عُـرُوْشٌ هَـوَتْ بالأمْسِ، أُخْرى غَدًا تَهْوي
وعَـرْشُـكَ صَــرْحٌ شِـيْـدَ بِـالـعالمِ
الـعُلْوي
تـربّـعْتَ فــي الـداريـنِ فــوقَ عُـروشِهِمْ
كـــأنَّ يـــدَ الأقـــدارِ طَـــوْعٌ لِـمـا
تـنـوي
رسَــمْـتَ بـفـيضِ الـنَّـحْرِ خـارطـةَ الإبــا
لِــتُـصْـبِـحَ نِـــبْــراسَ الــمـآثِـرِ
والــزَّهْــوِ
يــلـوحُ لـنـا فــي الأُفــقِ دَهْــرًا وحـيـنما
يــرى نــورَهُ الـمـظلومُ يـقوى
ويـستقْوي
غــــزَوْتَ مَــجـرَّاتٍ بِـدَسْـتـورِكَ الـــذي
غــزَوْنـا بـــهِ عــرْشَ الـطُّـغاةِ بِــلا
غَــزْوِ
أبَــحْـتَ حِـمَـى الـتـأريخِ، صَـعّـرْتَ خــدَّهُ وأشْـعـلْـتَهُ حــتّـى اسـتـحـالَ إلـــى
هَـبْـوِ
حُـسَـيْـنٌ .. بـــأيِّ الـخَـلْـقِ أقـرنُـهُ أنــا؟
حُــسَـيْـنٌ قــريـنٌ لـلـحُـسَيْنِ بـــلا
كُــفْـوِ
أرى كُـــلَّ صَــفْـوٍ مِـــنْ سِــواهُ مُـكـدَّرًا
وفــي حُـبِّـهِ الأكْــدارَ أصْـفى مِـنَ
الـصَّفْوِ
ويـسـمَـعُـهُ وَقْــــرِي ويـنـطـقُـهُ فَــمِــي
وإنْ أبْـكَـمُـوا ثــغـري، ويُـبْـصِرُهُ
عَـشْـوي
فَـمَـنْ قـالَ إنَّ الـسِّبْطَ فـي كـربلا ثَـوى
غَـــوى، ولِــمَـنْ يَـــرْوي روايَــتَـهُ
يُـغْـوي
ثـوى فـي الـثَّرى جِـسْمًا عَـفيرًا، وَرُوْحُـهُ
بِـنـا، فــي دِمـانـا، فــي مـشـاعرِنا
تَـثْوي
بـــــهِ طــهَّــرَ الأرضَ الإلــــهُ، فَــقَـبْـرُهُ
غَــــدا قــلـعـةً والــثـائـرونَ لــهـا
تـــأوي
وذي رُوْحُــــهُ لَــــوْ بــالـمـلاكِ قَـرَنْـتُـهـا
لَـزِغْـتُ وكــانَ الـمَـدْحُ ضَـرْبًا مِـنَ
الـهَجْوِ
رَبــيـبَـتُـهُ الأمـــــلاكُ وهْـــــوَ أبٌ لـــهــا
ولـــمْ تـحْـوِ لا واللهِ مِـعْـشارَ مــا
يـحْـوي
رمَــى بـعـضَ مــا فـيهِ بـها مِـنْ مـناقبٍ
وقــالَ لـها بـالفضْلِ حُـثّي الـخُطَى
تِـلْوي
وقــالَ لـهـا مــا فـيـكِ مــنْ عِـفّـةٍ فــذا
لأنَّـــكِ فـــي الـطّـاعـاتِ حـاذيـةٌ
حــذْوي
فـكمْ هـزّتِ الـمهْدَ الـشّريفَ وكـمْ رَنَـتْ
لـــهُ حـيـنَـمَا الـمـيـمونُ آلَ إلـــى
الـكَـبْوِ
وتــحْـفُـو بـــهِ فـــي الـحـالَـتَيْنِ بـمـولـدٍ
ومــوْتٍ، ومـنـها الـفـخْرُ لا مِـنْـهُ
بـالـحَفْوِ
طـلاسـمُ حــارَ الـعـقْلُ عَــنْ فـكِّ كُـنْهِها
ولا غــروَ أنَّ الـدَّهْـرَ مــا فـيـهِ مِــنْ
غَـرْوِ
عـجِـبْـتُ لأرضِ الــطـفِّ حـيـنَ تـلاقَـفَتْ
شُـمُـوسَ بـنـي الـمـختارِ أيّــانَ لــم
تــذوِ
وحــيـنَ أُريــقَـتْ فــوقَ وجْــهِ صـعـيدِها
دِما السّبطِ ما انصاعَتْ رُبَى الأرضِ للدَّحْوِ
ولــكـنَّـهـا ضَـــلّــتْ وظَــلّــتْ عـبـيـدُهـا
بـأسـيـادِها بِــيـدًا إلـــى سَـبْـيِـها
تــطـوي
سَــجـى الـلـيـلُ لـكـنَّ الـمُـعنّى جِـراحُـهُ
دُمُــوعُ الـثَّـكالى مـا لـها قـطُّ مِـنْ
سَـجْوِ
فـمـا نـائـحاتُ الـفَـرْعِ مــا كـانَ شَـجْوُها
هَــوَتْ مِــنْ أقـاصيها لَـوَ اْنَّ بـها
شَـجْوي
ولَــوْ سـمِـعَ الـوُصّافُ شَـجْوي وشَـجْوَها
لأصْـبَـحَ مِـنْـها الـشَّجْوُ ضَـرْبًا مِـنَ
الـشَّدْوِ
أ ألْـهُو ؟ وقـدْ سِـيْقَتْ إلـى السَّبْيِ نِسْوةٌ لـــهُ، لا رعــانِـي اللهُ لَـــوْ مِــلْـتُ
لِـلَّـهْـوِ
وأسْـهُـو ؟ مَـعـاذَ اللهِ عَــنْ ذِكْــرِ يـوْمِـهِ
وفـــي يـومِـهِ أمـسـى يُـذكّـرُني
سَـهْـوي
أبِــيـتُ وفــي عَـيـنِي أرى جِـسْـمَهُ غــدا
عـلـى الأرضِ شِـلْـوًا يُـسْـتَعادُ إلــى
شِـلْوِ
تَـمـثَّـلَ لـــي فــي الـنـومِ طـيْـفًا ألِـفْـتُهُ
وَعـاشَـرَنـي خِـــلًّا أُنـاجِـيهِ فــي
صَـحْـوي
يـصـيحُ بِـمَـنْ أثْـنـى عـلـى الــذُّلِّ جِـيْـدَهُ
وآمَـــــنَ بـالـعـيـشِ الــمُـرفَّـهِ والــرّخْــوِ
أَعِــــرْ مُـنْـصِـتًا كُـــلَّ الــجـوارحِ لـلـدِّمـا إذا مــا حَـكَتْ لا الأُذْنَ واسْـتَتْلِ مـا تَـرْوي
فـــإنَّ بِــهَـا سِــحْـرَ الـبـيـانِ إذا حَــكَـتْ
وهَـــذْوٌ سِــواهـا، إنْ عـــلا رُتْــبـةَ
الـهَـذْوِ
نُــصــابُ بـأغـلـى الــنَّـاسِ لــكـنَّ ربَّــنـا
يُـخـفِّفُ عَـنّـا الـخَـطْبَ فـي نِـعْمةِ الـسَّلْوِ
فـأمـسِ حـثَـوْنا الـتُّـرْبَ فــوقَ خُـدُودِهِمْ
ونَــحْـنُ غَـــدًا خَـــدٌّ يــتـوقُ إلــى
الـحَـثْوِ
تُـعـفِّي صُــروفُ الـدَّهْرِ ذكـرَ الأُلـى نَـأَوْا
خَـــلا ذِكْـــرَ غــالٍ لا يــؤُولُ إلــى
الـعَـفْوِ
بَــذَلْــنـا لـــــهُ الأرواحَ غـــيــرَ نـفـيـسـةٍ
وصِـحْـنـا بــذِكْـراهُ: بِـسـمْـعِ الـدُّنـى
دَوّي
وَسَــاءلَــنـا لاحٍ أ لـــــمْ تَــمْــحُ ذِكْــــرَهُ
قُـــرُوْنٌ مَـضَـتْ؟ صِـحْـنَا: فَـقَـدْناهُ
لـلـتوِّ
أ مَـــا لـلـدُّمـوعِ الــغُـزْرِ مُـنْـقَـطَعٌ؟ أمَــا لِـتلْكَ الـثيابِ الـسُّودِ فـي العيدِ مِنْ
نَضْوِ؟
وواللهِ لـــــنْ تُــمـحَـى فَــذِكْــراهُ آيــــةٌ
تُــرَتَّـلُ، والآيـــاتُ جــلَّـتْ عَـــنِ
الـمَـحْـوِ
فـيا بـنَ الأُلـى أقْـصَى استقامةِ خَصْمِهِمْ
بِـعَـيْنِ أولــي الألـبـابِ أحْـنَـى مِـنَ
الـحنْوِ
يــنـالُ الـبـرايا الـنـقصُ لــو نِـيـلَ مـنـهمُ
وشـأنُـكُـمُ بـالـنَّـيْلِ يَــربُـو عــلـى
الــرَّبـوِ
ومـدْحُـكُمُ مِـرْقـاةُ شِـعـري إلــى الـسَّما رَقَـوْتُ بـها والـنَّجْمُ كَـمْ غَـارَ مِـنْ
رَقْـوي
ولـسْـتُ أُريــقُ الـمـدْحَ فــي غـيـرِ أهـلِهِ
ولــكـنَّ عـطـرَ الـزَّهْـرِ لـلـنَّحلِ
يـسـتهوي
ومـــا زِلْـــتُ أسـتـجـدي وأعــلـمُ أنَّـنـي
أعـــودُ بـمـاءِ الـوَجْـهِ مِـنْـهُم مَــعَ
الـجَـدْوِ
لأنّــــي عَــرَانِــي الــــدَّاءُ داءُ خـطـيـئتي
ومَـــنْ عِــنـدَهُ أنْـتُـمْ أبِـالـغَيْرِ
يـسـتدوي؟
نَــحَـرْتُ لــكـمْ بَـوْحِـي قـرابـينَ شـاعـرٍ
صَـرفْتُ لـكم صَـرْفي، نـحَوْتُ لكمْ
نَحْوي
لــعــلّـي بِــمـدحـي آلَ بــيــتِ مُــحَـمَّـدٍ
أُطــهِّـرُ هـــذا الـثـغْـرَ مِــنْ لَـحْـنةِ
الـلّـغْوِ
أُسَـامَـحُ لَــوْ جــاوَزْتُ قَــدْري بِـمـدْحِكُمْ
لأنّــي طـلـبْتُ الـعَـفْوَ مِــنْ سـادةِ
الـعَفْوِ