رَهْـوًا جـمَعْتُ سـلالَ الـعطرِ
والـحدَقا مــا خُـطْوَتَاكَ سـوى ضَـوْءَينِ
وانـبثقا
حـجَّتْ سـماءٌ إلـى عَـيْنَيكَ
فاختُصِرَتْ فــيـكَ الـسـماواتُ أنْ ذلّـلـتَها
طُـرُقـا
يـا مُـمْسِكَ الروحِ في كفّيكَ منذُ
متى جـرّعْتَ مـوتَكَ كأسَ الموتِ
فاختنقا؟
آتٍ ســؤالاً عـلـى وجـعينِ
وازدَحَـمَتْ فــيَّ الإجـابـاتُ مِــنْ دمـعٍ ومـا
ودَقَـا
هــذا ضـريـحُك ســرٌّ والـهـوى
مُـقَـلُ يـسـرِّحُ الـنـخلَ فــي عـيـنيَّ
والـعذَقا
غـيـمًـا رأيــتُـكَ مـحـنـيًّا عــلـى
أفــقٍ حـيـنَ انـسـكبتَ دمًــا خـضّبتَه
شـفقا
رأيــتُ طـفـلَكَ أنْ عــرشٌ وكـانَ
بِـهِ ثـلْمٌ بـكى اللهُ فـي عـينيهِ حينَ
سقى
وأبــلـغُ الـجـرحِ مــا أفـضـى بِــهِ
ودَجٌ تـحـدَّثَ الـسـهمُ فـي جـنبيهِ أو
نـطقا
آتٍ عـلـى عـتـبتَيْكَ جـمـعُ مــا
تـركتْ فـــيَّ الـسـنـونَ ومــا حُـمِّـلْتُهُ
رَهَـقـا
أقـتـاتُ دمـعـيَ لـونُ الـرملِ
رائـحتي ومـوسمُ الحزنِ أورى الجفنَ
فاحترقا
آتٍ وكــيـفَ أرانـــي والــمـدى
ظـمـأٌ مـسافةُ الـجرحِ ظـمأى أيـبَسَتْ
أفُـقا
مـــا رحْـبَـتَـاكَ ســوى جـنّـاتِنا
ولـهـنَّ فــي الـعـراقِ جــرى نـهرانِ
واسـتبقا
إلـــى يــديـكَ ولــكـنْ مِــنْ
حـيـائِهِمَا تـحـيَّـرَ الــمـاءُ حــتّـى خـلـتُـهُ
غــرِقـا
مـــا مــاءُ زمــزمَ إلا تـمـتماتُ
هــوًى غـنّـتْهُ هـاجـرُ مِــنْ حَـرْفَـيْكَ
فـانطلقا
اللهُ أمْـسَـكَ عَــنْ تـلـكَ الـشفاهِ
فـمًا كي يسقيَ اللهُ مِنْ حَوْضَيْهِ مَنْ عَشِقا
آتٍ ولــــي نـخـلـتـانِ لـــي
بـفـيـئِهِمَا صـــلاةُ ركــعـةِ نــخـلٍ حـيـنَما
بـسَـقا
آتٍ إلــيــكَ يَـــدِي مـغـلـولةٌ
وفَــمِـي مُـحْـدَوْدَبُ الـحرفِ مـخدوعٌ بـمَا وَثِـقا
كـنّـا رفـيـقَيْنِ كـانَـتْ حِـرْفَـتي
لـغتي أُشـكِّلُ الـشعرَ فـي شَـطْرَيْهِ ما
اتّفَقا
مـعي صُـوَاعي، عـلى الـجوديِّ
متّكئٌ وآمُــرُ الـحرفَ كـي يـختالَ
مـصطَفِقا
لـكنْ قُـبضْتُ فـما فـي الرحلِ
حنطتُهُ ولـستُ يـوسفَ لـكنْ كنتُ مَنْ
سُرِقا
نـسيتُ بـعضي، لـمامًا كِـدْتُ
أذكـرُني وجُــذَّ غُـصْـنِيَ حـتّـى أسـبـلَ
الـورقـا
وعُــدْتُ بـعـضَ يــراعٍ راعــفٍ،
عـبـثًا أجــاذبُ الـحـرفَ كـيـما أبـلغَ
الـسّبَقا
لــكـنْ كـبـوتُ ومَــنْ مِـثْـلِي
بـكـبوتِهِ فــي عـتـبتَيْكَ أفـاضَ الـرّوحَ
والـرَّمَقا
بعدُ استقرَّتْ جفونُ العشقِ في
رئتي وأَوْمَـــأَ الـقـلـبُ لـلـشـريانِ
فـاتّـسَقا
يـا أجـملَ الـخلقِ مـنذُ الـقبضةِ
الأولى اللهُ أبـــدَعَ مِـــنْ عَـيْـنَـيْكَ مَــا
خَـلَـقَا