حَـجَجْتُ روحـكَ لـمّا اثّـاقلت
صـوري يهفو إليكَ خيالي .. ساحلي .. شَجري
عَـرَّفتُ فـي أشـطر الـعشاقِ
مُعتمرًا قـلبَ الـحُدَاةِ إذا اشـتاقوا إلى
المطرِ
وجـئـتُ كـونَـكَ فـي أسـمالِ
مـنكسرٍ يـقـودُهُ الـعـشقُ أعـمًى فـاقدَ
الـبصرِ
فــي جـرّتـي رقــدَتْ أطـفالُ
أسـئلةٍ عـطـشَى إلـيـكَ حـشاها نـاقعُ
الـكدرِ
يـا مـجمعَ الـنورِ يـا وردًا بِـهِ
انـفتَحتْ حــدائـقُ الــحـقِّ والإيـمـانِ
والـظَّـفَرِ
بـكَ استضاءَتْ خيولُ الحقِّ
فانطلَقَتْ عـبـرَ الـزمـانِ تـقـودُ الـفِـكْرَ
بـالـفِكَرِ
جــدّدتُ فـيـكَ دمـائـي حـيـنَما
بَـرُدَتْ مـنّـي الـركابُ وبـاتَ الـعزمُ
كـالحجرِ
يــا رائــدَ الـعـشقِ يـا زيـتونَ
قـافيتي يــا آيــةً اُحْـكِمَتْ فـي بـاطنِ
الـسُّوَرِ
يــا جـمرةَ الـحزنِ مـا شَـبَّتْ
بـمنعَرجٍ مِــــنَ الأضــالــعِ إلا قَــالَـتِ
انـتَـصِـرِ
فـيكَ انـطَوَتْ سـيرةُ الأحرارِ
وامتَثَلَتْ لـكَ الـعصورُ فـمَا خـانَتْكَ فـي
الـسِّيَرِ
يــا دمـعـةً نـزلَتْ مِـنْ جـفنِ
فـاطمةٍ إلــى الـحـياةِ رســولَ الـحبِّ
لـلبشرِ
تـفّـاحةُ الـحقِّ فـي أحـشائِها
نـضجَتْ جـبـريلُ يـخـدمُها فـي الـليلِ
بـالسَّهَرِ
روحُ الـنـبيِّ بَـنَـتْ فــي روحِـهِ
سـكنًا ولـحمُ حـيدرَ كـانَ الـطُّوبَ في
الجُدرِ
اللهُ شــكّـلَـهُ مِــــنْ نــــورِهِ
فــغَــدَا فـي صـورةٍ يـا لَـها مِنْ أقدسِ
الصّوَرِ
لـهـفـي عـلـيهِ وقــد غـالًـوه
مـنـفردًا أهــلُ الـضـلالِ عـطيشًا جـانبَ
الـنَّهَرِ
وجــيءَ بـالـنارِ فــي خـيـلٍ
مـدجَّـجةٍ كـالـحقدِ تـحـطمُ لــم تُـبْقِ ولـم
تَـذَرِ
دمـاكَ تـغرسُ فـي الأصـلابِ
جـمرتَها لـيَـجتني الـديـنً زرعًــا لاهــبَ
الـثَّمَرِ
تـعـطّرَتْ كـربلا مِـنْ فـيضِكُمْ
فَـغَدَتْ صَـنّاجةُ الـعزمِ تـرمي الـظلمَ
بالشَّرَرِ
حـسـينُ يــا جـنّـةَ الأحـرارِ مـا
فـتئتْ دمــاكَ سـهـمًا بـعـينِ الـظالمِ
الأشِـرِ