حَـفَـرْتُ نــداءَكَ فــي
الـمُـقْلَتَيْنْ فـــردَّدَ دَمْـعِـي: حَـبـيبِي
حُـسَـيْنْ
وهــزّتْ كِـيـاني "ألا مِـن
مُـعينٍ" فـخُطَّتْ عـلى صَفْحَةِ القلبِ
دَيْنْ
فـأنْـتَ الـصَّـلاةُ، وأنْـتَ
الـوضُوءُ، ومـسحُ الـرُّؤُوسِ، وغَـسْلُ
اليَديْنْ
ووجْـهُـكَ فـي الّـليلِ شَـفعٌ
ووَتْـرٌ وفـي الـفجْرِ إشْـرَاقَةٌ مِـنْ
لُـجَيْنْ
فـلـولاكَ سَــاءَتْ جـمـيعُ
فِـعَـالي وَلَــمْ أُدْرِكِ الـحَقَّ فـي
الـحَالَتَيْنْ:
فـقُـبْحِي قَـبـيحٌ، وحُـسْـنِي
قَـبيحٌ، وزَيْــنِـي بـــدُونِ ولائِـــكَ
شَـيْـنْ!
نَــــذَرْتُ زِيَــارَتَـكُـمْ،
وانْـتَـظَـرْتُ لِــيَــأْذَنَ فـيـهَـا قَـطِـيـعُ
الـيَـدَيْـنْ
كــأنِّـي بِـكَـفَّـيْهِ قُـــرْبَ
الـفُـرَاتِ تُــــــؤَدِّي لِــبَـارِئِـهَـا
سَــجْـدَتَـيْـنْ
وتَـعْـزِفُ لَـحْـنَ الـقُنُوتِ
الـجَمِيلِ فَـيَـنْسَلُّ صــوتٌ مـن
الـمِرْفَقَيْنْ:
أَرِقْ قِــرْبَــةً، قُــرْبَـةً
لـلـحُـسَيْنِ، وأَرْفِـــقْ بــأُخْـتٍ لَـــهُ،
وابْـنَـتَـيْنْ
وقُــلْ: رَبِّ زِدْنِــي فـهذِي
أَكُـفِّي وذا سَـهْـمُ عَـيْـنِي فِــدَى
الـثَّقَلَيْنْ
وقِــبْـلَـةُ قَــلْـبِـي غــــدَتْ
قُـبْـلَـةً حـكَاهَا عـلى الكَفِّ ثَغْرُ
الحُسَيْنْ!
حَـبـيبي حُـسَـينٌ، هـجَرْتُ
حـيَاتِي لأبْــحـثَ فــيـكَ عَــنِ
الـحُـسْنَيَيْنْ
تــــلأْلأَ وجْــهُــكَ فـــي
نــاظِـرَيَّ وبَـيـنِـي وبـيـنَـكَ سـبْـعُـونَ
بَــيْـنْ
فــصَـارتْ دِمَــاؤُكَ قـلْـبًا
لـقَـلْبِي وأضْــحَـى ضِـيَـاكَ لـعَـيْنِيَ
عَـيْـنْ
وخِـلْـتُـكَ فـــي أضْـلُـعِـي
سـاكـنًا فَـأَسْـرَعْتُ أجْـثُو عـلى
الـرُّكْبَتَيْنْ
لأشْــتَـمَّ مــنـكَ رحِــيـقَ
الـفِـدَاءِ وأنْــشُــرَهُ بــيــنَ ذَيْــــنِ
وذَيْـــنْ
وحِـــرْتُ أَتَـحْـلُـو بـعَـيْنِي
الـحَـيَاةُ وقد رَضَّتِ الخَيلُ صدْرَ الحُسَيْنْ!!
ذكــرتُ مُـصَـابَكَ فــي
الأرْبَـعـينَ فـسَالتْ دُمُـوعي عـلَى
الـوَجْنَتَيْنْ
وقـــد ظَـلَّـلَـتْنِي قُــيُـودُ
الـسَّـبَايَا فـصَـلَّـيتُ فـــي ظِـلِّـهَا
رَكْـعَـتَيْنْ
كــأنِّـي بــأَنَّـاتِ "زَيْـــنِ
الـعِـبَـادِ" تــبُـثُّ نـــدَاءَكَ فـــي
الـخَـافِقَيْنْ
كـأنِّـي بِ "يـا جَـابرٌ هَـا هُـنا
...." تَـجَـلَّـتْ مَــآذِنَ فــي
الأَصْـغَـرَيْنْ
ومـــا زالَ صـوتُـكَ يـحْـلُو
ويـعْـلُو ويـهـتِفُ: "أيــنَ الـموالُونَ،
أيْـنْ؟
لِـيَـبْـكُوا عــلَـى مَـصْـرَعِي
مَــرَّةً ويـبـكـوا عـلـى زَيْـنَـبٍ
مـرَّتَـيْنْ"!
لــهَـجْـتُ بــذِكْـرِكَ يـــا
ســيِّـدي فـحَانَ مِنَ الحُزْنِ في الرُّوحِ
حَيْنْ
وحَــرَّمَ جِـلْـدِي طُـقُـوسَ
الـوَفَاةِ فــــلا كَــفَـنًـا يـبـتَـغِي أو
كُـفَـيْـنْ
وخـطَّـتْ دمَـائـي حُــرُوفَ
الـولاءِ لأحـيَا "حَـبيبًا"، وأحـيَا "ابْـنَ
قَيْنْ"
بِــحَــاءٍ وسِــيــنٍ ويــــاءٍ
ونـــونٍ تُـسَـطِّرُ "بَـدْرًا" هُـنا، أو
"حُـنَيْنْ"
وقَــبَّـلَ عَـقْـلِـي جَـبِـيْنَ
الـجُـنُونِ لأَرْسُــمَ "عَـابسَ" فـي
الـمُقْلَتَيْنْ
وأفْـــلَــتَ قَــلــبِـي،
فـلاحَـقْـتُـهُ، فـأسْرَعَ بـي نـحوَ قَـبْرِ
الـحُسَيْنْ!