هــل عـلَّـتي طَــرأَتْ يـومًا عـلى
بـشرِ؟ أم بـاتَ شـوقُ الـلِّقا يـقتاتُ مِنْ عُمُري؟
مـــا لـــي إذا ســـارَتِ الأرواحُ
أحـسَـبُها مـجرى دمـوعٍ كَسَتْ في سيرِها
نَظَري؟
تـحـلو الـخُـطَى حـيـنَما تـنـسابُ قـاصدةً مـــأوى الـضِّـيَـا بــنـداءٍ فــيـهِ
مـنـكـسرِ
مَـــنْ ذا يُـوَالِـيـهِ لا يــنـوي الـهُـيَـامَ
بــهِ فـي الأربـعينَ ويـلقي الـقلبَ فـي
الأثرِ؟
حــتّـى الـنـجـومُ بـعـالي الأفْــقِ تـرمُـقُهُ تـشـاركُ الـمـشْيَ بـيـنَ الـلّـيلِ
والـقـمرِ
أنـــا الـــذي ظـــلَّ مـكـلـومًا
بِـحـسـرتِهِ كـبـقـعةِ الأرضِ تــرجـو قَـطـرَةَ
الـمَـطَرِ
وبــــاتَ عـــدَّادُ أنـفـاسـي يُــقَـدِّرُ
لـــي عــلـى حـــروفِ اسـمِـهِ آمــالَ
مُـنـتَظِرِ
وأَيـــمَ اللهِ مـــا هـــذا الـجـنـونُ
ســوى تـــجــارةٍ تُـــــورِثُ الــعَـلْـيَـا
لــمُــدَّخِـرِ
مــتــى أزورُ أبــــا الــسـجّـادِ
تـحـمِـلُنِي على المسافاتِ سُقْيا العينِ في سَفَري؟
مــتــى أعــايــنُ أعــتـابًـا تــشــعُّ
ضــيًـا أديــــرُ تــحــتَ مَــدَاهــا خــــدَّ مـعـتـفرِ
وحـيـنَ أدنــو مِــنَ الأحـبـابِ خُـيِّـل
لــي أنْ أتْــبَـعَ اثْـنَـيْـنِ جَــابَـا مـجـمعَ
الـحُـفَرِ
شـخـصٌ يـشـدُّ وقــارًا كــفَّ صـاحبِهِ
ال كــفـيـفِ وهــــو بــحـالٍ خــائـفٍ
حَـــذِرِ
مــا إنْ تَـحَـسّسَ شـكلَ الـقَبْرِ مِـنْ
يـدِهِ حـتّـى ارتـمى يـنتشي مِـنْ تُـرْبِهِ
الـعَطِرِ
نـادى ( حُـسَيييينٌ ) ثـلاثًا مـا انـكفى
لهبًا والـحـزنُ يـجـدحُ فـي الأحـشاءِ
كـالشَّرَرِ
إذا بـــركــبِ رســـــولِ اللهِ
يــقـدِمُـهُـمْ زيــنُ الـعـبادِ أتَــوا فــي أفـجـعِ
الـصِّـوَرِ
لــم أسـتَطِعْ وصـفَ حـالي حـينَمَا
الـتَقَيَا كـمـا الـنـجومُ هَــوَتْ مِــنْ دربِ
مُـنْحَدَرِ
عــمّـاهُ جــابـرُ لـــم يُـبْـقُـوا لَــنَـا
أثـــرًا ومـا اسْـتَقَى فـي صليلِ الحربِ مِنْ
نَفَرِ
هــنـا تـسـاقَـطَتِ الأبـطـالُ مــا
بَـرِحَـتْ دمــاؤهــا تُــشْـعِـلُ الــوجــدانَ
بـالـعِـبَرِ
هُـنَـا أبِــي طــاحَ فـي الـرَّمضاءِ
مـنفردًا ولــسـتُ أنـسـى مـلـيًّا صَـعْـدَةَ
الـشَّـمِرِ
والــرأسُ مـنـهُ بـعـالي الـرمـحِ
مـنـشهرٌ عــلـى الـخـلائـقِ يـتـلو أعـظـمَ
الـسّـوَرِ
عــمّــاهُ لا تـسـألَـنْ عَـــنْ بــدرِنـا
أبـــدًا وزيـنـبُ الـطُّـهْرُ تُـهـدَى فـي يَـدَيْ
أشِـرِ
بــيـنَ الــرّجـالِ سُـبِـينا والـعـيالُ
غَــدَتْ مِــنْ فَـرْطِ هـولٍ بـها تَـحْنُو عـلى
الـمَدَرِ
لــكـنْ لــنـا شـيـعـةٌ فـــي كــلِّ
عـابـرةٍ مِـــنَ الــزّمـانِ تـضـاهي أطـيَـبَ
الـثَّـمَرِ
تـــروي مـشـاعـرَنا، تُـحْـيِي الـعـزاء
لـنَـا تــذوبُ فــي حـبِّـنَا مِــنْ سـالفِ
الـعُصُرِ