شعراء أهل البيت عليهم السلام - صرخةُ الخلودِ

عــــدد الأبـيـات
50
عدد المشاهدات
156
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:01 مساءً

أعيدا عليَّ الحزنَ بعدَ التَّجمُّلِ=بذكرى حبيبٍ غابَ عنِّي ومنزلِ وقفتُ على أطلالِهِ بينَ دارسٍ=ومَحٍّ سِوى ما بانَ محضَ تخيُّلِ بشطِّ فراتٍ فاضَ عذبًا مَعِينُهُ=سعى ماؤهُ رَيًّا لغادٍ ومُقبلِ أرى حسرةً في شجوِها قد توقَّدَتْ=بجذوٍ صَلَى قلبَ الصُّخورِ المعطَّلِ يُعيدُ هبوبُ الرِّيحِ أشلاءَ صوتِها=عميقَ الشَّجا يوحي بأمرٍ مجلجلِ عليهِ مَعَ الأرزاءِ هَمٌّ ووطأةٌ=بأنٍّ أراقَ الوجْدَ يغلي كمرجلِ قفا نقتري دمعًا لِمَنْ جفَّ جفنهُ=وما خلتُ دمعًا مرَّ فيها بمُمْحلِ ديارٌ عفاها الراحُ وابتُزَّ أمنُها=صُروفًا على دهرٍ مَقيتٍ مدجَّلِ أيا حاديًا مرْ بي على هَمِّ أسرةٍ=تلظَّى وإحساسي بكربٍ مزلزلِ فعفتُ الدُّنى رحبَ المضامينِ حاسرًا=جوى القلبِ للأحزانِ بعدَ التَّوجُّلِ تراءَتْ لِيَ الكُثبانُ أشباحَ مَنْ مَضَى=على الدِّينِ إخلاصًا وحيدًا بمعزلِ ذبيحًا على الرَّمضاءِ قد حُزَّ رأسُهُ=بأنصالِ فُسَّاقٍ الورى بتطوُّلِ أيا أيُّها المكثورُ بالقتلِ إنَّما=أتيتُكَ ممهورَ المُنى بتأمُّلِ عجبتُكَ لا بالعجبِ لكنْ بلهفةِ ال=صّديِّ الحريقِ الجوفِ يَحْبُو لمنهلِ أُساقُ على جمرِ التَّولُّعِ شاخبًا=أساريرَ أعماقي بدمعٍ مسبَّلِ ذَهولًا تُراني أم شُغلتُ بهيبةٍ=إذا ما كَوَاها القَرْحُ لم تتبدَّلِ أناغى بأصنافِ الكرامةِ تارةً=وأدعى لنهجٍ بالفداءِ مكمَّلِ فأبرقَ عيني مِنْ وميضِكَ معلمٌ=جَلَى ظلمةَ الأحزانِ بعدَ تليُّلِ وحارَتْ رؤى روحي بكنهكَ فارهًا=فريدًا وما في الكونِ مثلكَ بانَ لي مليكًا على عرشِ القلوبِ مكلَّفًا=بإحيائِها بعدَ السُّباتِ وما يلي فأسدلتُ كَشحًا نحْوَ جُرحِكَ فامتلا=بخاصِرةِ الإيثارِ جُرحي لِكَلْكَلِي وعايَنْتُ صدرًا بالحوافرِ رَضْرَضًا=سما فوقَ إيماضِ الشُّموسِ المكلَّلِ تعالَى على الهيهاتِ عزًّا ملطَّخًا=بأحمرَ موفورِ الإباءِ المرمَّلِ كأنَّ الثّرى المخضوبَ حنَّ لوجنةٍ=على رمحِها المصلوبِ بالغارِ تحتلي ترامى مُحيَّا هامِها الغُرُّ سامقًا=بأفياءِ عرشِ الرَّبِّ ينهالُ مِنْ عَلِ مضيئًا بَهيماتِ الدُّروبِ مقوِّمًا=مساراتِها يتلو بذكرٍ مرتَّلِ فأسلمتُ نفسي والمُنى دونَ غايةٍ=أشمُّ ثرى الأحرارِ فابتُلَّ مِحملي وحِرتُ بدمعٍ خدَّدَ الوجنَ مُفعمًا=بمذهولِ روعٍ خِلْتُهُ لم يبلِّلِ أراكَ وما بالعينِ غيرُكَ ماثلًا=تنادي وحيدًا بينَ سيفٍ وجَحْفَلِ صرَخْتَ فَمَا للنَّاصرينَ توخِّيًا=ولكنْ لنَهْيِي عَنْ هوايَ المضلِّلِ تريقُ دماءَ الطيِّبينَ مضحِّيًا=لئلا تكونَ النَّارُ والويلُ موئلي دعَوْتَ إليكَ الموتَ حتّى بعثْتَهُ=مِنَ الموتِ مشفوعًا بإحيائكَ الجَلِي فما متَّ بلْ خُلِّدتَ في الكونِ مانحًا=مفاهيمَ نهجٍ للكرامةِ أمثلِ وهيَّأتَ أبعادَ الخلودِ مغيِّرًا=مضامينَها حكمًا بمجدٍ مؤثَّلِ فلا هنتَ للأعداءِ طرفُكَ شامخٌ=شموخَ ابنِ بنتِ المصطفى خيرِ مُرْسَلِ تعيدُ إلى الدِّينِ الحنيفِ مقامَهُ=سليمًا قويمًا مِنْ فجورِ التَّحوُّلِ بعينِكَ رضوانُ الإلهِ قصَدْتُهُ=شغفوفًا بقلبٍ بالحديدِ مُسَرْبَلِ تثورُ على الطُّغيانِ ثورةَ ضيغمٍ=أبى الذُّلَّ مقدامًا بغيرِ توجُّلِ ففُزْتَ بِمَا عندَ الإلهِ مكرِّمًا=بنصرِكَ أهلَ الأرضِ بعدَ التَّذلُّلِ أواسي جراحي قربَ صبرِكَ لم أَزَلْ=كطفلٍ رضيعٍ دانَ بالعُمْرِ للولي فما كنتُ؟ لولا أنتَ لاحترتُ خابطًا=بعشواءِ جهلٍ بالضلالةِ أمتلي إلى أنْ غَوَتْنِي بالبهاءِ منارةٌ=شرعْتَ الهدى فيها مصابيحَ مُفضلِ فديتُ دماكَ الطَّهرَ والعظمَ مهجتي=وروحًا تعالَتْ عَنْ دَنِيءِ التَوسُّلِ أطوفُ بمثواكَ الزَّكيِّ محمَّلًا=بتَهيامِ صبٍّ مولعٍ متبتِّلِ وأصبو أضاميمَ البهاءِ تحلَّقَتْ=عرينَكَ أرجو في حِماهُ معوَّلي تراوِدُني الآمالُ ضمَّكَ شافيًا=أنينَ جراحاتٍ بقلبٍ مُثكَّلِ وتحضُرُني مِنْ مسِّ تُربِكَ رِعْدَةٌ=تهزُّ كياني بالودادِ المبجِّلِ لأنتَ وما إلاكَ للرُّوحِ مطلبٌ=تقرُّ بهِ سُكنى أمانٍ ومأملِ فهَبْنِي أجلُّ الحرفَ فيكَ تقرُّبًا=إلى اللهِ والمختارِ والمرتَضَى علي وأدمي جفونَ العينِ بالدَّمعِ حُرقةً=لفاطمةَ الزَّهراءِ أرجو تقبُّلي
Testing