وخَـرجْتَ حينَ خرجْتَ وحْدَك
مُبْصِرا أنَّ الـطريقَ إلـى الـسماءِ منَ
الثرى
أنَّ انـــدلاعَ الأُمـنـيـاتِ يــكـونُ
فــي يـــــومٍ يــبـيـحُ الأمــنـيـاتِ
لِـتـعـبُـرا
وبــأوَّلِ الأيــامِ مــنْ عـاشـورَ
كـنـتَ أبــاً يـصـيحُ : بـنُـيَّ مُــتْ كـيْ
تـكبُرا
اللهُ كــانَ هـنـاكَ ، قــالَ : أدلُّـكُم
ْ؟ فـهَـتَفْتَ : يـا ربَّـاهُ : إنَّ دمـي
جَـرى
بــتـجـارةٍ ســــأراكَ آخــرَهــا
فَـــذا رأســي يُـبَاعُ إلـى الـرماحِ
فـأُشْتَرى
فـي الطفِّ كنتَ تَرى وكانوا لا
يرونَ لـــذاكَ ظـلُّـوا كــلَّ شــيءٍ لا
يُــرى
الـكـونُ كــانَ ضـيـاءَ وجـهِـك
وحـدَهُ وجـمـيعُ مــا لا أنــتَ كــونٌ
مُـفْـتَرى
أنـتَ ابـتكرتَ دمًـا جـديدًا كـيْ
تُريقَ فــكـنـتَ أوَّلَ مــــن أراقَ
فــحــرَّرا
بـيـدينِ مِــنْ دمِـكَ اكـتشفْتَ
بـكربلا وطــنًـا بــدمـعِ الـفـاقـداتِ
مُـعـطَّرا
وطبعْتَ وجهَكَ في الترابِ فصارَ في كــــلِّ الــبـقـاعِ الـغـاضـريةِ
كَــوثـرا
جــاءُوا .. يـخـبِّؤُهم بـكهفِ
وجـوهِهم عــارٌ .. وتُـعـلنُكَ الـمـسافةُ
مـفْـخَرا
جــرَّدتَ وجـهَـكَ واضـحًـا فــي حـينِ جـرَّدَهُـمْ زمـانُـكَ لـلـتوجُّسِ
خِـنْـجَرا
ورأيـــتَ مـوتًـا جــاءَ مُـسْـتَترًا
بِـهِـمْ فـخرجْتَ نـحوَ الـموتِ مـوتًا
مُسْفِرا
ونـصبْتَ فـي الـصحراءِ خـيمةَ
مُقبلٍ فـــرْدًا لـيـبـكِيَ ثَـــمَّ جَـيْـشًا
مُـدْبِـرا
وهــنـاكَ كـــانَ لــقـاءُ وجــهٍ
واحــدٍ بـمـلامـحٍ شــتَّـى لـيـخـرجَ
مُـمْـطِـرا
ومـشَيتَ .. عـزمُ أبـيكَ فـيكَ،
كـأنمَّا تـمَـشي الـحسينَ لـهمْ وآخـرَ
حَـيْدرَا
مـــا كُـنـتَ سـاعـتَها تُـريـدُ
فَـنـاءَهمْ لـكـنَّـمـا قَــــدَرُ الـمـواجـهةِ
انْــبـرى
وأرادَ أنْ تـــبْــدو أمـــــامَ
مــحــمَّـدٍ قَــمَــرًا صـريـعًـا بـالـضـياءِ
مُـعـفَّـرا
وأردْتَ تـبـقـى فــي مُـخـيَّلةِ
الـمـياهِ فــمًـا ونَــهْـرًا فــي مـخـيَّلةِ
الـقُـرى
هـــيَ كــربـلاءُ رمــالُ دهــرٍ
يـابـسٍ نــادى فـمـا مــاءُ الإجـابةِ يـا تُـرى
؟
دمُـكَ الـزكيُّ وصدرُك الأسمى
جرى هـــذا وذاكَ عـلـى الـصَّـعِيدِ
تـكـسَّرا
ومــخـيَّـمُ امــــرأةٍ أُريــــدَ
لـقـلـبِـها أنْ يـحـتويكَ لـظًـى وشَـوْقًـا
أحـمـرا
هـيَ مـا رأتْـك أخًـا يـطيحُ لكيْ
تطيحَ رأتْ أخًــا يـهْـوي، فـتَـشمخُ
كـالذُّرى
رأتِ الـدماءَ ومَـنْ أسـاءَ ومَنْ
تأسَّى بـالـدمـاءِ ومَــنْ أنــاخَ ومَــنْ سَــرى
ورأتْــكَ مُــذْ عَـلَّـقتَ طـفلَكَ
كـالثُّريَّا فــي الـسـماءِ دلـيـلَ ضــوءٍ
أخْـضرا
ورأَتْ جـيوشَ الـهاربينَ أمـامَ
دمعِكَ مُــــذْ فــكَـكْـتَ إســــارَهُ
فــتَـحـدَّرا
وهـيَ الـتي وهَـبَتْ رحـيلَك مـا
تبقَّى مِــــنْ طــفـولـةِ حُـلْـمِـهـا
فـتـبَـعْثَرا
فـي الرملِ وجْهَ سبيَّةٍ شَدْهَى
تُحيطُ بــهــا الــذئـابُ فـتـسـتفيقُ
لــتـزأَرا
وجَـعًـا يَـشيدُ عـلى الـجهاتِ
مـمالكَ الـكـلـماتِ ثــمَّ يــدومُ حُـزنًـا
مِـنـبَرا
وجَـعًا يـمارسُ فـي الـعراقِ
طُقوسَهُ مُــدُنًــا تـخـفَّـى بـالـسـوادِ
لِـتَـظْـهَرا