َأَيتُ الحَقيقَةَ
سنة 2016
كَفاكَ تلومُني أنْ قد تَدَكْدَكَ = مِنّي الفؤادُ وَزَاغَ َ البَصَرْ
كَفى تُلقي فَوقَ اعتِلالِي اعتلالاً = وَفوقَ الجِّراحِ لهيبَ الجمَرْ
كفى فالمصيبةُ أمضى منَ السه = مِ طبرًا وَمِنْ علقمٍ بلْ أَمَرّ
تَسَلني عنِ الدَّمعِ يجري هطيلاً = وَسَيلٌ على الخَدِّ مِنهُ انهَمَرْ
وَعَنْ تِيْهِ عَقلي اعتراهُ اضطرابٌ = وَتَاهَتْ تَصَاويرُه ُوالفِكَرْ
تَسَلْ ما لِعينيكَ تَقدحُ نَارًا = وفيها يموجُ اللَّظى والعِبَرْ
كأنَّهما تُوقِدانِ براكي = نَ ثأرٍ فثورتُها تَستَعِرْ
كأنِّي بكَ قد عرفتَ الحقيقةَ = وانكشفَ السرُّ والمُستَسَرْ
كَفَاك فإنْ كنتَ تصبو جوابًا = أجبتُكَ لا تبتئسْ لا تَحَرْ
رأيتُ الحقيقةَ مرفوعةً فو = قَ رمحٍ تَلَألأُ ُ مثلَ الدُّرَرْ
رأيتُها تعلوْ وتشمَخُ فوقَ = رؤوسِ الطُّغاةِ كضوءِ القمرْ
مُضَرَّجَةً بِدَمِ الطُّهرِ يَزكُو = أريجًا وعطرٍا كَضَوْعِ الزَّهَرْ
رأيتُ الحقيقةَ شَمسًا تُضيءُ = الدُّجَى فالمدى مِنْ سَنَاهَا انْغَمَرْ
يُبِدِّدُ نُورُهَا كُلَّ الظَّلامِ = وَيرسمُ لِلعَقلِ أَبهَى الصُّوَرْ
سَمِعْتُهَا تَتلُو كِتَابَ الِإلهِ = فَتَمحُو بِصَوتِهَا لَيلَ الأَشَرْ
تُنادي بِمِلءِ المَدى أَنْ أَفيقُوا = فَقَد طَالَ نَومُكُمُ يا بَشَرْ
كَفَاكُمْ ثُبَاتًا وَقَهرًا مَرِيرًا = فَمِنْ وَهنِكُمْ ضَجَّ حَتَّى الحَجَرْ
يَدُوسُكُمُ الظُّلمُ والغُبنُ طُرًّا = فَلا مِنْ مُبالٍ وَلَا مُنْتَصِرْ
كَأَنّي بِكُمْ قَد ألِفتُم خُنُوعًا = وَعَيشًا ذَلِيلاً بِقَعْرِ الحُفَرْ
أَلَا فَانْفضُوا عَنكُمُ التُّربَ هَيّا = وَثُورُوا وَصُوغُوا ُسطُورَ القَدَرْ
هَلُمّوا فَلَملِمُوا شَعثَ انكِسَارٍ= وَبَدِّدُوا مَا بِكُمُ مِنْ كَدَرْ
أَعِيدُوا الإباءَ لِأَرضِ الأُبَاةِ = وأَرجِعوا عِزًّا تَداعى اندَثَرْ
فَإمّا حياةٌ بِعِزٍّ شريفٍ = وإمّا فموتٌ كريمُ الأَثَرْ
فَما مِن ظلامٍ يدومُ بليلٍ = ولابُدَّ للظّلمِ أَنْ يَنَدحِرْ