أعــيـدا عــلـيَّ الـحـزنَ بـعـدَ
الـتَّـجمُّلِ بـذكـرى حـبـيبٍ غــابَ عـنِّـي
ومـنـزلِ
وقــفـتُ عــلـى أطــلالِـهِ بــيـنَ
دارسٍ ومَــحٍّ سِــوى مــا بــانَ مـحـضَ
تـخيُّلِ
بــشـطِّ فـــراتٍ فــاضَ عـذبًـا
مَـعِـينُهُ ســعــى مـــاؤهُ رَيًّـــا لــغـادٍ
ومُـقـبـلِ
أرى حـسرةً فـي شـجوِها قـد
تـوقَّدَتْ بـجـذوٍ صَـلَى قـلبَ الـصُّخورِ
الـمعطَّلِ
يُـعـيـدُ هــبـوبُ الـرِّيـحِ أشــلاءَ
صـوتِـها عـمـيقَ الـشَّـجا يـوحـي بـأمرٍ
مـجلجلِ
عــلـيـهِ مَــــعَ الأرزاءِ هَــــمٌّ
ووطــــأةٌ بـــأنٍّ أراقَ الــوجْـدَ يـغـلـي
كـمـرجـلِ
قـفـا نـقـتري دمـعًـا لِـمَـنْ جـفَّ
جـفنهُ ومــا خـلـتُ دمـعًـا مــرَّ فـيـها بـمُمْحلِ
ديـــارٌ عـفـاهـا الـــراحُ وابــتُـزَّ
أمـنُـهـا صُــروفًـا عـلـى دهــرٍ مَـقـيتٍ
مـدجَّـلِ
أيــا حـاديًـا مــرْ بــي عـلى هَـمِّ
أسـرةٍ تـلـظَّـى وإحـسـاسي بـكـربٍ
مـزلـزلِ
فـعفتُ الـدُّنى رحبَ المضامينِ
حاسرًا جــوى الـقـلبِ لـلأحـزانِ بـعدَ
الـتَّوجُّلِ
تـراءَتْ لِـيَ الـكُثبانُ أشـباحَ مَنْ
مَضَى عـلـى الـدِّيـنِ إخـلاصًـا وحـيـدًا
بـمعزلِ
ذبـيـحًا عـلـى الـرَّمضاءِ قـد حُـزَّ
رأسُـهُ بــأنـصـالِ فُــسَّــاقٍ الـــورى
بـتـطـوُّلِ
أيــــا أيُّــهــا الـمـكـثورُ بـالـقـتلِ
إنَّــمـا أتــيــتُـكَ مــمــهـورَ الــمُـنـى
بــتـأمُّـلِ
عـجـبـتُكَ لا بـالـعجبِ لـكـنْ بـلـهفةِ
ال صّــديِّ الـحـريقِ الـجوفِ يَـحْبُو
لـمنهلِ
أُســـاقُ عــلـى جـمـرِ الـتَّـولُّعِ
شـاخـبًا أســاريــرَ أعــمـاقـي بــدمـعٍ
مـسـبَّـلِ
ذَهــــولًا تُــرانــي أم شُـغـلـتُ
بـهـيـبةٍ إذا مـــا كَــوَاهـا الــقَـرْحُ لـــم
تـتـبدَّلِ
أنــاغــى بــأصـنـافِ الــكـرامـةِ
تـــارةً وأدعــــى لــنـهـجٍ بــالـفـداءِ
مــكـمَّـلِ
فــأبـرقَ عـيـني مِــنْ ومـيـضِكَ مـعـلمٌ جَــلَـى ظـلـمـةَ الأحـــزانِ بـعـدَ
تـلـيُّلِ
وحــارَتْ رؤى روحــي بـكـنهكَ
فـارهًـا فـريدًا ومـا فـي الـكونِ مـثلكَ بـانَ
لي
مـلـيكًا عـلـى عــرشِ الـقـلوبِ
مـكلَّفًا بـإحـيـائِها بــعـدَ الـسُّـبـاتِ ومـــا
يـلـي
فـأسـدلتُ كَـشحًا نـحْوَ جُـرحِكَ
فـامتلا بـخـاصِـرةِ الإيــثـارِ جُــرحـي
لِـكَـلْكَلِي
وعـايَـنْـتُ صـــدرًا بـالـحوافرِ
رَضْـرَضًـا سـما فـوقَ إيـماضِ الـشُّموسِ
المكلَّلِ
تـعـالَى عـلـى الـهـيهاتِ عــزًّا
مـلـطَّخًا بــأحـمـرَ مــوفــورِ الإبــــاءِ
الـمـرمَّـلِ
كــأنَّ الـثّـرى الـمـخضوبَ حـنَّ
لـوجنةٍ عـلى رمـحِها الـمصلوبِ بـالغارِ
تـحتلي
تــرامـى مُـحـيَّا هـامِـها الـغُـرُّ
سـامـقًا بـأفـياءِ عــرشِ الـرَّبِّ يـنهالُ مِـنْ
عَـلِ
مـضـيـئًا بَـهـيـماتِ الـــدُّروبِ
مـقـوِّمًـا مــسـاراتِـهـا يــتــلـو بــذكــرٍ
مــرتَّــلِ
فـأسـلمتُ نـفـسي والـمُنى دونَ
غـايةٍ أشــمُّ ثــرى الأحــرارِ فـابـتُلَّ
مِـحملي
وحِــرتُ بـدمـعٍ خــدَّدَ الـوجـنَ
مُـفـعمًا بــمـذهـولِ روعٍ خِــلْـتُـهُ لــــم
يــبـلِّـلِ
أراكَ ومــــا بـالـعـيـنِ غــيــرُكَ
مــاثـلًا تـنـادي وحـيـدًا بـيـنَ سـيـفٍ
وجَـحْـفَلِ
صــرَخْــتَ فَــمَــا لـلـنَّـاصرينَ
تـوخِّـيًـا ولـكـنْ لـنَـهْيِي عَــنْ هــوايَ
الـمـضلِّلِ
تــريــقُ دمــــاءَ الـطـيِّـبـينَ
مـضـحِّـيًـا لــئـلا تــكـونَ الــنَّـارُ والـويـلُ
مـوئـلي
دعَـــوْتَ إلــيـكَ الـمـوتَ حـتّـى
بـعـثْتَهُ مِـنَ الـموتِ مـشفوعًا بـإحيائكَ
الـجَلِي
فـما مـتَّ بـلْ خُـلِّدتَ في الكونِ
مانحًا مــفـاهـيـمَ نــهــجٍ لـلـكـرامـةِ
أمــثــلِ
وهـــيَّــأتَ أبـــعــادَ الــخـلـودِ
مــغـيِّـرًا مـضـامـيـنَها حــكـمًـا بــمـجـدٍ
مــؤثَّـلِ
فـــلا هـنـتَ لـلأعـداءِ طـرفُـكَ
شـامـخٌ شموخَ ابنِ بنتِ المصطفى خيرِ مُرْسَلِ
تـعـيـدُ إلـــى الـدِّيـنِ الـحـنيفِ
مـقـامَهُ سـلـيـمًا قـويـمًا مِــنْ فـجـورِ
الـتَّـحوُّلِ
بـعـيـنِـكَ رضــــوانُ الإلــــهِ
قــصَـدْتُـهُ شـغـفـوفًا بـقـلـبٍ بـالـحـديدِ
مُـسَـرْبَلِ
تــثـورُ عـلـى الـطُّـغيانِ ثــورةَ
ضـيـغمٍ أبـــى الـــذُّلَّ مـقـدامًـا بـغـيـرِ
تـوجُّـلِ
فــفُــزْتَ بِــمَـا عــنـدَ الإلـــهِ
مـكـرِّمًـا بـنـصـرِكَ أهـــلَ الأرضِ بــعـدَ
الـتَّـذلُّلِ
أواسـي جـراحي قـربَ صبرِكَ لم
أَزَلْ كـطـفـلٍ رضــيـعٍ دانَ بـالـعُمْرِ
لـلـولي
فـما كـنتُ؟ لـولا أنـتَ لاحـترتُ
خـابطًا بــعـشـواءِ جــهــلٍ بـالـضـلالةِ
أمـتـلـي
إلــــى أنْ غَــوَتْـنِـي بـالـبـهـاءِ
مــنـارةٌ شـرعْتَ الـهدى فـيها مـصابيحَ
مُـفضلِ
فـديتُ دمـاكَ الـطَّهرَ والـعظمَ
مهجتي وروحًــا تـعـالَتْ عَــنْ دَنِــيءِ
الـتَـوسُّلِ
أطــــوفُ بــمـثـواكَ الــزَّكـيِّ
مـحـمَّـلًا بــتَـهـيـامِ صـــــبٍّ مـــولــعٍ
مــتـبـتِّـلِ
وأصــبــو أضــامـيـمَ الـبـهـاءِ
تـحـلَّـقَتْ عـريـنَـكَ أرجـــو فــي حِـمـاهُ
مـعـوَّلي
تــراوِدُنــي الآمــــالُ ضــمَّـكَ
شـافـيًـا أنـــيــنَ جــراحــاتٍ بــقـلـبٍ
مُــثـكَّـلِ
وتـحـضُرُني مِــنْ مــسِّ تُـربِـكَ
رِعْـدَةٌ تـــهــزُّ كــيــانـي بــالــودادِ
الـمـبـجِّـلِ
لأنــــتَ ومــــا إلاكَ لــلـرُّوحِ
مـطـلـبٌ تــقــرُّ بـــهِ سُـكـنـى أمـــانٍ
ومــأمـلِ
فـهَـبْـنِي أجـــلُّ الـحـرفَ فـيـكَ
تـقـرُّبًا إلــى اللهِ والـمـختارِ والـمرتَضَى
عـلي
وأدمــي جـفـونَ الـعينِ بـالدَّمعِ
حُـرقةً لـفـاطـمـةَ الــزَّهــراءِ أرجـــو
تـقـبُّـلي