إلـى مِـحْنَةِ الـشَمْعِ الـمُجَرَّحِ
قـادمةْ فَـسَـهْرَتُها لَـيْـلَ الـخَـميساتِ
دائـمةْ
تُـهَـدْهِدُ فــي مَـهْـدِ الـرّثـاءِ
وجـودَها وفــي غَـسَقِ الأنـهارِ تَـجْهَشُ
نـادمةْ
تَــدورُ عـلى صَـيْفٍ غـريبٍ،
دُمـوعُها بَـقـايا لـريـشٍ مِــنْ مَـدائـنَ
حـالـمةْ
وَفــي الـقَـمَرِ الـمَنْفِيِّ ثَـمَّةَ
هـاجِسٌ يَــمُــدُّ إلــيـهـا بــارْتِـبـاكٍ
سَــلالِـمَـهْ
فَـتَـرْقى، وعـاشـوراءُ ظِـلُّ
صُـعودِها يُــدَوِّنُ فــي قَـلْـبِ الـبـياضِ
مَـآتِـمَهْ
وَفــي يَـدِهـا مِــرْآةُ ظُـهْـرٍ،
زُجـاجُها يَـطُشُّ عـلى عَـيْنِ الـفُصولِ
حَمائمَهْ
دَخَــلْـتُ إلــى الـمِـرآةِ، آدَمُ
غُـرْبَـتي يُـسـائلُ عَــنْ مُــرِّ الـظَـهيرةِ
آدَمَــهْ
وَقَـفْـتُ عـلـى بـابِ الـيَباسِ
مُـغازِلاً مَـفـاتـيحَ غَــيْـثٍ، فـالـمِياهاتُ
آثِـمـةْ
وَفَلْسَفْتُ في مَحْضِ انْكِسارِ ضِفافِها صَدى سَوْسَناتٍ في الأناشيدِ
باسمةْ
لِـسـاقِيَةِ الـعَـبَّاسِ طــارَتْ
نُـبـوءَتي تُــجَـدِّدُ لـلـحُـلْمِ الـقَـصِيِّ
مَـواسِـمَهْ
رَأَيْــــتُ بِـصَـمْـتٍ لـلـيَـنابيعِ
طِـفْـلَـةً عـلى عَـطَشٍ في وَرْدَةِ الكَفِّ
عائمةْ
رَأَيْــتُ عـنـاقيدَ الـمـجازاتِ
والـرّؤى تَـدَلَّـتْ مِـنَ الـفَجْرِ الـمُكَرْبَلِ
هـائمةْ
رَأَيْـــتُ زَمـــانَ الـكـربـلاءاتِ
قـاربًـا إلــى ضِـفَّـةِ الـمَـعْنى يَـقودُ
نَـسائمَهْ
وَكـانَ الحُسَيْنُ المَحْضُ يَسْكُبُ
كربلا خُـلاصَـةَ مـرثـاةٍ عـلى الأُفْـقِ
غـائمةْ
وَيَـهْـمسُ لـلـنَخْلِ الـخَـضيبِ
بِـسِـرِّهِ وَيَـنْـقُشُ بـالجُرْحِ الـمُفَرْدَسِ
خـاتَمَهْ
سَـقى عـالَمًا يشكو اصْفِرارَ
وضوحِهِ وَفَـكَّ مِـنَ الصَوْتِ الحَبيسِ
طَلاسِمَهْ
وَكــانَـتْ عَـصـافـيرُ الـخِـيامٍ
بِـنـارِها عـلى شَـفَةِ الـتسبيحِ والـغَيْبِ
حائمةْ
وَثَـمَّ بـخورٌ فـي الـلغاتِ يَـزُجُّ
بـال.. قَـوامـيسِ والأبـعـادِ روحًــا
تَـراجِـمَهْ
وَكَـلَّـمْـتُها خَــلْـفَ الـبـياضِ،
وَظِـلُّـها يُــحّـذِّرُنـي، أَدْنــــى إلَـــيَّ
تَـمـائـمَهْ
هِـيَ الآنَ جُـرْحٌ يَـسْتَحِمُّ بِضَوئهِ
ال.. مُـشَـذّى، وَأَقْـمـارٌ تَـجـوسُ
عَـوالِمَهْ
فَــلا تـوقِـظِ الـضَـوْءَ الـجريحَ
بِـكَرْبَلا فَـنَـجْمَتُها فــي دَفْـتَـرِ الــرَبِّ
نـائمةْ