ضـــوءٌ نـبـيٌّ يُـربِّـي صـبـوةَ
الـشُّـعَلِ هــزَّ الـثـرياتِ لـمّـا شـعَّ فـي
الـمُقَلِ
وتـلـبـياتٌ عـلـى الأعـتـابِ
تـخـطفُني حـولي الـمجاذيبُ قـد ضـجُّوا بلا
كللِ
مِــنْ كــلِّ حــزنٍ عـميقٍ قـادَهم
ولـهٌ تـمشي الـمراثي يـعاقيبًا عـلى السُّبُلِ
لِـمَـنْ يـحـطُّ حـمـامُ الأمـنـياتِ
عـلى أكـتـافِ شـبّـاكِهِ / الـمـأوى بـلا
وَجَـلِ
ويـرتـقـي عـــرشَ نــجـواهُ
مـلائـكـةٌ والـعـاكـفونَ ذوو الـحـاجاتِ
والـعِـلَلِ
لـهـم وشـومٌ عـلى أرواحِـهِمْ
نُـقِشَتْ يــدوِّنُــونَ عـلـيـهـا ســيــرةَ الـبـطـلِ
فـكـانَ يُـزهـرُ فــي الأسـحارِ
بـالعُرفا كـمَـا يـشـعشعُ بـالباكينَ فـي
الأُصُـلِ
لا تـطفئُ الـريحُ مَـنْ صانُوا مشاعلَهُمْ مـهـمـا تــحـاولُ بـالـتـمويهِ
والـحِـيَـلِ
هـنـاك حـيـثُ تـشـفُّ الـذكرياتُ
كـما مــــاءٍ يُــحــدّثُ غــرقـاهُ بـــلا
بــلـلِ
ما كنتُ أمشي فَراشُ الخفقِ
يحمِلُني ما كنتُ أرمشُ لحظي طارَ في
عَجَلِ
وهـمَّ بـي الـشوقُ أمّـلتُ الـلّقا
وطرًا فـبـابُ مَــنْ سـادَ قـلبي غـيرُ مـنقفلِ
هَـمَـمْتُ أعـتـنقُ الأشـعـارَ حـيـنَ
بـدا الـبرهانُ حـتّى أرى وجهَ الحبيبِ
جلي
وراودَتْـــنــي مـــعــاذَ اللهِ
أردعُـــهــا وحـصحصَ الـحبُّ قُـدَّ القلبُ مِنْ
قُبُلِ
وكـنتُ أسـلكُ فـي جيبِ الضريحِ
يدي فـتـخرجُ الـكـفُّ بـيـضاءً بـهـا
سُـؤُلـي
وكــدتُ أُقـمـرُ مُــذْ لامَـسْـتُ
فـضّـتَهُ قَـبَسْتُ وحـيُا فـيا نـارَ الرُّؤَى
اشْتَعِلي
كـمـا الـكـليمِ بـمـيقاتي صُـعِـقْتُ
بـها لــمـا تـجـلَّـيْتَ دُكَّ الـقـلـبُ
كـالـجبلِ
عـقـدْتُ روحــيَ خـيطًا أخـضرًا
فـنما غـصـنًا عـلـى سـدرةِ الـتّهيامِ والـغَزَلِ
حـتّى دنـا فـتدلّى الـزهرُ مِـنْ
شـغفي كما عروسٍ دنَتْ في ثوبِها (النَّشِلِ
*(
مـفـتـونةٌ بـالـسـنا يـنـثالُ مِــنْ
مـهـجٍ عَـنْ كـلِّ ما لا يُهيجُ العشقَ في
شُغُلِ
تـزاحَمَتْ فـي طـوافِ الـوجدِ
قافيتي تـرنّـحَ الـشـعرُ فــي ثـغـري بـلا
ثَـملِ
وكــنـتُ أغــتـرفُ الآهـــاتِ
مُـرهِـفـةً لـمـا تـهـاطلَ مِــنْ بـوحٍ عـلى
خـجلِ
بـيـنَ الـنـذورِ ودمــعِ الأمّـهاتِ
سَـرَى صـوتي كـقَطْرِ النّدى في وردةِ
الأملِ
عـيني عـلى قـبّةِ الـفردوسِ لـم
تـزلِ كـنـجمةٍ لــم تَـعُـدْ مـنـها ولــم
تـصلِ
أطـوي المرايا التي في وجهِها
قصصٌ تـحكي الذي في فمي يطفو ولم
يُقَلِ
عـكَفْتَ أقـرأُ مـا بـينَ الـنقوشِ
عـلى كـــفِّ الـضـريحِ تـراتـيلاً مِــنَ
الـقُـبَلِ
وحـينما جـاوزتَ روحـي مـدى
المُقَلِ كـأنّـما مـلـكوتُ الـطـفِّ أُشــرِعَ
لـي
رأيــتُ فـيـما رأيــتُ الـرّمـلَ
مـنهمكًا يكسو المطاعينَ في الرّمضاءِ
بالحُلَلِ
وقـربةً في كفوفِ الفضلِ قد
سُفِكَتْ بـغـيرِ دمــعِ يـتـامى الـجودِ لـم
تَـسِلِ
والـنـهرَ يـغـرقُ فـي الـتأنيبِ
مـشتعلاً بـالذنبِ يـستغفرُ العَطشى مِنَ
الزّلَلِ
والــريـحَ تـلـتـقطُ الـصـيحاتِ
تـنـثرُها كـالـنائحاتِ بـسمعِ الـكونِ فـي
وجـلِ
رأيـتُ شمسًا على العسّالِ قد
رُفِعَتْ وخـلـفَها أنـجـمٌ تُـسـبَى عـلى
الـهُزُلِ
لـكـنَّهم فــي مــدارِ اللهِ قـد
سـطَعُوا فـيما انـطفى مَنْ أراقَ الضّوءَ
بالأجلِ
هَــبّــوا لـواعـيـةٍ أغـــرَتْ
مـروءَتَـهُـمْ بــأنْ هـلُـمُّوا مـذاقُ الـموتِ كـالعسلِ
تـفـرَّسوا فــي زجــاجِ الـغيبِ
مـؤتلقًا فـأشرَقوا جـرأةً فـي الـلحظةِ
الـجَلَلِ
هــم فـتـيةٌ آمـنـوا، خُـضـرٌ
عـمـائمُهُمْ ثـارُوا عـلى صـولجانِ الـزيفِ
والدَّجَلِ
فــمـا رأيــتُ جـمـيلاً كـالـذي
صـنَـعوا كــانــوا يــــدَ اللهِ خــلاّقُـونَ
لـلـمُـثُلِ
مـازِلْتُ ألـمحُهُمْ في وجهِ مَنْ
عَشِقُوا غُـــرَّ الــوجـوهِ حـسـيـنيّونَ مِــنْ
أزلِ
تـخفَّفُوا مِـنْ مـتاعِ الـمُشْتَهَى
وَمَضَوْا نحوَ الحسينِ كَمَنْ يمشي على الطَّلَلِ
وأسـرَجُـوا الـبَـوْحَ فـي قـنديلِ
لـهفتِهِ يُـتَـمْـتِمُونَ فـيُـصْـغِي وارثُ
الــرُّسُـلِ
مَــعَ الـمُـخِفِّينَ أمـضي يـجتلي
وَلَـهي ضــوءٌ حَـفِـيٌّ يـحـيِّي لـهـفةَ
الـشُّـعَلِ