شعراء أهل البيت عليهم السلام - خلفَ ستائرِ الدّمِ .. تنضجُ شمعةٌ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
213
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
7:01 مساءً

تَرَكْنا الحياةَ وجِئْنا لدَيْك
نُواري الخطايا ونبكي عَلَيْك
فإنْ رادَ دربٌ يتيهُ بِنا
وَرَدْنا الرّجوعَ وحلَّ العَنا
تعاندُ عمدًا خُطانا الخُطى
ورغمًا علينا . . نعودُ إلَيْك
نجيءُ إليكَ ومْنْ كلِّ شبرٍ
بشوقِ الفقيرِ لطعمِ الرغيف
نلوذُ إليكَ ومِنْ كلِّ بردٍ
كلوذِ اليتيمِ لدفءِ الرصيف
ونهربُ . . نهربُ مِنْ كلِّ ظلمٍ
وجورٍ وقهرٍ . . وجوعٍ وقتل
وقد علّمَتْنا خُطاكَ الثّبات
بأنَّ الهروبَ مِنَ الجورِ موت
وأن الفناءَ لعزٍّ حياة
وَجَدْنا بحبِّكَ دربَ النجاة
وذُقْنا بقلبِكَ طعمَ الصلاة
كأنّ القبابَ .. تنامُ عليه
ودمُّ الرضيعِ (يُحنِّي) يَدَيْه
فمِنْ ألفِ عامٍ بلونِ الجروح
يُصلّي ويبكي عليكَ الفُرات
تعالَ إلينا بزيِّ ابتسامة
فإنّ الهمومَ بقلبي قيامة
أرِيهِمْ وراءَ الدّماءِ البريئةِ شمعَ المنايا
واترُكْ خُطاكَ على كلِّ قلبٍ
تخطُّ النوايا
إلى أنْ يعودَ العراقُ عراقًا
ويَنْسَى حطامَه
تعالَ إلينا
وامسحْ بضوءِ الكلامِ الشَّفِيف
سوادَ الظباء
واكسُرْ شموخَ الفراقِ الطويلِ
بدمعِ اللقاء
فَقَدْ طالَ ظلُّ الإلهِ عَلَيْنَا
وصارَ الفقير
يحوكُ الأماني رغيفاً لصبرِه
وصارَ الرصيف
يلمُّ اليتامى زهورًا لصدرِه
وإذا ما سُقِيتُ نُعاسَ القلوبِ
وقلتُ الحقيقة
فإنَّ النّبالَ على لحمِ صوتي
تَمُرُّ
وبعضُ النبالِ صديقة
*
لأنَّ عصافيرَ قلبي
يعزُّ عليها الخضوع
سأطفئُ خوفَ الأماني
وأشعلُ شمعَ الخشوع
وأنتزعُ الجهلَ مِنْ كلِّ حقلٍ
لتنضجَ فيهِ الزروع
وانسجُ مِنْ ضوءِ دمِّكَ
دربًا .. نحوَ الطغاةِ
فقد ملَّ منّا الخنوع
فما كانَ مغزاكَ لطمًا ودمًّا
وما كانَ حتّى الدموع
وإنْ عانَدَتْني جميعُ الأعادي
ونامَ الرصاصُ بينَ الضلوع
سأقطعُ رجليَّ يا سيّدي
إذا حلَّ فيها الركوع
لأنّكَ عُكّازُ الثائرينَ
وفيكَ انعكاسُ الشموع
وأنتَ الصليّبُ للعاشقينَ
وهذا الفؤادُ ... يسوع
فرَغْمَ الدّعاةِ لتفجيرِنا
ورَغْمَ النّوايا تواري الرّدَى
ورَغْمَ السيوفِ
ورَغْمَ الرصاصِ
ورَغْمَ الشظايا بأحلامِنا
سنرضى بكلِّ العذابِ
ونبقى بِحبِّكْ
بِحبِّكْ
بِحبِّكْ
لقَدِ اختَصَرْتَ المسافةَ نحوَ الإلهِ
بخطوةِ حبٍّ لكلِّ الأنام
وبعتَ الدُنى وخمرَ المُنى
وأخذتَ النساءَ
وبعضَ الرجالِ وكلِّ الصغار
لتكشفَ سرًّا ..
بأنَّ خروجَكَ ما كانَ حبًّا لجاهٍ
وطمعًا لتعلوَ فوقَ الغَمام
لأنَّ بكلِّ بساطةٍ كنتَ .. الإمام
خرجتَ لتنشرَ عدلَ الزهورِ
وماءَ السلام
وتمحو بِعَدْلِكَ عينَ الظلام
وتجمعُ كلَّ اليتامى لَدَيْكَ
وتفتحُ كلَّ الخيام
ولا عينُ قلبِكَ سهوًا تنام
إلى أن يصيرَ رخامُ القلوبِ
بكلِّ الأراضي حليبَ حمام
فمنكَ السلامُ . . وفيكَ سلام
وحتّى رحيلِ خطاكَ وَجَدْنا :
عليكَ سلامٌ
عليكَ السلام
Testing