على شفةِ الفراتِ
سنة 2016
نبتَتْ على شفَةِ الفراتِ قصيدةٌ= وترعْرَعَتْ ودمُ الحُسينِ رَويها
أبياتُها تروي حقيقةَ فكرِهِ= والحقُّ تحتَ لوائِهِ يَرويها
فصدى الحسينِ على الفراتِ بكربلا= ءَ صدًى تُرجّعُهُ السّما وذوُوها
والأرضُ قدْ غصَّتْ شجًى بشجونِهِ= وتجَرَّعَتهُ بحلقِها وبفيها
كلُّ المكارمِ تستغيثُ مِنَ الرّدى= والسِّبطُ جاءِ بروحِهِ يفديها
ومروءةٌ ماتَتْ هناكَ فلمْ تجِدْ= في جيشِ أهلِ البغيِ مَنْ يُحييها
سلُّوا على سبطِ النبيِّ سيوفَهُمْ= حتّى مياهَ النّهرِ قدْ سلُّوها
وعقولُهُمْ وسطَ الضَّلالةِ أُركِسَتْ= وتشوَّهَتْ فطراتُها تشويها
فتخبطتْ في غيِّها لا ترعوي= وغدتْ عدوّةَ نفسِها وبنِيها
السّبطُ يدعُوهَمْ لِمَا يحيِيهِمُ= وقلوبُهم سفَهًا تموتُ وتِيها
فعَمُوا وصَمُّوا عَنْ طريقِ هدايةٍ= لا يفقهونَ الوعظَ والتنبيها
فالوقْرُ في أسماعِهمْ والرَّينُ في= أحلامِهمْ سكَنا وقاما فيها
فكأنّما لا يعقلونَ خطابَهُ= وكأنّما وأَدُوا الحِجَى أهليها
ومبادئُ الإسلامِ إذْ هُدِمَتْ هنا= كَ ومزَّقوا بسيوفِهمْ بانِيها
مهجٌ تفرَّتْ مِنْ لظًى عندَ الفرا= تِ وجمْعُهمْ يأبى فلا يَسقيها
عَمِيَتْ بصائرُهُمْ فلمْ تُبصِرْ سوى= الدُّنيا الدنيئةَ والّذي يبغيها