يـا داعيَ الحقِّ جِئْتُ اليومَ في
طلبِ أقـلِّبُ الـشوقَ مـسرورًا على
هدَبي
آتٍ إلــيـكَ وهـــذا الــدمـعُ
مـحـتشدٌ بـالـياسمينِ وبـعـضٍ مِــنْ ولاءِ
أبــي
إنْ غــرَّبَ الـبعدُ هـذا الـدمعَ
مـعذرةً فـربَّـمـا الــبَـوْحُ تـقـريـبٌ
لـمـغتربِ
أراكَ فـــي لــغـةِ الأيـتـامِ،
مـنـتصرًا وفــي الـنَّخيلِ تـرانيمًا مِـنَ
الـرُّطَبِ
أراكَ فـي سـنبلاتِ الـقمحِ فـي
رئـةِ الـغمامِ، بـشرى إلـى ترنيمةِ
القَصَبِ
تـخاطبُ الـقومَ مِـنْ خلفِ الصلاةِ
يدٌ كـأنَّها الـعصمةُ الـموحاةُ مـن
حُـجُبِ
تـمشي عـلى الرَّملِ مصحوبًا
بقافلةٍ فـنـدركُ الـسِّـرَّ فـي تـركيبةِ
الـذَّهبِ
وتُـنـبئُ الأرضَ سـرَّ الـسِّرِّ
مـصطحبًا عِـلْـمَ الـنـبيِّ عـلـى عـكَّـازةِ
الـتَّـعبِ
لأنَّــكَ الـمـاءُ يـجـري لـيـسَ
يـوقِـفُهُ جـحافلُ الـقومِ وِلْـدٌ مِـنْ أبـي
لـهبِ
لأنَّــــكَ الــحــقُّ لا يُــردِيـكَ
أبْــرَهـةٌ ولا هــجـاءُ بَــنِـي حَـمَّـالـةِ
الـحـطبِ
يـا حـنطةَ الدِّينِ هذي الأرضُ
تمهرُهَا حـبرَ الـوجودِ قُبَيْلَ السَّيْلِ في
الكتبِ
أيـقـنْـتُ أنَّ هــواةَ الـمـلكِ
تـتـرُكُهُمْ صَــيْـدًا لـمـصـيدةٍ ذكــرى
لـمـرتقِبِ
وأنــتَ وحـدَكَ مَـنْ يـعلو ويُـدركُ
أنْ نـبـضُ الـدِّمـاءِ عـلا بـغضًا
لـمغتصِبِ
وأنــتَ فــي إصـبـعِ الـتـاريخِ
بـصمتُهُ وصفحةُ الطُّهرِ في مخطوطةِ العربِ
وأنـــتَ عــلـمٌ ونـهـجٌ مِــنْ
جـداولِـهِ تــوضَّــأَ الــقــومُ بــالأخـلاقِ
والأدبِ
سَـمَـوْتَ بـالموتِ حـتّى خِـلْتُهُ
فَـرِحًا فـي راحتَيْكَ كَمَنْ يمضي إلى
الرُّتَبِ
حــسـيـنُ إنَّ جـــراحَ الأرضِ
بـالـغـةٌ حــدَّ الـذهولِ كـأنْ عَـيْشٌ بـلا
سـببِ
فـلسْتَ تـرضى بـأنْ أدنـو إلـى
عتبٍ ولـسْتُ أرضى بأنْ تُصغي إلى
عتبي
امــدُدْ يـديْـكَ إلـى الآتـينَ مِـنْ
وجـعٍ وافــرشْ كـساءَكَ أوطـانًا
لـمستلَبِ
فــأنـتَ فـيـنـا إمـــامٌ ســيِّـدٌ
عَــلَـمٌ ونـحـنُ مِـنْكَ عِـيَالٌ فـي كِـساءِ
نـبي