هــل يـسـتحمُّ الـغيمُ فـي
إصـغائي وجـوانـحـي عـطـشٌ بـغـيرِ
سـمـاءِ
حـتَّـامَ تـنـطفئُ الـطـريقُ
بـغـربتي ويـتـوهُ كـلِّي فـي صـدى
أجـزائي؟
يـا وجهَ تلكَ الشّمسِ حيثُ
تزاورَتْ في كهفِ عشقي حينَ ضاقَ رجائي
فـنَـحَتُّ خـصـرَ الـلّيلِ حـتَّى
نـلتقي كــفــمِ الــدُّعـاءِ بـلـيـلةِ
الإســـراءِ
كــن لــي ثـباتًا فـي فـضاءِ
تـحيُّري رِئـــةً إذا اغــتـالَ الـزمـانُ
هـوائـي
أنـا لستُ أبني في الحروفِ قصيدةً إنْ لــم يـكـنْ فـيـكَ اكـتمالُ
بـنائي
قـد تـرفضُ الـكلماتُ بـاذلَ
مـهرِها وتــصـومُ مُـلـهـمتي عَــنِ
الإيـحـاءِ
والـصّـمتُ يـحفرُ هـدأتي
بـضجيجِهِ وكـــأنَّ صــوتـيَ لا يــريـدُ
لـقـائـي
ومـشى أمـامِي الـدمعُ فـي
عُكّازِهِ وتـكـربـلَتْ كـــلُّ الـجـهاتِ ورائــي
ورحـلْتَ فـي عـزِّ الـحضورِ
كـدمعةٍ تـركَـتْ أنـيـنَ الـمـلحِ فـوقَ
دمـائي
وكــأنَّ أنـفـاسَ الـحـسينِ
سـحـابةٌ عـبـرَتْ لـتـكشُفَ أوجــهَ
الـلُّـقَطاءِ
وغـدا الـمسيرُ إلـيكَ خـطوةَ عاشقٍ مـنـحـوتـةً مِـــنْ أدمُـــعِ
الـفـقـراءِ
وغَـدَتْ جـراحاتُ الطفوفِ
عواصفًا هـزَّت ضـميرَ الـدّهرِ فـي
الصَّحراءِ
فـأشـارَ عـيـنُ الـغـيمِ نـحـوَ
فـراتِهِ لـلـقـاتِـلـيـنَ بــلــعـنـةِ
الأســـمــاءِ
وبـكى الـيمامُ عـلى خُـطاكَ
مـعاتبًا مـــاءَ الــفـراتِ بـألـسُنِ
الـشّـهداءِ
والـنزفُ سـجّلَ فـوقَ ظـلِّ
غـيابِهِمْ بــأصـابـعٍ مـنـحـوتـةٍ مِــــنْ
مــــاءِ
بـأصابعٍ بُـتِرَتْ وتـبحثُ فـي
الـمدى عَــنْ شـربـةٍ تُـهـدَى إلــى
الأشـلاءِ
والــعـتـمُ بـعـثـرَ بـعـضَـهُ
مـتـنـاثرًا بـعـيونِ مَــنْ نـظـروا بـلا
اسـتحياءِ
فـالـكـلُّ مَـوْتَـى يــا حـسـينُ وإنَّـنـا نــهـفـو إلــيــكَ كــآخــرِ
الأحــيــاءِ