غــيـمٌ يُــطـلُّ الـحُـزنُ مِــنْ
شُـرفـاتِهِ لـيـتـمَّ عــنـدَ الـنّـهـرِ فـــرضَ
صــلاتِـهِ
فـيـعـيـدُ تـشـكـيـلَ الــدّمـوعِ
بـجـفِـنهِ يـبـكـي لــكـي يـحـيـا بـعـرسِ
مـمـاتِهِ
وكــأنّــه يـتـلـو عــلـى ســمـعِ
الــزّمـا نِ حـكـايـةَ الـمـأسـاةِ فـــي
مـأسـاتِـهِ
فــأمـرُّ تــحـتَ الــمـاءِ أَحـمـلُ
حـزنَـهُ وأبـــلِّــلُ الــخــدّيـنِ مِـــــنْ
زخّــاتِــهِ
لــم يـبقَ لـي مِـنْ مـوسمِ الأمـطارِ
إلّا لــحـنُ حـــزنٍ مِـــنْ ضــفـافِ
فـراتِـهِ
أَعْــدُو إِلــيَّ مُـسـافرًا فــي جَـيبِ
مِـعْ طــفِـهِ قَـــدِ اجـتـمعتْ جـمـيعُ
جـهـاتِهِ
فــأعـودُ نَـحْـوِي كــي أرانــي
شـاعـرًا نَـزَفَ اسْـمَ مَـنْ يَـهْوَى عـلى
صـفحاتِهِ
كتبَ "الحسينَ"، وقال: "يا حرفُ ابْتكرْ وصــفــاً"، فــأجــرى هــهـنـا
عـبـراتِـهِ
لـم أمـضِ خـلفَ الـغيمِ إذْ لـفمي
إشـا راتٌ مِــــــنَ الــمــعـنـى
وتــأويــلاتِـهِ
لأصـــــوغَ شــعــري كـربـلائـيًّـا
كِــنَــا يــاتـي تُـسِـيْـلُ دَمِـــي عــلـى
أبـيـاتِـهِ
آتــيــكَ يــــا نــبـعَ الـحـقـيقةِ
ظـامـئًـا والـقـلـبُ دونَـــكَ تـــاهَ فـــي
فـلـواتِهِ
لا غــيـمَ يـكـفـي كـــي يَـضُـمَّ
بـكـاءَنا حــتّـى الـفـضاءُ يـضـيقُ عَــنْ
غـيـماتِهِ
يــا سـيّـدَ الـمـوتِ/ الـحـياةِ إلـيـكَ
يُــر ســــلُ كــــلُّ حــــرٍّ ثــائــرٍ
دمــعـاتِـهِ
يـكـفـيـكَ أنّ مـــزارَكَ الإصـــرارُ
يـــع لــــو فـــوقَ آفـــاقِ الـسـمـاءِ
بــذاتِـهِ
مــعــنـاكَ فـــيــهِ الـكـبـريـاءُ
كــأنّــكَ الـجـبـلُ الأشـــمُّ تَـحـلُّ فــي
عـرفـاتِهِ
والـنَّـخلُ يـشـمخُ حـولَـهُ صـوتًـا
تـضـجُّ الــرّيـحُ حــزنًـا مِـــنْ صـــدى
كـلـماتِهِ
يــا سـيّـدي مَــرَّ الـفـراتُ عـلى
الـرِّما لِ فــأنــكــرَتْ ذرّاتُــــــهُ
قَــطَــرَاتِــهِ
وكـأنّـهـا الـعُـتبى تـشـقُّ الــدّربَ
فــي أجـــفــانِ مــــاءٍ يـسـتـعـيدُ
صــفـاتِـهِ
فـأعـودُ نـحـوكَ مُـذْ عـبرتَ إلـيَّ
مـنّي مـــثـــلَ نـــــورٍ لاحَ فـــــي
مـــرآتِــهِ
أو مــثـلَ لــيـلٍ تــائـهٍ فـــوقَ
الــرّبـى سـكـنـاتُـهُ تُـنْـبِـيـكَ عَــــنْ
حَــسَـرَاتِـهِ
فــأنــا لــوجـهِـكَ دمــعـتـانِ
وبـسـمـةٌ وصــهـيـلُ حــــزنٍ يـقـتـفـي
زفــراتِـهِ
مُـذْ كـنتُ، يـا مـولايَ، عـشقي
جـارفٌ وهــوايَ يَـثْـنِي الـقـلبَ عَــنْ
هـفـواتِهِ
أتـمـثّـلُ الـمـأسـاةَ فـــي كــلِّ
الـحـرو فِ لأهــــزمَ الــرّسّـامَ فـــي
لـوحـاتِـهِ
ويــضــجُّ فــوقــي بـالـبـكاءِ
مـواسـيًـا غــيـمٌ يُــطـلُّ الـحُـزنُ مِــنْ
شُـرفـاتِهِ