بِـحرْفِ إسْـمِك شَـكْلُ الـكَرْبِ
يَرْتسِمُ وفــيــهِ وَسْـــمُ جِـــرَاحِ الآلِ
يَـتَّـسِـمُ
بَــــدَتْ حُــروفُــكَ لـــلأرْزاءِ
شـاكِـلـةً تـحْكي الـبلا لِمَنِ اسْتَشْرَى بِهَ
الصَّمَمُ
لامٌ تــلـي الألِـــفَ، الـتَّـعريفُ
غـايَـتُها وهــل يُـعـرَّفُ فــي أقْـوامِـه
الـعَـلَمُ؟
أتَـتْ عـلى وجـهِ تـخْصِيصٍ لـسِبْطِ
مُحَ مّــدٍ وتـعْـظِيمِ مَـنْ يَـرْقَى بِـهِ
الـعُظُمُ
تَـعـمَّدوا الـجهلَ لا عَـنْ نـقصِ
مَـعْرفةٍ عُـقـولُهم أعْـجَـزتْ إشْـراقَـها
الـظُّـلَمُ
فـالـرُّمحُ عَـنْ ألِـفٍ عَـوْضٌ
بـمُعْجَمِهِمْ والـــلَّامُ سـيـفٌ بِــهِ تـعْـريفَهُ
رَقَـمـوا
فـعـرَّفُـوهُ بـــلا نــحْـوٍ مـتـى
صَـرَفُـوا رأسًـــا بـــلا عِــلَّـةٍ بـالـرفـعِ
يَـنـجَـزِمُ
يُــدارُ فـيـهِ عـلـى الـبُـلدانِ فـوقَ
قَـنًا يَـتـلو الـهُـدى بـيْـدَ أنَّ الـديـنَ
يَـنْـرَجِمُ
والــحـاءُ عَــيـنٌ تَـظَـلُّ الـدَّهْـرَ
بـاكـيةً تــبْـيَـضُّ مُـقْـلَـتُها والــدَّمْـعُ
يَـنْـسَـجِمُ
عـينٌ خَـلا جـوفُها مِـنْ فَرْطِ ما
ذَرَفَتْ مِـنْ هـولِ مَا شَهِدَتْ بالكربِ
تُصْطَلَمُ
كَــرْبٌ خـلـيقٌ بــأنْ تـفْـنَى بــهِ
أُمَــمٌ رِزْءٌ كـفـيـلٌ بـــهِ أنْ يُــحْـدَثَ
الـعَـدَمُ
والسِّينُ سَهْمٌ بَدَتْ أسْنانُها الشُعَبَ ال ثـــلاثَ فـــي الـكَـبِـدِ الـحَـرَّانِ
تـلـتئمُ
والــيـاءُ حـــرفٌ بـــلا رأسٍ
كـسـائرِهِ كـالقافِ فـي شـكْلِها إنْ خـطَّها
القَلَمُ
فــالـيـاءُ نــحــرٌ بـــلا رأسٍ
أُصــوِّرُهـا مِـنْ تـحْتِها نُـقطَتيِّ الـحرْفِ وَهْـيَ
دَمُ
كُـرسـيُّها حُـذِفَـت، فـالْـمُلكُ
مُـغْتصَبٌ خِــلافـةٌ سُــرِقَـتْ والــحـقُّ
مُـهُـتَضَمُ
أمـامَـها الـنُّـونُ مـثلَ الـطَّشْتِ
مـاثِلةً تــلـوحُ نُـقـطـتُها رأسًـــا بــهِ
جَـرُمـوا
يـزيـدُ يـقْـضِبُ ثـغـرَ الـسِّـبطِ
مـجْترِئًا وطَـالَـمـا لُـثِـمَتْ مِــنْ دُونِــهِ
الـقَـدَمُ
هـذي حروفُ الحسينِ الموحِيَاتِ
شجًا حـتَّـامَ يُـرسَـمُ فـيـها الـحُزنُ
والألَـمُ؟
بـقـيَّةَ اللهِ فــي شـعري شَـكاةُ
أسًـى كــيـمـا أراكَ ونــثــرُ الــثَّــارِ
يَـنْـتـظِمُ
ويـرْسُمُ الـحرفُ فـي تـفسيرِه
صُـوَرًا تَـشْـفي الـقـلوبَ وجُــرحُ الآلِ
يَـلْـتَئِمُ
بـالـحَـاءِ عــيـنٌ تُـــرَدُّ الــنـورَ
بـاصِـرةً مِـــنْ طَــلَّـةٍ أمَــلَـتْ أنـوارَهـا
الـقِـيَمُ
والـسينُ صـارِمُكَ الـصَّمْصَامُ فـي
تِرَةٍ وذو نِــصـالٍ ثـــلاثٍ ســـوفَ
تَـنْـتَـقِمُ
فــواحــدٌ لــضُـلـوعٍ هُـشِّـمَـتْ
بــحـوا فــرِ الـخـيولِ غَــدَتْ تُـفـرَى
وتَـلْـتَحِمُ
وآخـــــرٌ، لــنــحـورٍ حــزَّهــا
ضَــغِــنٌ يـقـتصُّ مـنـهُ، ودهــرُ الـضَّغْنِ
يـنْصَرِمُ
وثــالـثٌ، لـرضـيـعٍ قــد قـضـى
ظَـمـأً والـنَّـهْـرُ تَـنْـعَـمُ مِــنْ إغْـداقِـهِ
الـبَـهَمُ
والــيـاءُ نــحـرٌ كَــمِ اشْـتـاقَتْهُ
هـامَـتُهُ فـتَـعْـتَليهِ كـمـا تَـعْـلو الـرُّبَـى
الـقِـمَمُ
كُـرْسِـيُّها مُـلْـكُ مَـهْـديٍّ بـها يَـرِثُ
ال ثَّــــرى يُـرَصِّـعُـها نــصـرًا، يــفـوزُ
دَمُ
والـنونُ نَـضْحُ وعـاءِ القلبِ مِنْ
شَغفٍ لِـرجْـعـةِ الـسِّـبْـطِ والـتَّـاريـخُ
يَـحْـتَكِمُ
يـهْـفو إلــى مـشـهدٍ فـيـهِ الإمـامُ
بَـدا بــيـنَ الـمـقامِ وبـيـنَ الـرُّكْـنِ
يَـدَّعِـمُ
مُـسـنِّـدًا ظـهـرَهُ فــي كـعـبةٍ
رَقَـبَـتْ قُـــدومَ فـاتِـحِـها مُـــذْ قُــيِّـدَ
الـحَـرَمُ
بــيـتُ الإلـــهِ الــذي كـانَـتْ
حَـفَـاوتُهُ سـلامَ كـلِّ الـوَرَى، يُخشَى بِهِ
السَّلَمُ!
هـنـاكَ يَـخْـطُبُ بـيـنَ الـقـومِ
مُـعْـتَلِيًا صُــروحَ مـكَّـةَ إذْ تُـصْـغي لَــهُ
الأُمَــمُ
ضــرغـامُ يـتـلـو كــلامَ اللهِ،
يـسـمَعُهُ أهــلُ الـسَّـماءِ وفـيـهِ تُـشْـحَذُ
الـهِمَمُ
جــبـريـلُ أوَّلُ مَـــنْ يَـحْـنِـي
لـبَـيْـعتِهِ والـخـضرُ نـاصِـرُهُ والـعُـرْبُ
والـعَـجَمُ
يــأْتـمُّ عـيـسى بِــهِ والـقـدسُ
يُـعْـلِنُها أرضَ الـرَّوافِـضِ رغـمًـا عَــنْ
أنـوفِهِمُ
لـــه رِجـــالٌ جِـــلادٌ بَـأسُـهُـمْ
قـبَـسٌ مِــنْ عـابـسٍ وحـبيبٍ، لـلوَغَى
قَـدِمُوا
شُــوسٌ صـنـاديدُ حــربٍ أزْرُهُـم
مَـدَدٌ كــأنَّـهُ الـبـحـرُ فــيـهِ الـمـوجُ
يَـلْـتطِمُ
أعِــــزّةٌ تُــيِّـمـوا والــذَّحْـلُ
يـدفـعُـهُمْ صِـيْدًا، فـتحسَبُهُمْ أُسْدَ الشَّرَى
عَرِموا
لـهـم شَـغَافُ قـلوبٍ كـالْحَديدِ
قَـسَتْ بَـأْسًـا، بـها لا يَـليْنُ الـعزمُ إنْ
عَـزَموا
أعِـنَّـةُ الـمَـوْتِ فــي إقـدامِهِمْ
هَـذَبَتْ والـرُّعْـبُ يـسبِقُهُمُ أمـيالَ إنْ
هَـجَمُوا
يُــحـقِّـقُ الــقـائـمُ الـمَـهـدِيُّ
دوْلَــتَـهُ ويَـمْـلأُ الأرْضَ قِـسْـطًا بـعـدَما
ظُـلِموا
حـرفُ الـحسينِ كـذا الأمـجادُ
تَـرسُمُهُ فــي ظــلِّ قـائـمِهِمْ والـثأرُ
مُـضْطَرِمُ