أراكَ صــــــــــــــلاةً تــــــــــــــؤمُّ الـــــفــــصــــولْ
ثـــوابًــا يُــقَــبّـلُ خــــدَّ الـشـهـيـدِ بِــجــذوِ الــنُّـصـولْ
جَـــريــحًــا يَـــلُـــمُّ الــسُــيــوفَ رُويــــــدًا رُويــــــدًا
وَلا يـــــــــــــــشـــــــــــــــتــــــــــــــكــــــــــــــي
يَـــــســــألُ اللهَ: هَـــــــــلْ مِـــــــــنْ قـــــبــــول؟!
عــــــلــــــيـــــهِ تـــــــــنــــــــوحُ الــــــبـــــتُـــــول
أيــا خـيرةَ اللهِ لَـمْ يَـكتفوا مِـنْ رِمـاح ٍ تَـشقُّ جَـبينَكَ..
صَــلَّــتْ عــلــى خِــــدْرِكَ الـنـائِـباتُ وَأنـــتَ طــريـحٌ
يُــــــــــداري دمــــــــــوعَ الـــثُّــكــالــى أنـــيـــنُـــكَ
يــــــــــــا سِـــــــــــدرَةً مِـــــــــــنْ ذُهـــــــــــول..
ويـــــــا قِـــبــلــةَ الــنــائـحـيـنَ عـــلـــى فَــقــدِهِــمْ
إذ أرادُوا الـــــــــــــــــمُـــــــــــــــــثُـــــــــــــــــولْ
أرادُوا امــــتــــطــــاءَ الــــــزّمــــــانِ عُــــــروجًـــــا
زُهــــــورًا تَـــبُـــثُّ الـــدِمـــاءَ فَــتَــجـري الــسُــيـولْ
إلــــــــــــــيـــــــــــــكَ الـــــــــمُـــــــــثُـــــــــولْ !
كأنَّكَ وَردٌ تَقَطَّعَ حينَ استقامَ على كبرياءِ الرّياحِ العتيدةِ
حَـــزُّوا شِــراعَـكَ حــتّـى اسـتـمـاتَتْ عَـلَـيْكَ الـخُـيولْ
"غَــــــــــــــريـــــــــــــبٌ" تَــــــــــــــقـــــــــــــول
وَكــمْ يُـفـجِعُ الـقَـلْبَ صَـوتُـكَ حـيـنَ اسـتـحالَ الـرَّواءُ
وَحـــــيـــــنَ انـــــفــــرَدْتَ تُـــنـــاغـــي ثَـــنـــايـــاكَ
لا نــاصِـرٌ يـسـتـطيعُ الـحَـيـاةَ مِــرارًا فَـيـدحو الـفُـلولْ
لا قِــربَـةٌ مِـــنْ وَفـــاءٍ تَــشَـدُّ لِـــواءَكَ بَــعْـدَ الأُفــولْ
لا غـيمة ٌتَـستَظِلُّ بِـها الـحائِراتُ الثُّكالى بناتُ الرسولْ
" وحــــــــــــــيـــــــــــــدٌ" تَــــــــــــــقـــــــــــــولْ
وَمَــــــنْ يــســمَـعُ الآهَ عِـــنْــدَ احـــتِــدامِ الــصَّـلـيـلِ
وعِــــــــنــــــــدَ رحــــــــيـــــــلِ الـــــفُـــــحـــــولْ
حَــــــــــــــــنَــــــــــــــــانَـــــــــــــــيْـــــــــــــــك َ
مــا خَـلَّـفَ الـراحِـلونَ غـريـبًا يُــداري جِــراحَ الـسِّهامِ
طَـــريــحًــا تُــقَــبّـلُـهُ فــــــي الـــوريـــدِ الــمَــلائــكُ
تَــــنْــــدِبـــهُ فـــــــــــي افــــتــــجـــاعٍ ألـــــيـــــم ٍ
"حـــــــبـــــــيـــــــبــــــي حُـــــــــســـــــــيــــــــنْ
حَـــــــــبـــــــــيـــــــــبَ الـــــــــبَـــــــــتـــــــــولِ"
فَــــمـــنْ مِــــثـــلُ مَـــعــنــى جَـــــــواهُ الــتَــصَـبُّـرُ
لــــلـــمـــوتِ شــــــــــدَّ رِحــــــــــالَ الـــتّـــمَــنِّــي
يَــــــــعـــــــوفُ الـــــحـــــيـــــاةَ اشــــتــــيــــاقًـــا
وإنْ جـــــرَّدَتــــهُ الأعـــــــــادي مِــــــــنَ الـــنَّـــحْــرِ
هــــــا قــــــدْ تَـــجـــرَّدَ مِـــنـــهُ قُــبــيـلَ الـــوُغُــولْ
لأنَّ الــــــبــــــصــــــيــــــرةَ أجــــــــــــمــــــــــــلُ
روّى الــطُــفـوفَ بِــســيـلٍ مِـــــنَ الــحُــبِّ أحــمَــرَ
كــلُّ الـدُمـوعِ حـجـيجٌ تَـطـوفُ بـمَـعناهُ تـأبَـى الـذُّبُـولْ
حَـــنَـــانَـــيْـــكَ يَــــــــــــا آيَـــــــــــةَ الــــــوَحـــــيِ
حـــــيـــــنَ اخــــتـــزلْـــتَ الـــــدُّمـــــوعَ لَـــهِــيــبًــا
يُــــفَـــجِّـــرُ فِــــيـــنَـــا الـــتَـــمــنّــي لِـــلُـــقْــيَــاكَ
كَــــــــــــــيـــــــــــــفَ الـــــــــــــوُصـــــــــــــولْ؟
وأنــــــــــتَ وحـــــيـــــدٌ تُـــــهَـــــرْوِلُ لـــلـــمـــوتِ
تــــشــــتـــمُّ رائــــــحَـــــةً مِـــــــــــنْ خُــــــلُـــــودٍ
وكـــــانَ عـــلــى ضِـــفَّــةِ الّــصَــبـرِ خــيــرُ الــبـرايـا
يُـــــــــــــــمــــــــــــــدُّ ذِراعَـــــــــــــــيْــــــــــــــهِ
فـــــامـــــدُدْ بِــــطـــرفِـــكَ نـــــحــــوَ الـــجِـــنـــانِ
قُـــــــــبـــــــــيـــــــــلَ الـــــــــــــدُّخـــــــــــــولْ..