الْوَلَاءُ الْمُتَجَدِّدُ
سنة 2016
يَا مَنْ سَأَلْتَ بِنَبْرَةِ الْمُسْتَاءِ=وَغَدَوْتَ فِي ضَيْقٍ وَفِي اسْتِعْدَاءِ
لِمَ هَذِهِ الْأَفْوَاجُ تَقْصُدُ كَرْبَلَا=مِنْ دُونِمَا كَلَلٍ وَلَا إِعْيَاءِ
لَا شَيْءَ يُوقُفُ زَحْفَهُمْ وَحَثِيثَهُمْ =لَا وَهْجُ صَيْفٍ أَوْ صَقِيعُ شِتَاءِ
حَتَّى الْمَخَاطِرُ لَمْ تَنَلْ مِنْ عَزْمِهِمْ=مَهْمَا غَلَا الْأَعْدَاءُ فِي الْإِيذَاءِ
فَأَجَبْتُهُ: عِشْقُ الْحُسَيْنِ بِهِمْ ثَوَى =وَتَمَلَّكَ الْأَلْبَابَ فِي الْأَحْنَاءِ
بَلْ صَارَ لِلْعُشَّاقِ أَكْثَرَ حَاجَةٍ=مِنْ شُرْبِهِمْ مَاءً وَشَمِّ هَوَاءِ
هَذَا الْحُسَيْنُ الْبَرُّ مِصْبَاحُ الْهُدَى =سِبْطُ النَّبِيِّ وَسَيِّدُ الشُّهَدَاءِ
هَذَا الَّذِي دِينُ الْهُدَى أَوْفَى لَهُ =وَبِدَمِّهِ اسْتعْلَى عَلَى الْجَوْزَاءِ
هَذَا الَّذِي فِي كَرْبَلَا غَدَرَتْ بِهِ=وَعَدَتْ عَلَيْهِ زُمْرَةُ السُّفَهَاءِ
هَذَا الَّذِي الشِّمْرُ الَّلعِينُ بِسَيْفِهِ=حَزَّ الْوَرِيدَ بِخِسَّةِ الُّلؤَمَاءِ
هَذَا الَّذِي وَطِئَتْ عَلَى أَضْلَاعِهِ=خَيْلُ الْأَعَادِي فِي ثَرَى الْبَوْغَاءِ
وَبَقَى ثَلَاثًا بِالْعَراءِ مُجَدَّلاً =مِنْ دُونِمَا سِتْرٍ يَقِي وَغِطَاءِ
هَذَا الَّذِي اقْتَادَ الِّلئَامُ نِسَاءَهُ=لِلشَامِ فَوْقَ مُطِيِّهِمْ كَسِبَاءِ
هَذَا الَّذِي بَكَتِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَا=حُزْنًا لِمَصْرَعِهِ عَلَى الْرَّمْضَاءِ
أَعَرَفْتَ يَا مَنْ قَدْ ذُهِلْتَ لِحُزْنِنَا=مَاذَا جَرَى لِلآلِ مِنْ ضَرَّاءِ؟
وَبِأَنَّ مَا صَابَ الْحُسَيْنَ فَجِيعَةٌ=وَرَزِيَّةٌ مِنْ أَعْظَمِ الْأَرْزَاءِ؟
لَا تَذْهَلَنَّ لِشَجْوِنَا وَعَزَائِنَا=لِمُصَابِهِمْ بِتَأَلُّمٍ وَبُكَاءِ
كُلُّ الْأَنَامِ بَكَتْ لَهُمْ بِتَفَجُّعٍ=حَتَّى الْجَمَادُ غَدَا بِلَوْنِ دِماءِ
تَبْكِيكَ عَيْنِي يَا حَفِيدَ الْمُصْطَفَى=وَلِمَا جَرَى لَكَ مِنْ عَظِيمِ بَلَاءِ
تَبْكِيكَ عَيْنِي أَيُّهَا السِّبطُ الْوَفِي=وَلِآلِكَ الْأَطْهَارِ وَالنُّجَبَاءِ
وَلَكُمْ عَظِيمُ الْعِشْقِ مِنَّا مُفْعَمًا=بِمَحَبَّةٍ كُبْرَى وَصِدْقِ وَلَاءِ