لــم يـتـركِ الـشـعراءُ مـتَّـسَعًا
فـمـا أبَْـقـوا لـسبقِ الـشعرِ شـوطًا
مـمكنا
نـظـمـوا الـقـصـيدَ راوئـعًـا
فـروائـعًا عـصـماءَ تـحـملُ لـلـحُسينِ
مَـحـاسنا
صــاغـوا الـحـروفَ مـراثـيًا
ونـواعـيًا أبــكَــتْ عــيــونَ عــدوِّنــا
ومـحـبِّـنا
فـطـرَقْتُ بـابَ الـشّعرِ عـلَّ
قـصيدةً فـــيــهِ تـــــذوبُ تــولُّــهًـا
وتــفـنُّـنـا
ألـــوِي عــمـودَ الـشِّـعـرِ طــيًّـا
لـيِّـنًا لــيــجـيءَ جــــزلًا مـسـتـجـيًّا
بــيِّـنـا
لــكـنّـمـا وقـــــفَ الـــيــراعُ
كــأنّــهُ الـمـشـدوهُ أذهـلَـهُ الـكـمالُ
فـأوهـنا
وأنــا الـضـعيفُ أمـامَ جـودِكَ
سـيّدي يـنـتـابُـني وهــــنٌ وخـــوفٌ
مُـزمـنـا
يـــا بــنَ الـنـبوّةِ والإمـامـةِ يــا
سـنًـا مِــــنْ عــهــدِ آدمَ لـلـشّـفـيعِ
نـبـيِّـنا
يــــا بــــنَ الأمــيــرِ عـلـيِّـنَا
وولـيِّـنَـا فــلــه ُلــــواءُ الـحـمـدِ ذاكَ
إمـامُـنـا
يــا بــنَ الـفـواطمِ والـعـواتكِ
والـعُلا أنـــتَ الــذي أدمـيْـتَ قـلـبَ
قـلـوبِنا
يــــا مَــــنْ أطـــاعَ الله دونّ
تـــردّدٍ ســعــيًـا مـجـيـبًـا لــلالــهِ
ومُــذعِـنـا
يــــا مَـــنْ أجـــادَ بـنـفـسِهِ
وبـأهـلِـهِ فــي نُـصـرةِ الـحقِّ الـمبينِ
وشـرعِنا
يــا مَــنْ أقــامَ الـدينَ سـفكُ
نـجيعِهِ قــد شـيَّـد الإســلامَ مـجـدًا قـد
بَـنَى
صـــرحُ الـشـهـادةِ شــامـخٌ
مـتـألّـقٌ يـــا مُـقْـتَـدى الأحــرارِ أنــتَ
مَـلاذُنـا
هُــمْ ضـايَـقُوكَ بـأرضِ جـدِّكَ
سـيّدي والــجــورُ ديــدَنُـهُـمْ لــئـيـمٌ
مـعـدِنـا
فـسـعـيتَ بـالـحـقِّ الـمـبينِ
بـحـكمةٍ لـتـجـاهـدَ الــفـجـارَ إنّــــكَ
مــوقـنـا
إنَّ الــضـلالـةَ شــأنُـهُـمْ
وطـريـقُـهُمْ وسـبـيـلُكَ الـنـهـجُ الـقـويمُ
الأحـسـنا
هُــمْ حـاصـرُوكَ بـجـيشِهِمْ
وبـبـغيِهِمْ ألــقـيْـتَ حــجَّـتـكَ عـلـيـهِـمْ
مُـعـلِـنا
صــوتًــا يــهــزُّ الـظـالـمينَ
مــزلـزِلًا وخـبـائـثُ الـطـغـيانِ تـسـقطُ
هـهـنا
بَــــدَؤُوكَ حــربًـا مـثـلَـمَا
أسـلافِـهِـمْ قـــد حـاربـوا ديــنَ الـنـبيَّ
الـمُـعْتَنَى
فـثـبَـتَّ تـقـتـحمُ الــرمـاحَ
مـجـاهـدًا لـم تـكترثْ وجـهَ الـسيوف ِولا
الـقنا
مَـنَـعُـوكَ مـــاءً فــي الـهـجيرِ
ورودَهُ فَـجَرَتْ دِمـاكَ الـطهرُ تـروي
أرضَـنَا
هَـجَـمُـوا عَـلَـيْكَ بـبـغيِهِمْ
وبـمـكرِهِمْ رشــقُـوكَ نـبـلًا مـمـطِرًا مــلأَ
الـدنـا
عـجِـبَـتْ مـلائـكـةُ الـسـمـاءِ
لـصـبرهِ وبـكـتـهُ حــورُ الـعِـينِ يـومًـا
مُـحـزِنا
فــهـوَيْـتَ لـــلأرضِ جـريـحًـا
مـثـقـلًا لــتـديـرَ طــرفًـا لـلـنـساءِ
ولـلـضَّـنَى
صــوبَ الـحِمَى والأهـلِ نـظرةَ
والـهٍ ويـــذبُّ عَـنْـهُمْ بــأسَ هــولٍ
أرعـنـا
فسقَطْت في أرضِ الطُّفوفِ مضرّجًا فـمـشى جــوادُكَ لـلـخيامِ وقــدْ
دَنَـا
فـــرسُ الـنـبـيِّ شــاردًا
ومُـحـمحِمًا وكـــأنّــهُ يــبـكـي وأدرَكَــــهُ
الــعَـنـا
ويــصـيـحُ وا ظـلـمـاهُ مــنـكِ
لأمـــةٍ بــــاءَتْ بــقـتـلِ ولــيِّـهـا يـــا
ويـلَـنـا
بـــــرزَتْ عـــيــالٌ لــلـنـبـيِّ
وآلِــــهِ فـلـيـخسَئِ الأنـــذالُ فـاحْـكُـمْ
ربَّـنـا
ونــظَـرْنَ ربــاتُ الـحـجولِ
بـدهـشةٍ جـسـمَ الـحـسينِ بـالـجراحةِ
مُـثْـخَنا
والـشـمرُ جـالسُ فـوقَ صـدرِ
ولـيِّهِمْ ومـخـضـبٌّ بــالـدمِّ شــيـبُ
مَـهـيـبِنا
ويـــرومُ حــزَّ الــرأسِ شُـلَّـتْ
يـمـنُهُ يــا ولَـتِـي يــا لـيـتَ حــزَّ
روؤسَـنـا!
مــــا لـلـسـمـاءِ قـــدْ تـغـيَّـرَ
لـونُـهـا مـحـمـرّةً عَـــنْ بـــردِ مــاءِ
أمـزَنَـا؟
مَـطَـرْت دمــاءً لْــم تـجـفَّ
دمـاؤهـا يـبـقى مــدى الأحـقابِ يـشهدُ
أزْمُـنَا
عـصـفَتْ ريــاحٌ سُـودُ واحْـمَرَّ
الـفضا وَاْظْـلَـمَّـتِ الـدّنـيـا وهــولٌ قــدْ
دَنَــا
قُـتِـلَ ابـنُ بـنتِ الـمصطفى
ورعـيلُهُ وتــرمَّـلَ الـجـسدُ الـسّـليبُ
فَـويـحَنا
واسـتـشـهدَ الأبـنـاءُ صَـرْعَـى
كـلُّـهُمْ قُـتِـلَ الـفَـتَى والـسّـبطُ وابــنُ
ولـيِّنَا
ضــحّــى بــإخــوانٍ كــــرامٍ
أعـــزّةٍ وتـوسّـدَ الـخـدُّ الـتـريبُ ومــا
انـثنى
وكـــأنّــهُ شـــكــرَ الإلــــهَ
لـسـعـيِـهِ قـــد قـالَـهـا الـــربُّ الـعـزيـزُ
إِلَـهَـنَا
فـلأجْـعَـلَـنَّ ضــريـحَـهُ فــــي
قــبّــةٍ تـهـوي الـقلوبُ لـها ويـعصِرُها
الـضّنَا
مـــاذا أقــولُ .. الـخُـلْدُ أنــتَ
دلـيـلُهُ يــزهـو الـحـضـورُ مـعـالِـمًا
وقَـرَائِـنا
ولأنــتَ ثــأرُ اللهِ مــا طـلـعَ
الـضّحَى قــد قـالَـها الـمـوعودُ فـي سُـنَنٍ
لَـنَا
نـبـكيكَ دمـعًـا مِــنْ دمٍ حــدَّ
الـعَـمَى عـنـدَ الـمَـسَا والـصـبحِ جــارٍ
دمـعُـنَا
لا أرعـــوي أنــسـاكَ يــومًـا
واحـــدًا حــتّـى إذا قـــامَ الـحُـسَامُ
حـسـامُنا
سـيـبيدُ مَــنْ قَـتَلَ الـحُسينَ
وصـحبَهُ أمــــلٌ لــنَــا فـــي مـنـقـذٍ آتٍ
لَــنَـا
ويــعــودُ لــلإســلامِ زهــــوُ
بــريـقِـهِ غــضًّــا طــرِيًّــا عـــادلًا
مـسـتـحسنا
زُرْتُ الحُسينَ، شَمَمْتُ عطرَ
ضريحِهِ مـسـكًـا أريــجًـا مِـــنْ ثـــراهُ
فـأَمَّـنَا