الحسينُ .. خارجَ الأقواسِ
سنة 2016
تَعَطَّشَ قِنْدِيلي .. وَهَا جَفَّ زَيْتُهُ = وَلَمْ ألْقَ شيئًا غيرَ دَمْعٍ سَقَيْتُهُ
وفي ضَوْئِهِ الرَّقْرَاقِ سِرُّ أُلُوهَةٍ = تجلَّى بهِ اللهُ العظيمُ وبَيْتُهُ
وفي ضوئِهِ أبصرْتُ طائرَ ( بابلٍ ) = رأيتُ مدى الآفاقِ حينَ رأيْتُهُ
هُنَا خيمةُ القُرَآنِ .. واهًا تَلهَّبَتْ !! = أُحِسُّ بها في كلِّ جُزْءٍ تَلَوْتُهُ
وثمَّةَ رأسٌ للحقيقةِ شَامِخٌ = بما مَلَكَتْ روحُ الوُجُودِ فَدَيْتُهُ
هِيَ الطَّفُّ تنمو في خَلَايَا قصيدتي = كأنَّ حصانًا في المَجَازِ امْتَطَيْتُهُ
وتبعثُنِي مَعْنًى على صَهْوَةِ المَدَى = وتأخذُني حيثُ الجَمَالُ ارْتَضَيْتُهُ
تَجَدَّدَتِ الأيَّامُ فيَّ كأنَّمَا = لَبِسْتُ صَبَاحًا بَعْدَ لَيْلٍ نَضَيْتُهُ
فَشَتَّانَ مَا بينَ الحُسَيْنِ الذَّي أرَى = وبينَ الذَّي بالأمسِ كُنْتُ رَثَيْتُهُ !!
كَتَبْتُ بِهِ النَّورَ الجديدَ انطلاقةً = وما خُطَّ من ظلِّي القديمِ مَحَوْتُهُ
مسافةُ وَعْيٍ خَاضَهَا الآنَ خَاطِرِي = إلى أنْ تمثَّلْتُ الهَوَى واصْطَفَيْتُهُ
مِنَ الدَّمْعَةِ الأولى التي سَقَطَتْ على = طفولةِ خَدِّي، والغرامُ اقتفيْتُهُ
ولمْ ينمُ حُزْنِي بينَ يومٍ وليلةٍ = ولكنَّهُ صَرْحٌ بعُمْرِي بَنَيْتُهُ
سلامًا على من دَوْزَنَ النَّبْضَ بالجَوَى = ومن ظلَّ يَحْوِي خَافِقِي فاحْتَوَيْتُهُ
جِرَاحَاتُهُ كَوْنيَّةٌ في انْثِيَالِهَا = وبِي أُمَمٌ تَغْلِي إذا ما بكيْتُهُ
هَوَ الوَجْدُ أسرى بِي لأبعدِ نقطةٍ = فما عُدْتُ إلا واليقينُ جَنَيْتُهُ
قطارٌ مِنَ الذِّكْرَى انتظرْتُ وصولَهُ = وما خَانَنِي في زَحْمَةِ العَصْرِ فَوْتُهُ
وأيَّامُ عَاشُورَاءَ مِلءُ أصَابِعِي = كأروعِ شيءٍ في الزَّمَانِ اقتنيْتُهُ
ستنمو سُلالاتُ الشَّهِيدِ مَوَاهِبًا = إذا كانَ يعني العبقريَّةَ مَوْتُهُ
بِحُرِّيَّةٍ بيضاءَ يزهو خلودُهُ = وفي خارجِ الأقواسِ يمتدُّ صَوْتُهُ
أَخَذْتُ مكاني في هواهُ تَوَسُّطًا = فَهَا أنذَا حيُّ الوَلاءِ وَمَيْتُهُ!!
تَعَلِّمْتُ مِنْهُ: كيفَ أظما ؛ لأرتوي = ولَوْ بَعْدَ حِينٍ مِنْ حياتي طَوَيْتُهُ
إذا اشتجرَ العُشَّاقُ في ساحِةِ الرُّؤَى = فَحَسْبِي بما يُمْلِي الضَّمِيرُ هَوَيْتُهُ
أهَيمُ بهِ في كلِّ وادٍ نَزَلْتُهُ = وفي كلِّ مأوًى في الجِبَالِ اعْتَلَيْتُهُ
وَأَصْغَتْ إليهِ قِرْبَتَايَ تَأَمُّلًا = فكمْ جئتُ سَلْسَالَ النَّدى واسْتَقَيْتُهُ
أُحُبُّ الذي يرنُو إليهِ تَطَلُّعًا = وما كانَ يأبى في الحياةِ أبَيْتُهُ
وما لاحَ لي مِنْ جَوْهَرِ العِشْقِ صُنْتُهُ = ولا عَرَضٌ يَنْدَسُّ إلا رَمَيْتُهُ
إذا نَضِجَتْ رُؤْيَايَ في خَلْوَةِ الأنا = أقولُ لكلِّ العالمينَ : وَعَيْتُهُ
تَدَلَّتْ عناقيدُ النَّمَاءِ صَبَابةً = لأنِّي بمِحْرَابِ الحُقُولِ نَوَيْتُهُ
تَوَحَّدْتُ بالضَّوْءِ المُقَدَّسِ.. مِثْلَمَا = تَوَحَّدَ بالوِتْرِ/ الحُسَيْنِ ( كُمَيْتُ )هُ