هـي وردةٌ فـي الـرَّمْلِ وارِفَـةُ
الإبا ودمٌ يُــسَـقِّـي جَــذْرَهــا الـمُـتَـغَرِّبَا
ريَّـــا شَـــذَتْ بـرَحِـيـقِها
كَـسُـلافةٍ لـلـصَّـبرِ، مــنـهُ الـكِـبْـرِياءُ
تَـطَـيَّـبَا
يَـسْـتافُها أهــلُ الـحـنينِ،
كـيوسُفٍ فـي وَجْـد يـعقوبٍ إذا اشْـتدَّ
الـصِّبا
بـالـعطفِ وارِفــةُ الـظِّـلالِ
رحـيمةٌ كـالـنَّخلِ وافــرةُ الـجنى إنْ
أحْـرَبَا
هــي وردةٌ حـمـراءُ تَـصْـبُغُها
الـدِّما ونــضـارةٌ فـيـهـا الـجـمالُ
تـخَـضَّبَا
خــضـراءُ، غـــضٌّ عــودُهـا
لـكـنَّـما بـالـكربِ بـيَّـضَها الـمـصابُ
وشـيَّبَا
ونــديَّــةٌ رَغْـــم الـيـبـابِ
بـحـقـلِها رَغْـمَ احـتجابٍ لـلفراتِ عَـنِ
الرُّبى
إنْ أيْـبَـسَـتْ نـــارُ الــبـلا
ألْـيـافَـها فـالدَّمعُ يـسري في العروقِ
مُرَطِّبا
مــا جُـفِّفَتْ بـالقيْظ فـهْيَ
خَـضيلةٌ ذا، كــلَّــمـا ازدادَ الــعــزاءُ
تَـلَـهُّـبـا
إنْ غــارَ مــاءُ الأهـلِ تـحتَ
رمـالِها فــتـرى الــجـذورَ تـعـيـدُه
مُـتَـصبِّبَا
تَـخْـضَـلُّ مــنـهُ الـيـابساتُ
بـواكـيًا فـتـهُلُّهُ بـلظى الـمصابِ، ومـا
خـبا
مـا جـفَّ وِرْدُ الـشَّجْوِ مِـنْ
أوراقِـها سَـجَـمُ الأسَــى بـفُراتِها لـنْ
يـنْضَبَا
ريـحـانةٌ فــي الـحـرِّ أفْـرَدَها
الـخَنَا لا نــحـلَ يـدنـوهـا فـيـأكـلُ
طـيِّـبـا
يـعـسـوبُها قـــد قـطِّـعَتْ
أوصـالُـهُ ظـمـآنَ، مِـنْ سـيلِ الـدّماءِ
تـرضَّبَا
لـيـسَتْ لـهـا إلَّا فـراشاتٌ
نـحيلاتٌ تـــلــوذُ بـفـيـئِـهـا كـــــي
تــهــرُبَـا
فــأتَـتْ زَنـابـيْـرُ الـطـغـاةِ غـفـيـرةً تـجـتـاحُها بـالـلَّـسْعِ كـيْـمَـا
تُـرْعِـبَـا
حــطَّـتْ عـلـى أغـصـانِها
بـفـواجعٍ وأبــى انـحناءً عـودُها، مـا
احْـدَوْدبَا
إنْ مـوسمُ الأشـجانِ ينوي
حصدَها ومُـــــزارِعُ الأرواحِ عــنـهـا
غُــيِّـبَـا
فـلـسوفَ تـبقى فـي الـرِّمال
أبـيَّةً ويــعـودُ غـيـمُ الـبـينِ ذُحْــلاً
صـيِّـبَا
بـمـخلِّصٍ يــروي الـعـطاشى
كـفُّهُ يُرخِي الحسامَ على الرِّقابِ ليَشربَا
ذا وعــدُ مـنـتقمٍ وذا عـهـدُ
الـسَّـما مَـنْ شـاءَ شـاءَ وَمَـنْ أباهُ فقَدْ
أبى
هـي وردةٌ فـي الـرَّملِ بـاسِقَةُ
الإبا هـي حُـرَّةٌ فـي الـطَّفِّ تُـدعَى
زينبَا