خـــــــــدُّ الـــســـمـــاءِ جــــثــــا
يــــــــبـــــــوحُ لــــــــخـــــــدِّهِ:
طُـــــــوبَـــــــى لـــــســــيــــفٍ
لا يـــــــمــــــوتُ بــــغــــمــــدِهِ
طُــــــــوبَـــــــى لـــــــجـــــــرحٍ
صــاغَ مِــنْ مـلـحِ الأســى صـبـرًا
وأوفــــــى لــلــنـزيـفِ بــعــهـدِهِ
ولـــكــلِّ مَـــــنْ مــــدَّ الــجـنـونَ
حـــــــــــــبـــــــــــــائــــــــــــلًا
لـــمّــا رأى ذُلًّا بــعــودَةِ رشــــدِهِ
هــــــــــو ذلـــــــــكَ الـــيُـــتْـــمُ
الـــمـــضـــمَّـــخُ بــــالــــدّمــــاءِ
وبـــــــــالــــــــشَّــــــــقــــــــاءِ
مــــعــــذّبٌ مِــــــــنْ مَــــهْـــدِهِ
عـــيـــنـــاهُ ســــــــرُّ نــــبــــوءةٍ
تــــــحـــــيـــــا وتـــــفـــــنَـــــى
_كـــــــالــــــنــــــخــــــيــــــلِ_
بـــــــــــــــــــوجــــــــــــــــــدِهِ
عــــــــــــيــــــــــــنــــــــــــاهُ..
يــــــــــــــــــا عــــــيــــــنـــــاهُ
يــــــــــــــــــا جـــــــــوعًــــــــا
تعوَّدَ أنْ يجولَ على شواطئِ زُهدِهِ
تَــــقــــســـو عــــلـــيـــهِ الأرضُ
لــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــنْ
نـــــفــــحــــةُ الـــمـــعـــصـــومِ
تــمَــحـو مــــا يــجــولُ بِــخَـلْـدِهِ
تَــــقــــســـو عــــلـــيـــهِ الأرضُ
يُـطـفـئُ جــمـرَهُ مـــاءُ الـحـسينِ
فَــــــــــــــودُّه مِـــــــــــــنْ ودِّهِ
إذْ إنَّـــــــهُ الـــحِــجْــرُ الـــــــذي
لاذَتْ بِــــــــــــــهِ الـــــدُّنــــيــــا
كـــمَــا كـــانَــتُ تَـــلــوذُ بــجــدِّهِ
إذْ إنَّـــــــهُ الـــســيــفُ الــــــذي
شَـــطَـــرَ الـــوجــودَ لـضـفَّـتَـيْـنِ
حُـــــــدودُهُــــــنَّ بِـــــــحَــــــدِّهِ
فــــــــــــهُـــــــــــنـــــــــــاكَ ..
حــيــثُ الــنــارُ تــأكُــلُ بـعـضَـهـا
والـحُـرُ يـبـرأُ صـاغـرًا مِــنْ وَعْـدِهِ
حـيـثُ الـحـكاياتُ الـتـي لا تـنتهي
شُـــــــــــطِــــــــــبَــــــــــتْ ..!
فَــقــدْ كــــادَ الــفُــراتُ بــكـيـدِهِ
وحــمــائــمُ الـــغـــارِ الــقــديــمِ
تَــــــــــــنــــــــــــاثَــــــــــــرتْ
والـــــــعــــــنــــــكــــــبــــــوتُ
هُـــــنــــاكَ فــــــــرَّ بـــجـــلــدِهِ
مـــــــــا كـــــــــانَ أســـــرابًــــا
تُـــــحـــــشِّــــدُ بــــعــــضَـــهـــا
ولِ(إبـــــرهـــــاتِ) الـــــطـــــفِّ
قــــــــــــــــامَ لِــــــــوحـــــــدِهِ
خـــــــــدُّ الـــســـمـــاءِ جــــثــــا
يَــــقـــولُ لِـــعــطــرِهِ: عُــــــذرًا
فَــقـدْ سُــلِـبَ الـشَّـذَا مِــنْ وردِهِ
ويُـــــنـــــبِّـــــئُ الأيـــــــــــــــامَ
أنَّ لـــهــذهِ الأجـــســادِ تــاريـخًـا
يَــــــــضُـــــــجُّ بـــــمـــــجــــدِهِ
أنَّ الـــــــــــســــــــــمــــــــــاءَ
إنِ ابــــتَــــغَــــتْ أمـــــــــــرًا ..
يَــــــــــــــــــــكُــــــــــــــــــــنْ
حــــــــــــــــتّـــــــــــــــى وإنْ..
سَــــعَـــتِ الــــرمـــاحُ لِــــــردِّهِ
فاللهُ أودعَ وِردَهُ فـــي الـظـامِئينَ
عــــــلـــــى قــــــداســـــةِ وِردِهِ
وأبـــــــــــــــاحَ لـــــلأيـــــتــــامِ
أنْ يــــــــتــــــــفـــــــرَّطُـــــــوا
وتَـــذوبَ نَـكْـهَـتُهُمْ بِــلـذّةِ حـمـدِهِ
فــــــــهـــــــوَ الــــحِــــكـــايـــةُ
مُــــنـــذُ أنْ خَــــلَـــقَ الــسّــمــا
هُـمْ أتـقَنُوا بـالجوعِ حِـرفَةَ سـردِهِ