مِنَ الحسينِ إلى الحسينِ
سنة 2016
اخلُقْ بداخلِ أضلعي أوتارَه = واصنعْ شموخًا يستعيدُ دثارَهْ
من كربلاءَ إلى حصونيَ زورقٌ = والموجُ يدفعُهُ ويسحبُ عارَهْ
يمشي الهُوَينَى فوقَ عرشِكَ يا دمًا = قد أسرجَ الليلُ البهيمُ مسارَهْ
تلكَ الملائكُ تستفيقُ دماؤُها = فيساقطُ الدمعُ الغويُّ نثارَهْ
هُوَ والحسينُ دماءُ طفلٍ عافرٍ = كانَ النهارُ مغلّفًا أستارَهْ
والليلُ غطّى حزنَنا ليدلَّهُ = أيَّ الطريقِ إليكَ كيَ نختارَهْ؟
أيُّ الطريقِ لديهِ جرحٌ نابضٌ = ولديهِ خيمةُ عاشقٍ محتارَة؟
وإليهِ تعثرُ زينبٌ بخمارِها = فيثيرُ سبيُ الزاهداتِ غبارَهْ
تتراءى مِنْ خلفِ الغبارِ جليلةٌ = مكسورةُ الضلعَينِ تحملُ دارَهْ
هذا الطريقُ أضعْتُهُ فَلْيَنْحَنِ = بابُ الطريقِ مفتّحًا أسوارَهْ
وليمنَحِ القلبَ الصغيرَ حكايةً = عَنْ زورقٍ عارٍ نُرِيهِ حوارَهْ
صبحُ المشيئةِ في رؤاكَ يقولُ لي: = إنَّ الحياةَ محبةٌ مختارَة
يا سيّدَ الفردوسِ وصلُكَ جنةٌ = والنارُ تأخذُني فدَفِّئْ نارَهْ
والسهمُ إذْ صارَتْ رؤاهُ فجيعةً = كسَرَ القلوبَ، مضَى يَهدُّ جِدارَهْ
يا لَلهوى كَمُّ الجراحِ يهولُني = حتّى بكى صبرُ النساءِ قرارَهْ
ووصلْتُ يغمرُني الغبارُ بفيئِهِ = هلّا اجتمَعْتَ بأدمعي المدْرَارَة؟