بينَ الحَنينِ والحُسينِ
سنة 2016
أتْعَبَ القَلْبَ في اغْتِرابي الحَنينُ= يا حَبيبي، وَقَدْ عَراني الجُنونُ
أتَحَرَّى السَّماءَ عَلَّكَ فيها= أوْ شُعاعًا يَدُلُّني سَيَبِينُ
واقِفٌ وَالزَّمانُ يَمْضي؛ لَعَلِّي= أتَناسى، وَتَعْتَريني الظُّنونُ
راحِلٌ وَالمَكانُ عِنْدي سَواءٌ= غُرْبَةٌ في بَقائِها مَسْجونُ
وِحْدَةٌ لا التي تَكَلَّمَ عَنْها النْ = نَاسُ، لَكِنْ تَأوُّهٌ وَحَنينُ
كَمْ نَهارٍ وَلَيْلَةٍ أجْرَعُ الهَجْ = رَ، وَتَمْضي عَلى لِقانا السِّنينُ
وَأنا في الخَيالِ واعَدَني الل = هُ لِقاءً لَمْ أدْرِ أنَّى يَحينُ
لَيْسَ لِلحُبِّ في سِواكَ حَياةٌ= يا حَبيبي وَإنَّ عَيْشي شُجونُ
لَكِنِ الذِّكْرَياتُ تَمْلَأُ قَلْبي= أمَلَ اللُّقْيا؛ كَيْ يَزيدَ اليَقينُ
أنَاْ يا روحي شَطْرَ بَيْتِكَ وَلَّيْ = تُ، وإنِّي بِغَيْرِهِ لا أكونُ
طِفْتُ بِالجِدْرانِ العَتيقاتِ، نادَيْ= تُكَ: "لَبَّيْكَ إنَّني المَجْنونُ"
وَهُناكَ انْتَفَلْتُ وَانْتَبَهَ الصُّبْ = حُ، وَلَكِنْ بِالانْبِلاجِ ضَنينُ
ابْعَثِ الكَوْنَ مِنْ يَدَيْكَ ضِياءً= وَاصْرَخِ الآنَ كَيْ يَضِجَّ السُّكونُ
عاثَ فينا الزَّمانُ وَالْتَقَفَ الفَتْ = وى رُعاعٌ، وَكادَ يَهْوي الدِّينُ
أنْتَ موسى وَكُلُّنا هارونُ= أتَراهُمْ؟ إمامُهُمْ فِرْعَوْنُ
بيعَتِ النَّاسُ بِالدَّراهِمِ، وَاسْتَحْ = يَتْ نُفوسَ الأحْرارِ تِلْكَ الذُّقونُ
صارَ فينا الأمينُ يَأتَمِنُ الدِّينا = رَ، لَوْ زِيدَ آخَرًا سَيَخونُ
صارَتِ النَّاسُ اليَوْمَ تَأتَلِفُ الفَقْ = رَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ لَها قارونُ
وَشُعوبٌ تُعايِشُ الحَرْبَ عُمْرًا= قَدْ تَوالَتْ عَلى ثَراها العُيونُ
وَفِلِسْطينُ قِصَّةُ الأرْضِ تُرْوَى،= أيُّ صَبْرٍ بِقَلْبِها مَرْهونُ؟
يُسْلَبُ الطِّفْلُ مِنْ يَدَيْهِ أباهُ؛= لِيُقاسي حَياتَهُ المِسْكينُ
غابَ عَنْهُ الأمانُ، وَافْتَرَشَ الأرْ = ضَ، فَلا البَيْتُ دائِمٌ لا الحُصونُ
نادَتِ العُرْبَ: "لا تَباكَوا، أفيقوا= قاتِلي في يَدَيْكُمُ سِكِّينُ"
حَمَلَتْ فَوْقَ تُرْبِها شُهَداها= يا تُرى هَلْ سَيُنْبِتُ الزَّيْتونُ؟
وَدَمٌ طاهِرٌ عَلى الأرْضِ نادى:= "لَيْسَ لِلقُدْسِ إخْوَتي تَثْمينُ"
وَالعِراقُ الجَريحُ أيُّ كَلامٍ= أنْتَقيهِ لِمَنْ أبوهُ الحُسَيْنُ؟
مُنْهَكٌ يَمْسَحُ الجِراحَ وَحيدًا= لَمْ يُغِثْهُ مُطَبِّبٌ أوْ مُعينُ
لَمْ تَدَعْهُ الحُروبُ يَنْعَمُ يَوْمًا= وَطَنًا يَسْتَغيثُهُ المَغبونُ
عَرَفَ الحُزْنَ في الغَرِيِّ يَتيما= يَوْمَ أرْدى أباكَ ذاكَ اللَّعينُ
يَوْمَ قيلَ: "القِتالَ، قَتْلُكَ فَرْضٌ"= شَهَروا السَّيْفَ، فَاسْتُبيحَ الدِّينُ
أيُّ قَلْبٍ تُرى حَمَلْتَ وَقَدْ أوْ = دى، عَلى صَدْرِكَ الرَّضيعَ المَنونُ
أصْبَحَتْ كَرْبَلاءُ جَنَّةَ أرْضٍ؛= لِلذي في تُرابِها مَدْفونُ
وَفَدَتْ حَوْلَهُ مَلائِكَةٌ في= فَمِها تَسْبيحٌ، وَحورٌ عِينُ
لِلذينَ اصْطَفاهُمُ اللهُ يأتو = نَكَ شَوْقًا، وَخَوْفُهُمْ مَأمونُ
يا لِذاكَ اللِّقاءِ؛ تَفْتَحُ بِالشُّبْ = بَاكِ حِضْنًا أريجُهُ النِّسْرينُ
تَتَشافى القُلوبُ، تُغْسَلُ بِالدَّمْ = عِ، وَيَعْلو عِنْدَ الضَّريحِ الأنينُ
وَأبو الفَضْلِ اللَّيْثُ لَيْسَ يَعيشُ القَبْ = رَ؛ ما يأوي الأُسْدَ إلّا العَرينُ
كانَ يُعْلي الزَّئيرَ؛ عَلَّ يُناغي= لَبُؤاتٍ تُريعُهُنَّ السُّجونُ
وَحَبيبٌ هُناكَ يَلْمَحُ مُشْتا = قيكَ، إنَّا بِشَوْقِنا نَسْتَعينُ
لَحَظاتٌ لَمْ تَخْتَزِلْها اللِّقاءا = تُ؛ لِيَمْتَدَّ بِانْتِهاها الحَنينُ
لَيْسَ يَخْبو الحَنينُ، يُشْعِلُهُ الحُبْ = بُ الذي في أمْشاجِنا مَعْجونُ
إنَّنا في الحَياةِ ما زادَنا الل= هُ بَقاءً إلَّا لِيَبْقى الحُسَيْنُ!