حَـرارَةٌ ومِــنْ شِــدَّةِ الـضَّـغْطِ انْـفِـجارٌ
تَـوَلَّدا
يُـفَـقِّهُنا الـحُـبَّ الـحُـسَيْنُ ولَــمْ
يَـزَلْ ومِـــنْ كُـــلِّ إحْـسـاسٍ بَـلِـيدٍ
تَـجَـرَّدا
يُـغِـنِّـي بــنـا وَصْـــلًا ويَــعْـزفُ
لَـهْـفَةً ويُــطْـرِبُ فِـيـنا عِــزَّةً حَـيْـثُ
أنْـشَـدا
فـقُـمْ لـلـحُسَيْنِ الـيَـوْمَ وارْدُدْ
صَـنِيْعَهُ فـمِـنْ طـالِـبٍ لـلـنَّجْدَةِ ارْتَــدَّ
مُـنْـجِدا
فـسُـبْـحانَ رَبِّـــي بـالـحُسَيْنِ
شَـهـادَةً يُـمِـيْـتُ ويُـحْـيِـي وارْتَــضـى
وتَـوَعَّـدا
فـخَيْرٌ لَـكَ اسْـتِنْساخُ مِـنْ بَعْضِها
قِوًى فــلا قَــطُّ تُـبْـقِي فِـي الـدِّيارِ
مُـعَرْبِدا
تَـقَـدَّمْ عـلى إيـقاعِها الأحْـمَرِ
الـخُطى مَــعَ الـرَّكْـبِ فِـيْمَنْ بـالحُسَيْنِ
تَـمَجَّدا
تَـعِـيْشُونَ مَـظْـلُوْمِينَ لا ظـالِـمِينَ
مـا حَـيِيْتُمْ عـلى الـخَطِّ الـحُسَيْنِيِّ
مُقْتَدى