شعراء أهل البيت عليهم السلام - شُعَلٌ لا تُطفِئُها الريحُ

عــــدد الأبـيـات
40
عدد المشاهدات
214
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
7:59 مساءً

ضوءٌ نبيٌّ يُربِّي صبوةَ الشُّعَلِ=هزَّ الثرياتِ لمّا شعَّ في المُقَلِ وتلبياتٌ على الأعتابِ تخطفُني=حولي المجاذيبُ قد ضجُّوا بلا كللِ مِنْ كلِّ حزنٍ عميقٍ قادَهم ولهٌ=تمشي المراثي يعاقيبًا على السُّبُلِ لِمَنْ يحطُّ حمامُ الأمنياتِ على=أكتافِ شبّاكِهِ / المأوى بلا وَجَلِ ويرتقي عرشَ نجواهُ ملائكةٌ=والعاكفونَ ذوو الحاجاتِ والعِلَلِ لهم وشومٌ على أرواحِهِمْ نُقِشَتْ=يدوِّنُونَ عليها سيرةَ البطلِ فكانَ يُزهرُ في الأسحارِ بالعُرفا=كمَا يشعشعُ بالباكينَ في الأُصُلِ لا تطفئُ الريحُ مَنْ صانُوا مشاعلَهُمْ=مهما تحاولُ بالتمويهِ والحِيَلِ هناك حيثُ تشفُّ الذكرياتُ كما=ماءٍ يُحدّثُ غرقاهُ بلا بللِ ما كنتُ أمشي فَراشُ الخفقِ يحمِلُني=ما كنتُ أرمشُ لحظي طارَ في عَجَلِ وهمَّ بي الشوقُ أمّلتُ اللّقا وطرًا=فبابُ مَنْ سادَ قلبي غيرُ منقفلِ هَمَمْتُ أعتنقُ الأشعارَ حينَ بدا=البرهانُ حتّى أرى وجهَ الحبيبِ جلي وراودَتْني معاذَ اللهِ أردعُها=وحصحصَ الحبُّ قُدَّ القلبُ مِنْ قُبُلِ وكنتُ أسلكُ في جيبِ الضريحِ يدي=فتخرجُ الكفُّ بيضاءً بها سُؤُلي وكدتُ أُقمرُ مُذْ لامَسْتُ فضّتَهُ=قَبَسْتُ وحيُا فيا نارَ الرُّؤَى اشْتَعِلي كما الكليمِ بميقاتي صُعِقْتُ بها=لما تجلَّيْتَ دُكَّ القلبُ كالجبلِ عقدْتُ روحيَ خيطًا أخضرًا فنما=غصنًا على سدرةِ التّهيامِ والغَزَلِ حتّى دنا فتدلّى الزهرُ مِنْ شغفي= كما عروسٍ دنَتْ في ثوبِها (النَّشِلِ *( مفتونةٌ بالسنا ينثالُ مِنْ مهجٍ=عَنْ كلِّ ما لا يُهيجُ العشقَ في شُغُلِ تزاحَمَتْ في طوافِ الوجدِ قافيتي=ترنّحَ الشعرُ في ثغري بلا ثَملِ وكنتُ أغترفُ الآهاتِ مُرهِفةً=لما تهاطلَ مِنْ بوحٍ على خجلِ بينَ النذورِ ودمعِ الأمّهاتِ سَرَى=صوتي كقَطْرِ النّدى في وردةِ الأملِ عيني على قبّةِ الفردوسِ لم تزلِ=كنجمةٍ لم تَعُدْ منها ولم تصلِ أطوي المرايا التي في وجهِها قصصٌ=تحكي الذي في فمي يطفو ولم يُقَلِ عكَفْتَ أقرأُ ما بينَ النقوشِ على=كفِّ الضريحِ تراتيلاً مِنَ القُبَلِ وحينما جاوزتَ روحي مدى المُقَلِ=كأنّما ملكوتُ الطفِّ أُشرِعَ لي رأيتُ فيما رأيتُ الرّملَ منهمكًا=يكسو المطاعينَ في الرّمضاءِ بالحُلَلِ وقربةً في كفوفِ الفضلِ قد سُفِكَتْ=بغيرِ دمعِ يتامى الجودِ لم تَسِلِ والنهرَ يغرقُ في التأنيبِ مشتعلاً=بالذنبِ يستغفرُ العَطشى مِنَ الزّلَلِ والريحَ تلتقطُ الصيحاتِ تنثرُها=كالنائحاتِ بسمعِ الكونِ في وجلِ رأيتُ شمسًا على العسّالِ قد رُفِعَتْ=وخلفَها أنجمٌ تُسبَى على الهُزُلِ لكنَّهم في مدارِ اللهِ قد سطَعُوا=فيما انطفى مَنْ أراقَ الضّوءَ بالأجلِ هَبّوا لواعيةٍ أغرَتْ مروءَتَهُمْ=بأنْ هلُمُّوا مذاقُ الموتِ كالعسلِ تفرَّسوا في زجاجِ الغيبِ مؤتلقًا=فأشرَقوا جرأةً في اللحظةِ الجَلَلِ هم فتيةٌ آمنوا، خُضرٌ عمائمُهُمْ=ثارُوا على صولجانِ الزيفِ والدَّجَلِ فما رأيتُ جميلاً كالذي صنَعوا=كانوا يدَ اللهِ خلاّقُونَ للمُثُلِ مازِلْتُ ألمحُهُمْ في وجهِ مَنْ عَشِقُوا=غُرَّ الوجوهِ حسينيّونَ مِنْ أزلِ تخفَّفُوا مِنْ متاعِ المُشْتَهَى وَمَضَوْا=نحوَ الحسينِ كَمَنْ يمشي على الطَّلَلِ وأسرَجُوا البَوْحَ في قنديلِ لهفتِهِ= يُتَمْتِمُونَ فيُصْغِي وارثُ الرُّسُلِ مَعَ المُخِفِّينَ أمضي يجتلي وَلَهي=ضوءٌ حَفِيٌّ يحيِّي لهفةَ الشُّعَلِ
Testing