هـــذا الـمُـحـرَّمُ قــد أتــى
بـمُـصابِهِ يَــرثــي الــشَّـهـادةَ مــنـبـرًا
خَــلّابـا
رايــاتُ مـنبَرهِ الـسَّوادُ عـلى
الـهدَى تَـبـكـي الـحـسـينَ وتــرفـعُ
الأَقـتـابا
وخَـطـيـبُها يـــومَ الـطُّـفوفِ
مُـفَـوَّهٌ بِـحـزيـنِ لَــفـظٍ قَـــد أمَـــضَّ
لُـبـابا
فَـهَـلـمَّ مـجـلـسَه الـحـزيـنَ
بِـعَـبـرةٍ حَــــرّى وشـــارِكْ صِـبـيَـةً
وشَـبـابـا
هــذي الـمَـجالسُ قـد أَحـبَّ
قـيامَها آلُ الــنّــبـيِّ وأكَّـــــدوا
اسـتِـحـبـابـا
نَـدَبُوا إلى نَشْدِ المُصابِ مَعَ
الشَّجَى فــالـدَّمـعُ يَــجـلـو صَــبــوةً
وعِـتـابـا
إِنْ هَــلَّ دَمــعٌ فــي الـحسينِ
رأيـتَهُ فــي الـقـلبِ يُـرخى صَـرخةً
وجـوابا
فــاذرِف دمـوعـكَ واثِـقًـا فـي
نـهرِهِ ســقــيَ الــهـدايـةِ لـلـفُـؤادِ
أصــابـا
إنْ تَــبـكِـهِ تــلْــقَ الـحَـيـاةَ
نـشـيـدَهُ تَـصفو الـرُّؤى؛ كـانَ "الحسينُ"
كتابا
تَـسـتَجْلِ مِــنْ سَـيـلِ الـدّماءِ
مـنارةً أَفــضَــتْ فــأبـدتْ دقّـــةً
وصَــوابـا
تَـستَجلِ مِـنْ يـومِ الـطّفوفِ
حـقائِقًا أَحــداثُــهــا عِـــبـــرًا أَرَتْ
ومــثَــابـا
إنَّ الـحُـسينَ بِـخـطِّهِ نَـظَـمَ
الــرُّؤَى وبِـنـهـجِـه خــــطُّ الــدِّمــاءِ
نِـصـابـا
لـكـنَّـهـا عِــبــرٌ وعَــبْــرةُ
شَــجـوِهـا قَــطـعَـتْ نِــيـاطًـا مــزَّقَـتْ
أَلـبـابـا
لا يــومَ مـثـلَ مُـصـابِه بـيـنَ
الـعِـدى فــــردًا وزُمــــرةَ أهــلِــهِ
أقــطـابـا
سـبعونَ قـدسًا أَتـقنوا سُـبلَ
السُّرى كـــلٌّ يُـشـيرُ إلــى الـعُـقولِ
خِـطـابا
كَـتـبوا بـخطِّ الـسَّيفِ نـهجَ
صـراطِها خَــــطَّ الــنّـجـاةِ وبـالـنَّـجـيعِ
مُــذابـا
تـلـك الـشُّموسُ بـريقُها نَـهجُ
الـخُطا والـطِّـفـلُ مـنـهِـم ســيّـدٌ قـــدْ
ثـابـا
حـتّـى الـرّضـيعُ تَـماثَلتْ فـيه
الـرُّؤى عَــجَـبًـا يُــوجِّـه نــحـرُهُ الأَطـنـابـا
!
تـلكَ الـخِيامُ مِـنَ الـطُّفوفِ
تَصوَّرَتْ فــــي زيــنـبٍ خِـــدرًا غَـــدا
هـيّـابـا
قَـــدْ دوَّنَ الــتّـلُّ الـحـزينُ
حُـروفَـها وجَــــرى شِــعــارًا نــابـضًـا
وثّــابــا
والــمـاءُ والـنّـهـرُ الـمـنـكِّسُ
رأسَــهُ حُــزنًـا خَـجـولاً؛ فـالـحسينُ أَجـابـا
!
قُـتلَ الـحسينُ على الفراتِ
مُعطَّشًا كَـــي يــقـرأَ الـتَّـأريـخُ مِـنـهُ
خِـطـابا
مـثـلُ الـحـسينِ تـخاذلَتْ فـي
حـربِهِ تـلـكَ الـجُـيوشُ وسـيَّـدوا الأَذنـابا
؟!
خِــدرُ الـنَّبيِّ عـلى الـهَوازلِ سَـيرُها
تُـسبى ألا فـي الـمُنصفينَ صَـوابا
؟!
وكـزيـنـبٍ بــنـتِ الـكـرامةِ
والـحِـجا في مجلسِ الأَرجاسٍ تخشىْ نهابا ؟!
كـــلُّ الـمـصـائبِ والـرَّزايـا
وَحـيُـها: كــــانَ الـحـسـينُ بِـحـربِـهِ
مِـحـرابـا
فـاذرِفْ دمـوعَكَ فـي صَـبابةِ
رُزئِهم مِــــنْ كــربــلاءَ تـمـكَّـنَـتْ
إِعــرابــا
تُـنـبـيـكَ أنَّ دُمـوعَـهـا نــهـرُ
الــدِّمـا يَـسـقِـي الـعُـطـاشَ بِــنـورِهِ
وهَّـابـا
وهِــي الـسَّـفينُ بِـسبْقِها نَـحو
الـنَّجا لِــتَــشـقَّ لُـــجًّــا عـــارمًــا
خــبّـابـا
فـانـدبْ "حُـسينًا" و الـدُّموعُ
سَـبيلُها جَــلـيُ الـهُـمـومِ؛ فَـهَـلْهِلَنَّ صِـبـابا
!
واجـعـلْ رِداءكَ مـأتمَ الـسِّبطِ
الَّـذي مِــنْ فـكـرِهِ تَـلـقَى الـصَّـفاءَ
نِـصـابا
مِــنْ رايــةِ الـسّبطِ الـشَّهيدِ
تَـناثَرَتْ دُرَرُ الــشَّــجـى وتَـمـثَّـلَـتْهُ
حِــجـابـا
فــاصــدحْ بــحـزنٍ بـاكـيًـا مُـتـأوِّهًـا
يـــومَ الـحـسـينِ، وسـابِـقِ
الأَعـتـابا
سَـتـراهُ فــي يــومِ الـقـيامِ
مَـحـافِلاً يَــجـزي الــدُّمـوعَ وجَـريَـهُـنَّ
ثــوابـا
يــــا ربِّ إِنّـــي بـالـحـسينِ
مُــوجِّـهٌ ذَنــبــي وإنّـــي قـــدْ نــوَيـتُ
مــآبـا
فـاغـفـرْ ذُنــوبـي بـالـحـسينِ
وآلِـــهِ واغــسـلْ بـدمـعـيَ جُـرمَـها
الـلَّـهّابا
واجـعل نَشيجي في الحُسينِ
مُسلِّمًا واجـعلْ نَـشيدي فـي الـحسينِ
جَوابا