عبورٌ إلى ذاتٍ ضائعةٍ
سنة 2016
أطلِقْ ربيعكَ فالجياعُ تكاثروا=حقلاً فحقلاً والخريفُ بيادرُ
وأنا ودمعُ المُعدَمِينَ على فمي=ومعي نذورُ المُتعَبينَ تسافرُ
وحقيبتي احتشدَتْ .. مساءٌ حائرٌ=يغفو .. فيوقظهُ صباحٌ حائرٌ
زوّادتي وجعُ الذينَ تعتَّقَتْ=آمالُهُمْ .. وعلى مدايِ تناثروا
مترقعٌ بالمترَفِينَ مِنَ الأسى=وخطايَ أنخابَ الحنينِ تعاقرُ
أمشي على أثرٍ يُسابقُ حزنَهُ=فإذا الطريقُ كما الدليلِ محاصَرُ
كلُّ المراكبِ في الضفافَ تجفَّفَتْ=منّي .. وساخَتْ في العُبَابِ بواخرُ
مَنْ يقنعُ المرساةَ تطفو كلّما=عصفَتْ بأشرعةِ الضياعِ دوائرُ
أحتاجُ خارطةَ الطرمّاحِ التي=منها الوجودُ إلى الخلودِ يهاجرُ
أحتاجُ بوصلةَ الملائكةِ الذي=نَ على خُطَاهم تستفيقُ معابرُ
وإذا المسيرُ الصعبُ أدرَكَ أنّني=فجرٌ .. فهذا الدربُ ليلٌ ماكرُ
يا ربَّ هذا الوصلِ إنيَ كادحٌ=فمتى سيعتِقُنِي الجفاءُ العاثرُ ؟!
سعيانِ في دربي مسيرٌ واقفٌ=يهفو .. يحرِّضهُ وقوفٌ سائرُ
مِنْ فرْطِ ما اشتبكَتْ خُطَاي وجدتُني ال=مسعى وقد مرّتْ عَلِيْهِ عشائر
أينوءُ بي عطشُ الوصالِ وقِرْبَتي=حَبلى .. ونبعُ الماءِ سقيٌ عاقرُ؟
أحتاجُ .. ردَّ صدايَ : حاجةَ خطوةٍ=تهوى الحسينَ وأنْ تفِزَّ بصائرُ
اخلَعْ عَنِ الدّربِ المقدّسِ ظلمةَ ال=عشقِ المغفّلِ .. ما أراكَ تكابرُ
اركضْ بعقلِكَ .. فالمسافةُ طولُها=جهلٌ يعكّزُهُ اعتقادٌ سادرُ
هذا الحسينُ صديقُ مَنْ ألِفَ السم=اءَ وجادَهُ في الحبِّ وعيٌ ثائرُ
آخى الصحارَى بالسّحابِ وقبلَهُ=جهلٌ يباسٌ أو هطولٌ جائرُ
لا تنسبِ الأشواكَ للحزنِ الحسي=نِ فمِنْهُ فاحَتْ في الزّهورِ شعائرُ ..
انزَعْ هواكَ إلى تُقَاكَ لتكتشِفْ=أنّ الحسينَ هنا أمامَكَ حاضرُ
الدربُ أنتَ .. ومنكَ يبتدِئُ المسي=رُ وفيكَ ينتصرُ اللقاءُ الآخرُ
فافْهَمْ حسينًا فيكَ .. وافْهَمْ عشقَهُ=فالوعيُ في حبِّ الحسينِ مغايرُ
وادخلْ لصومعةِ البكاءِ مجرَّدًا=دمعٌ أذانٌ .. والحسينُ منائرُ
لحِّنْ بقلبِكَ (ليتَنا كُنَّا) فمَا=في غيرِها انتصرَ النبيُّ الشاعرُ