أرخبيلٌ مِنَ الإباءِ
سنة 2016
أَخْرَسَ الماءَ بَذْلُهُ السلسبيلُ = وبِكفَّيهِ يَنْبَعُ المُستحيلُ
فَتَّ فوقَ التُرابِ نَجْمَيْ إباءٍ = وبقايا النجومِ بَوْحٌ طويلُ
بِلِسانٍ مُهَنَّديٍّ مُبينٍ = يُنْطِقُ الموتَ حَدُّهُ المَصْقولُ
يَرمقُ الموتَ هازِئًا وَلِسانُ ال = جُرحِ قاني الإباءِ وَهْوَ يقولُ:
إنَّ رُوحِي جزيرةٌ ونخيلٌ = مزِّقوها سَيَكْبُرُ الأرخبيلُ!
لوَّحَ الكَفَّ فاستحالَ رمادُ ال = خوفِ روضًا وَأيْنَعَ المحصولُ
شارةُ النصرِ أمْ تُرى ذو فقارٍ = وَبظفْريهِ قد تَراءى صَليلُ؟
سَيْفُهُ ضَيْفُهُ غَدَا مُتْخَمَ القَوْ = سِ وَسَيْفُ العِدا نَحِيلٌ هَزيلُ
نازَلوهُ وأَغْفلوا أنَّ عِزرا = ئيلَ في أعْيُنِ الحُسامِ نزيلُ!
هكذا – شامِخًا – إذا تَدَّ رِجْلاً = ترجفُ الأرضُ، عرضُها والطولُ
أَرْكَضَ النَهْرَ حافِيَ الشَّطِّ حُزْنًا = حاسِرَ الماءِ، وجْنَتاهُ ذبولُ
أَرْكَعَ الضِّفتينِ، رُبَّ التطامِ ال = موجِ ما بينَ كفِّهِ تَقْبيلُ
فأتاهُ النداءُ: "هذي نذورُ ال = ماءِ خُذها، ففي السماءِ غليلُ
أنتَ حُلْمُ الفَرَاشِ تُشْعِلُ قِندي = لَكَ مِن دمعةٍ فينمو الفتيلُ
أنتَ أنتَ الماءُ الذي يُرتجَى لا ال = نهرُ – ما النهرُ؟! – ليسَ ثَمَّ بديلُ"
أوْرَثَ الماءَ مِنْ رُؤاهُ رَواءً = وَهَوَاهُ بكلِّ ظامٍ يسيلُ
وَحْيُ بأسٍ مُنَزَّلٌ مِنْ سماوا = تِ حُسينٍ، إباؤُهُ المَرْسولُ
وَبآياتِ عزْمِهِ انْثالَ حتَّى = جَمَعَتْهُ بِدفَّتَيْها النُصولُ
بَذَلَ النَّفسَ والنفيسَ إليهِ = وكثيرُ الكثيرِ فيهِ قليلُ
خِنصرٌ رتَّبَ الجِراحاتِ بيتًا = وأَبُو الفَضْلِ جُرْحُهُ التَذييلُ