يـعـاتـبُـني الـقـصـيدُ إذا
أغــيـبُ وتـسـألُني الـحـروفُ ولا
أجـيبُ
هـجَرْتَ الـشّعرَ مِـنْ ألـمٍ
تعاني وأعْـيَـتْكَ الـمـصائبُ
والـخطوبُ
فـهل سـئِمتْ مِـنَ الأحزانِ
روحٌ تـفانَتْ فـي تـمزُّقِها الـكُروبُ
؟
وهـلْ جـفَّ الشّعورُ مِنَ
المآقي أمِ افـترسَتْ مدامعَها الذّنوبُ
؟
أجِـبْ قـلبي وقُلْ صَمتي
طويلٌ سـكـوتُ الـمرءِ أحـيانًا نـحيبُ
!
لـمـاذا لـلـحسينِ أصــبُّ
دمـعي وقـلـبي مِـنْ ذنـوبيَ لا يـتوبُ
؟
وكـيـفّ أخــطُّ أشـعاري
وأرثـي وظنُّ السبطِ في مثلي يخيبُ
؟
أنــاقـضُ دمـعـتي قــولاً
وفـعـلاً مَـــعَ الأيّـــامِ تُـثـقلُني
الـعـيوبُ
ذنـوبـي كـلُّـها وجـعـي
وبُـؤْسِي وأخـشى مِـنْ شـفاعَتِكُمْ
أخـيبُ
سـلامٌ سـيّدي .. عـقلي
حـبيسٌ وروحــي فــي مـحـبّتِكُم
تـذوبُ
أبــثُّ إلـيـكَ أحـزانـي
وَوَجْــدي لأنّـــكَ مِـــنْ نــداءاتـي
قـريـبُ
فـخُـذْني ذابـلًا .. فـيكَ
ارتـوائي فـدونَكَ كَـمْ يـعذِّبُني الـنّضوبُ
!
ودَعْـنِـي مِـنْـكَ أدنــو يـا
مـلاذي فـحـسبيَ مــا تَـسَـبَّبَهُ
الـهروبُ
وألـمسُنِي ضـريحَكَ فـي
خيالي لـتُكشَفَ عَـنْ بصيرتيَ
الحجوبُ
وأنـهـلَ جـرحَـكَ الأبــديَّ
حـتّـى تُــداوَى داخـلـي تـلـكَ
الـنّـدوبُ
ســـلامٌ ســيّـدي وِتـــرًا
وحـيـدًا غـــريــبٌ لا يـمـاثـلُـهُ
غــريــبُ
ويـطلبُ مِـنْ جـيوشِ الكفرِ
ماءً لـيـبرُدَ فــي حـشـاشتِهِ
اللهيـبُ
ســـلامٌ سـيّـدي بـيـنَ
الأعــادي ولــيـسَ لـنـصـرِهِ ولـــدٌ
يـنـوبُ
يــنـادِي حــيـثُ لا أحـــدٌ
يـلـبّـي ومـاتَـتْ فــي جـهـالتِها
الـقلوبُ
ســـلامٌ سـيّـدي لـدمـاءِ
طـفـلٍ تـخـضّبَ مِـنْ مـنابعِها
الـمشيبُ
ويـشربُ مِـنْ نـجيعِ الـجرحِ
ظنًّا بـحِـجْـرِ رَبـابِـهِ عــادَ الـحـليبُ
!
ســـلامٌ سـيّـدي تـهـوِي
جـريـحًا وتـطـحنُكَ الـحـوافرُ
والـكـعوبُ
وتـسـمعُ بـالـثّرى نَــوْحُ الـيتامى ونــيـرانُ الـخـيـامِ لـهُـمْ
تـذيـبُ
ويـنـحرُكَ الـشـقيُّ بــلا
ضـمـيرٍ ويُترَكُ في الفَلا الجسمُ السليبُ
ســلامٌ سـيّدي ..تـفديكَ
نـفسي وكــلُّ جـوارحـي لـكَ
تـستجيبُ
ســلامٌ سـيّـدي يــا كُـنْـهَ
ديـنـي بــكَ الأرواحُ مِـنْ سـقمٍ
تـطيبُ
سـتحيا في النفوسِ لنا
كشمسٍ تــنـيـرُ ولـلـقـيـامةِ لا تــغـيـبُ !
ويـبـقى فـكـرُكَ الـمـزروعُ
فـينَا يـجـدِّدُهُ لـنـا الــرّزءُ الـمُـهيبُ
!