شيءٌ مِنْ سمائِكَ
سنة 2016
تنمو وتزهرُ إنَّ غيرَكَ يذبلُ=يا أيُّها النذرُ القتيلُ الأوّلُ
تنمو بوسعِ المشرقَيْنِ مسافةً=فيها نماؤكَ مِنْ نمائِكَ يخجلُ
تمتدُ تطوي كلَّ أفقٍ خائبٍ=وتخطُّ أُفقاً في سمائِك يَرفلُ
تمشي فتتبعُكَ النحورُ حمائمًا=تستطعمُ الذبحَ النبيلَ وتَهدلُ
وتشدُّ وجهَ الدهرِ حتّى ينثني=طوعًا ليومِكَ ما يروحُ ويُقبلُ
يا سيّدَ الوجعِ الأخيرِ مهابةً=تأتي إليكَ الرائعاتُ الثُكّلُ
لتخيطَ مِنْ معناكَ طعمَ حيائِها=يا أيُّها الجرحُ الذي لا يبخلُ
هذي جراحُ الماءِ تشربُ ذنبَها=عذرًا قديمًا أيُّها المترمِّلُ
تأتيكَ أحجارُ الطفوفِ نوادمًا=ولأنّها ما أنصفَتْكَ ستُعْوِلُ
يأتِيكَ كلُّ النّخلِ يأكلُ صمتَهُ=ما كانَ أوَّلَ ناصِرِيكَ فيُقتَلُ
ها قد أتيتُك واليتامى موطنٌ=بسماتُهُ طفٌّ ببابِكَ يُشْتَلُ
ها قد أتيتُكَ تستفيقُ مواجعي=وألمُّ شوقَ العاشقِينَ وأثملُ
ها قد أتيتُكَ لا شريكَ يُشدُّني=إلاّ افتقاري أَيُّهَا المتفضّلُ
وأسيرُ تحمِلُني إليكَ مواسمٌ=ثَكْلَى ويُتمي عندَ رملِكَ سنبلُ
يا جنّةً وسعَ المروءةِ زِرُعُها=وثمارُها الفقراءُ عندَكَ تَكملُ
يا سيّدَ المَعْنى ويا أسرارَهُ=ما حدُّك الأزليُّ، هل يتأوّلُ؟
مِنْ أينَ يأتيكَ الفناءُ وأَنْتَ تق=تقرحُ الحياةَ على الحياةِ فتَقبلُ؟
آهٍ نبيَّ الماءِ تُذْبَحُ ظامئًا=كيفَ اصْطِبارُ الماءِ بعَدَك يُنهَلُ؟
تبقى وإنْ أكلَ الزمانُ سنينَهُ=أَوَ مثلُكَ اليَخْشَى البقاءَ فيرحلُ؟