همساتٌ في ثغرِ الحسينِ
سنة 2016
طفلي يموتُ فمًا ظمآنَ مُرتَجِفا = رُشّي على نحرِهِ الزّهريِّ مُرتَشَفا
لا تهربي غيمةُ شوهاءَ يطرُقُها = عُريُ الزمّان ليغدو غيثُها خزفا
هذا رضيعيَ نايُ الحزنِ يعزفُهُ = وذا الخلودُ على أهدابِهِ عُزِفا
على يديهِ أُقيمَتْ ألف خارطةٍ = تُشكّلُ الآيَ والفرقانَ والصُّحُفا
أمشي على كتفِ الأنهارِ أتَّكِئُ = وفوقَ رملِ شفاهي ينبتُ الظَّمَأُ
ونحوَ قلبيَ أظفارُ السِّهامِ سَعَتْ = مُحمرَّةَ النَّصلِ في جنبَيَّ تنطفئُ
أرى على أكَمَاتِ الطفِّ محرقةً = مِنَ الرماحِ تداعى حولَها الصدأُ
مُذ قابَلَتْنِي وتَاهَتْ فيَّ حيثُ رَأَتْ = إلى دَمِي أنبياءَ اللهِ تلتجأُ
ما زالَ ينبضُ في أشلائيَ الأبدُ = وحشْرجاتُ جراحي كعبةً تَلِدُ
أنا الحياةُ ونورُ اللهِ فوقَ يدي = ومِنْ خطوطِ جبيني راحَ يتَّقدُ
لن تُطفئي وجهيَ القُدْسيَّ يا حفرًا = مِنَ الخَوَاءِ بعيْنَيْها جثَا الرَّمَدُ
أهوي إلى الأرضِ أحتاجُ الصَّعِيدَ يدًا = إذِ الرمالُ أيادٍ جِئْنَ تحتشدُ
هناكَ عندَ خيامي يَعصفُ الأفقُ = تبدو العقيلةُ يَبري قلبَها الغسقُ
عمْدًا تطاردُها الصحراءُ يلحقُها = عُرْيُ التشّردِ منقوعًا بِهِ القلقُ
تحاربُ الليلَ أشباحًا تقاومُهُ = حيرى تَجمْهَرَ في آماقِها الأرقُ
تبدو على تَلَعَاتِ الطفِّ أغنيةً = للصبرِ موَّالُها النيرانُ والحَرَقُ