وشذا رَحيقُ الزيْنبِ
سنة 2016
هي وردةٌ في الرَّمْلِ وارِفَةُ الإبا=ودمٌ يُسَقِّي جَذْرَها المُتَغَرِّبَا
ريَّا شَذَتْ برَحِيقِها كَسُلافةٍ=للصَّبرِ، منهُ الكِبْرِياءُ تَطَيَّبَا
يَسْتافُها أهلُ الحنينِ، كيوسُفٍ =في وَجْد يعقوبٍ إذا اشْتدَّ الصِّبا
بالعطفِ وارِفةُ الظِّلالِ رحيمةٌ =كالنَّخلِ وافرةُ الجنى إنْ أحْرَبَا
هي وردةٌ حمراءُ تَصْبُغُها الدِّما =ونضارةٌ فيها الجمالُ تخَضَّبَا
خضراءُ، غضٌّ عودُها لكنَّما=بالكربِ بيَّضَها المصابُ وشيَّبَا
ونديَّةٌ رَغْم اليبابِ بحقلِها=رَغْمَ احتجابٍ للفراتِ عَنِ الرُّبى
إنْ أيْبَسَتْ نارُ البلا ألْيافَها=فالدَّمعُ يسري في العروقِ مُرَطِّبا
ما جُفِّفَتْ بالقيْظ فهْيَ خَضيلةٌ=ذا، كلَّما ازدادَ العزاءُ تَلَهُّبا
إنْ غارَ ماءُ الأهلِ تحتَ رمالِها=فترى الجذورَ تعيدُه مُتَصبِّبَا
تَخْضَلُّ منهُ اليابساتُ بواكيًا=فتهُلُّهُ بلظى المصابِ، وما خبا
ما جفَّ وِرْدُ الشَّجْوِ مِنْ أوراقِها=سَجَمُ الأسَى بفُراتِها لنْ ينْضَبَا
ريحانةٌ في الحرِّ أفْرَدَها الخَنَا=لا نحلَ يدنوها فيأكلُ طيِّبا
يعسوبُها قد قطِّعَتْ أوصالُهُ =ظمآنَ، مِنْ سيلِ الدّماءِ ترضَّبَا
ليسَتْ لها إلَّا فراشاتٌ نحيلاتٌ=تلوذُ بفيئِها كي تهرُبَا
فأتَتْ زَنابيْرُ الطغاةِ غفيرةً=تجتاحُها باللَّسْعِ كيْمَا تُرْعِبَا
حطَّتْ على أغصانِها بفواجعٍ=وأبى انحناءً عودُها، ما احْدَوْدبَا
إنْ موسمُ الأشجانِ ينوي حصدَها=ومُزارِعُ الأرواحِ عنها غُيِّبَا
فلسوفَ تبقى في الرِّمال أبيَّةً=ويعودُ غيمُ البينِ ذُحْلاً صيِّبَا
بمخلِّصٍ يروي العطاشى كفُّهُ=يُرخِي الحسامَ على الرِّقابِ ليَشربَا
ذا وعدُ منتقمٍ وذا عهدُ السَّما=مَنْ شاءَ شاءَ وَمَنْ أباهُ فقَدْ أبى
هي وردةٌ في الرَّملِ باسِقَةُ الإبا=هي حُرَّةٌ في الطَّفِّ تُدعَى زينبَا