مـاضٍ إلى معناكَ حيثُ
سأُنشَرُ حِـبرًا مِـنَ الآهـاتِ فـيكَ
تُسطَّرُ
مـاضٍ ودمـعُ الـعينِ حـفنةُ
أبحرٍ أنّـى لهذا الحزنِ تكفي
الأبحُرُ؟!
مـاضٍ أخـالُ الـروحَ أنـتَ
حبيبُها حسبي بهذا الحبِّ، كيفَ يُفسَّرُ؟
فـلـعلَّني رمــلٌ تـصـحَّرَ
ظـامِـئًا ولـعلَّكَ الـغيماتُ حـيثُ
ستمطرُ
ولـعـلَّـني شــوقٌ تـغـرَّبَ
بـاكـيًا ولـعـلَّني الـمـذبوحُ فـيـكَ
أُكـفَّرُ
ولـعـلَّ مـعناكَ الـحسينُ
وإنَّـني وَجَـعٌ مِـنَ المَاضِينَ حينَ
تبعثَروا
ولـعـلَّـني ضـيّـعـتُ أيَّ
لـعـلَّـني مـا عُـدْتُ أعـرِفُ غـيرَ أنَّكَ
أكبَرُ
مـا عُدْتُ أكتبُ غيرَ تِيهِ
مَعارِفَي بـيـنَ ارتـبـاكِ الـمَعْنَيَيْنِ
سـأبحِرُ
مـتقلبًا مـا بـينَ مـوجاتِ
الـظَّما أو بــيـنَ نـــارٍ لـلـفراتِ
تُـسَـعَّرُ
سـأديرُ وجهَ الكونِ نحوَ
حكايتي وأسـلِّـطُ الأضـواءَ حـينَ
يُـنَحَّروا
وأخـطُّ فـوقَ الـماءِ وجهَ
قصيدةٍ يـحـكي تـجـاعيدَ الـدماءِ
ويُـخبرُ
مِـنْ ألفِ حزنٍ والفراتُ
مهروِلٌ نـحـوَ اعـتـذارٍ لـم يـجدْهُ
فـيُعذَرُ
مِـنْ ألـفِ حـزنٍ لا اتّجاهَ
لدمعِنا غيرَ انسكابٍ في المحافلِ
يُهدَرُ
مِـنْ ألـفِ ظلمٍ والحسينُ
مناديًا (هــل نـاصـرٌ؟) لـكـنَّهُ لا
يُـنـصَرُ
حـتّى اسـتفاقَ الـنائحونَ
بـفتوةٍ دوّى صـداها فـي الـنفوسِ
يُكبِّرُ
فـامتازَ مِـنْ بـينِ الـرجالِ
ليوثُها خـطَّـتْ قـوانـينَ الـبطولةِ
تـزْأَرُ
إذْ هـا هـنا كانَ الحسينُ
مفَسَّرًا لــمْ يَـبْقَ مـعنًى مـبهمًا
فـيُؤَطَّرُ
إذ هــا هـنا نـزلَ الأمـينُ
بـوحيِهِ (والـعادياتُ) أغَـرْنَ صُبحًا
يُشْكَرُ
وهـنـا تـجـلَّتْ كـربـلاءُ
تـمـرَّدَتْ تـلكَ الـدموعُ وقـامَ صـدرٌ
أحمرُ
إذ هـاهنا كـانَ الـحسينُ
مـواكِبًا حـمـراءَ تُـحْـيِي بـالدّماءِ
وتَـذكرُ