شعراء أهل البيت عليهم السلام - بينَ الصَّحْوِ والرُّؤْيَا

عــــدد الأبـيـات
40
عدد المشاهدات
233
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:18 مساءً

تنسابُ ذكراكَ بينَ الصَّحْوِ والرُّؤْيَا = حتَّى تُقَطِّرَ بي ما يُشْبِهُ الوَحْيَا شيءٌ مِنَ العَالَمِ العُلْوِيِّ يُومئُ لي: = فجئتُ مِنْ حيثُ لا أدرى لهُ سَعْيَا حتَّى التقيتُكَ في مسرَى مخيّلةٍ = كأنّني رُحْتُ أجري خارجَ الدّنيا أنتَ الذي عَلَّمَتْنِي مُقلتَاكَ رؤًى = يا أنتَ يا .. لمْ تَمُتْ إلا لكي تَحْيَا ها أنتَ تختزنُ التاريخَ في دَمِكَ ال = وَهَّاجِ، تَسْتَثْمِرُ الأضْوَاءَ والفَيَّا يا مَنْ رَمَيْتَ لأعلى المُنْتَهَى بصرًا = تقدَّسْتْ نظرةٌ لم تخطِئِ الرَّمْيَا وقلتَ للطفَّ: كوني للسماءِ يدًا = فأصبحتْ في معانِيها اليَدَ العُلْيَا وهكذا أبدعَ الباري مُنَمْنَمَةً = كانَتْ إرادتُكَ العُظْمَى لها وَشْيَا أنتَ (الحسينُ) أمِ الكونُ الذي زَخَرَتْ = أطيافُهُ، فاحتواني ساعةَ اللُّقيا ؟ يا مَنْ حَلَلْتَ بجسمي باتحادِ هوًى = ملءَ الزّجاجِ .. فُرَاتًا سَائِغًا رَيَّا الدهرُ يطمعُ في أغلى لآلِئِنا = وأنتَ تحفظُها ما بينَ جَفْنيَّا حُرّيَّتي بكَ ما لاحَتْ مسافَتُها = إلا وأبصْرتُ في أبعادِهَا الظَّبْيَا ولا تَلَفَّتُّ إلا وارتمَى قَدَرٌ = رأيتُهُ بدماءِ الحقِّ مَطْلِيَّا قَبَسْتُ مِنْ سيرةِ الأحرارِ نافلةً = واخترتُ مِنْ ياسمينِ العشقِ لي زِيَّا لي فيكَ ما أشتهي: مِنْ سرِّ قافيةٍ = يهزُّهَا الوَجْدُ، حتَّى اسَّاقَطَتْ نَعْيَا لي فيكَ ما أجَّلَتْهُ الأمنياتُ إلى = مستقبلٍ كانَ خلفَ الشّمسِ مَخْفِيَّا لي غربةٌ خارجَ المعنى، تحاصرُني = مَنْ ذا يُشاطرُني في كُرْبَتي النأيَا ؟ كأنّني (طَرْفَةُ بْنُ العبدِ) مغتربًا = ما بينَ مَوْجَيْنِ: مِنْ موتٍ ومِنْ مَحْيَا في لحظةٍ مَا .. أسمِّي (كربلا) لغتي = مِنْ أبْجَدِيَّتِهَا أستشرفُ الوَعْيَا وأستعيرُ اتِّقَادِي مِنْ معاجِمِهَا = في كلِّ مفردةٍ أوْرَتْ دمي وَرْيَا ولمْ يَلُحْ كوكبٌ أعلى مَجَرَّتِهَا = إلا قطفتُ بهِ مِنْ نورِهِ الجَنْيَا هذا أنا: سادنُ الذكرى، وما تَعِبَتْ = عينُ الوفاءِ التي ترعَى الهَوَى رَعْيَا أهواكَ قَدْرَ الذي في الكونِ مِنْ سَعَةٍ = وإن تضاءَلَ هذا القلبُ، واسْتَحْيَا وكُلَّمَا صُغْتُ في معناكَ مَلْحَمَةً = رَجَعْتُ حتَّى كأنِّي لمْ أقُلْ شَيَّا كلُّ الجِرَاحاتِ تُنْسَى كُلَّمَا عَبَرَتْ = ولمْ يَكُنْ جُرْحُ (عاشوراءَ) مَنْسِيَّا كيفَ استحالَتْ خِيامُ الطُّهْرِ مِجْمَرَةً ؟؟ = وكيفَ أصبحَ ماءُ النَّهْرِ مَسْبِيَّا ؟؟ في حينِ تَعْزِفُ لحنَ الشمسِ منهمرًا = كانتْ جيوشُ الأعَادِي الصُّمَّ والعُمْيَا مشَى لكَ الدَّهْرُ عِرْفَانًا؛ ولا عجبٌ = إنْ جئتُ كالدَّهْرِ مِنْ أقصَى الجَوَى مَشْيَا وملءُ مِزْوَدَتِي في غايَتِي شَغَفٌ = ولَهْفَةٌ نَضَجَتْ في مُهْجَتِي غَلْيَا خُذْ ما تشاءُ؛ فكُلِّي في غرامِكَ، خُذْ = صدري كدرعٍ يَقِيكَ السَّهْمَ والبَغْيَا وخُذْ ذِرَاعَيَّ رُمْحَينِ، اسْتَعِنْ بِهِمَا = وإنْ ظَمِئْتَ؛ فقلبي قِرْبَةُ السُّقْيَا ما كنتُ أبكيكَ وَحْدِي في مُكَابَدَةٍ = فقد بكى (آدمٌ) ما بينَ جَنْبَيَّا إنِّي سَمِعْتُ صَدَى الأضلاعِ مُنْكَسِرًا = كالضَّوْءِ منكسرًا في ماءِ عَيْنَيَّا الطفُّ تمنحنُي (عُشْبَ الخُلُودِ) إذا = أبْحَرْتُ أطوي مسافاتِ المَدَى طَيَّا هِيَ التي جَعَلْتْنِي ذاتَ فلسفةٍ = أُبْدِي إذا انطلقَتْ كينونتي – رَأْيَا ما كانَ رأسُكَ إلا مِثْلَ بوصلةٍ = تشيرُ للهِ؛ حتَّى نبلغَ الهَدْيَا رأسٌ بهِ تَتَجَلَّى الأنبياءُ معًا = كَمَا أفاضَ السَّنَا مِنْ رأسِهِ (يَحْيَى) مِنْ ألفِ حَتْفٍ، وأشلاءٍ مُقَطَّعَةٍ = مازلتَ كاللغْزِ عَنْ أسرارِهِ أعْيَا ولم أزلْ في مِهَادِ الذكرياتِ، أرَى = ذكراكَ تنسابُ بينَ الصَّحْوِ والرُّؤْيَا حتَّى أَفَقْتُ على صوتٍ يهزُّ دَمِي: = قُمْ أكْمِلِ الطَّفَّ في أفلاكِهَا هَيَّا
Testing