مُنذُ خلقي ووجودي
سنة 2016
مُنذُ خلقي ووجودي في الحياةِ = قد عشقتُ الآلَ رَغمَ الكُرُبَاتِ
ولَطَمتُ الصدرَ بالأحزانِ شجوًا = هائمًا في حُبِّهِمْ حتّى المماتِ
وحملتُ الهمَّ بالهمِّ أُعاني = فَوجدْتُ الحُبّ سِرًّا للنّجاةِ
يَنبضُ القلبُ بإحساسٍ عبيطٍ = كُلّما أذكرُهُمْ بالصلواتِ
غَيرَ إسمٍ لا يَمرُ دونَ دمعٍ = وأنينٍ صوتُهُ كَالكلِماتِ
فتراني صارخًا مِنْ كلِّ وَجْدِي = يا حسينٌ يا قتيلَ العبراتِ
هَمهَمَ الدمعُ بعيني رَغمَ عني = و جرى بالوَجنِ رُغمَ العَبَساتِ
لا تَسَلْ مِمَّ بُكائي ونحيبي = كيفَ لا أبكي حُسينًا للمماتِ؟
أيُّ قَلبٍ نابِضٍ بالرّوحِ يَبقى = ساكنًا مِنْ ذكرِ رُزءِ الفَظَعَاتِ
أيُّ خَلقِ الله لا يبكِي حُسينًا = ناعيًا نورَ الهُداةِ الطاهراتِ
لَهفَ نفسي لضلوعٍ هَشَّمَتْها = الخَيلُ في البَيداءِ تجري عادياتِ
كيفَ لا أبكي رِداءً يَسلبُوهُ = قَومُ بَغيٍ لذبيحِ العَرَصاتِ
وتَريبٍ ظلَّ بالرَّمضاءِ عارٍ = دونَ غِسلٍ لثلاثٍ كاملاتِ
يا بنفسي خِنصِرًا ظلَّ قطيعًا = خِلتُهُ ساقًا لعرشِ السَّمَوَاتِ
أم تُرى في زَمن الجهلِ سَمِعْنَا = عَنْ رؤوسٍ عالياتٍ بالقناةِ
وكأنّي بجوادِ السّبطِ يبكي = (الظليمةَ الظليمة) يا حُماتي
فَتَراني أخمُشُ الجيبَ جزوعًا = لعويلِ الزّاكياتِ الحانياتِ
أمّةٌ قد فَسَقَتْ بالدينِ جهرًا = وهَوتَ في عُهرِها بالشَّهَواتِ
فاستوى الدَاني أميرًا لِلرُعاعِ = وَهْوَ يلهو بالقرودِ الحافياتِ
أَمَّرَ الجيشَ بدينارِهِ جورًا = فأحاطوا السبطَ غصبًا بالفلاتِ
قتلُوا القرآنَ والدينَ عِنادًا = فَصفوا بالدّهرِ ذكرَ اللّعناتِ
وبكى الكونُ بكاءً سَرْمَديًّا = لمُصابٍ هزَّ وجدانَ الحياةِ