أنـــا الـحـسينُ إذا مــا أفـصـحَ
الـكَـلِمُ وتـوأمُ الـحزنِ جُـرحي في السماءِ
فَمُ
ألا فـهـلْ نـاصـرٌ فـي الـخلقِ
يـنصُرُني نِـــدايَ أصـــداؤهُ طـــولَ الـحـيـاةِ
دَمُ
تــفـوحُ مِــنْ أقـحـوانِ الـخُـلدِ
نـفـحتُهُ بَـــــدا كـقـيـثـارةٍ مـأسـاتُـهـا
الــنـغَـمُ
تـــروي لـقـافـلةِ الـعُـشّـاقِ
فـلـسفتي بـــأنّ سِـــرَّ انـتـشـاءِ الـعـاشِقِ
الألــمُ
أنــا الـحُـسينُ عـلـتْ بـالطّفِّ
واعـيتي كُــنـتَ الـرئـيـفَ لأنْ لا يـحـكمَ
الـنّـدَمُ
فــكـانَ حـاكـمَـهُمْ إذْ كـــانَ
قـائِـدَهـمْ زيـــفُ الـحـيـاةِ فـــلا ديـــنٌ ولا
قِـيَـمُ
فـسـاقني الـخُـلدُ نــورًا يُـسـتضاءُ
بــهِ وسَـاقـهم فـي طـريقِ الـظُّلمَةِ
الـعدَمُ
فاقرأْ على اسمِي لأنّي الدمعَ، مصحَفُهُ ومِـــنْ دواةِ دَمـــي قــدْ عُـلِّـمَ
الـقـلَمُ
واعــلـمْ بـــأنّ انـتـمـائي لـلـحـياةِ
يــدٌ حـنـانُها لــمْ يـزلْ فـي الـكونِ
يُـقتَسَمُ
يــــدٌ تـقـحَّـمَـتِ الـديـمـاسَ
شُـعـلـتُها وإنْ فـــرى خِـنـصـرًا بـالـطفِّ
مُـنـتقمُ
أنــا الـحـسينُ حـروفُ الـحزنِ
تـكتُبُني رمَّــمْـتُ دهـــرًا بـجـرحٍ لـيـسَ
يـلـتئمُ
كـلّتْ عَـنِ الـوصفِ حتّى خِلْتُ
قافِيتي زلّــتْ بِـهـا عــنْ بـديعِ الـصُّورةِ
الـقَدَمُ
مـا كـانَ لـي أنْ أُجـيدَ الـقولَ يـا
لُغتي لا أحــــرفٌ تــبـلـغُ الـعـلـيـا ولا
قَــلَـمُ
نـعـشُ الـحـسينِ لــهُ عـرشٌ
ومـملكةٌ مــا مـثـلُهُ مَـلِـكٌ تـسـعى لــهُ
الـخَـدَمُ
ألا تـــرى الـقـبّـةَ الـبـاكـي بِـهـا
عـلـمٌ لـلـوافـديـنَ بِــحــبٍّ يُــومِـىءُ
الـعَـلـمُ
أنْ عـجّـلـوا نــحـوَ ثــأرِ اللهِ
وانـتـقِموا (فـالـحـقُّ مُـهـتضمٌ والـدّيـنُ
مُـخـترَمُ)
يــا كـربـلاءُ ومــأوى كُــلِّ مَـنْ
قَـدِموا يـا دولـةَ الـعشقِ مَـنْ تـرقى بِها
الأُمَمُ
روحــي عـلـى راحـتَـيها تَـنحني
شَـرفًا لا يــعــتَـرِيـهـا ولا يــنـتـابُـهـا
سَــــــأَمُ
لا يــعـرفُ الـخُـلدُ أرضًــا غـيـرَ
تُـربَـتِها وكُـــلُّ أرضٍ جَـفـاهـا الـخُـلـدُ
تـنـعـدمُ
مِــنْ طـينِها اللهُ ربُّ الـعرشٍ
أوجـدَني هــــذا يـفـسِّـرُ حُــبًّـا ســاقـهُ
الــقِـدَمُ
فـذا أديـمُ الـهوى والـعشقِ فـي
بـدَني لـــذاكَ حُــرِّمَ عَــنْ أعـضـائِه
الـسَّـقَمُ
يــا لـوحـةَ الـبـاذلِ الـفـادي ويــا
دَمَــهُ فــنَّـانُ قــدْ صَـاغَـها قـلـباً عــلاهُ
فَــمُ
والــقـلـبُ يــنـبـضُ أنــغـامًـا
مُــرتَّـلـةً وعــنـدَ ذاكَ تَـــرى يُـسـتـعذَبُ
الألـــمُ
حُـــبُّ الـحـسينِ دَمٌ يـجـري
بـأورِدَتـي أنــــــا بــلــوحَـتِـهِ والــعــاشِـقُـونَ
دمُ