شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا الجودُ

عــــدد الأبـيـات
43
عدد المشاهدات
177
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
5:58 مساءً

يا الجودُ... كُنْهُ صِفَاتِهِ لا تُسْبَرُ = إلا إذا كانَ الحُسينَ المَعْبَرُ يا مَنْ لَهُ الأكوانُ جُنَّ مَسَارُها = فَغَدَتْ بِمَمْشَى رِجْلِهِ تَتَعثَّرُ وَلَهُ فُؤادُ السِّبطِ بَعْدَ رَحِيْلِهِ = مِنْ رَاسِبِ الأَلَمِ العَمِيْقِ مُفَطَّرُ فَالْبَوْحُ أَخْرَسَ ظَامِئَاتِ هَوَاجِري = إِذْ يَسْتَبِيْنِي حُسْنُهُ المُتَصَوَّرُ حِيْنَ ارْتَمَى يَسْتَافُ عَاطِرَةَ الرُّؤَى = لَكَ فِي رَوَائعِها رَبِيْعٌ أَخْضَرُ عَبَّاسُ يَا نَبْعَ الإِخَاءِ تَحِيَّةً = صَاغَ الحُسَينُ حُرُوفَهَا والعَنْبَرُ يا كُلَّ مَا عِنْدَ الرِّجَالِ رُجُولَةً = صُبَّتْ عَلَيْكَ، وزَانَ طَبْعَكَ مَحْضَرُ يَا غِيْرةً مَا قَابَلَتْها غِيْرَةٌ = إلَّا وكَانَ لهَا النَّصِيْبُ الأَوْفَرُ دَعْ ذَوْبَ قَافِيَتِي تَرُودُكَ عَالَمًا = فَلَهَا رَسِيْسُ هَوًى بِذِكْرِكَ يَسْعَرُ وَتَطُوْفُ كَعْبَةَ مَوْقِفٍ لَكَ زَانَهُ = أَلَقُ الخُلُوْدِ إِلَى القِيَامَةِ نَيِّرُ وتَحُوْمُ حَوْلَ ضِفَافِ كَوْنِكَ صُغْتَهُ = قُدْسًا تعالى شأنُهُ وَالمَنْظَرُ كَفَرَاشَةٍ رُوْحِي وَأَنْتَ لَهِيْبُهَا = تُغْرِي بِها عِشْقَ الجَمَالِ فَتُسْحَرُ فَأَنَا أَعُوذُ بِبَابِ جُودِكَ هَائِمًا = لَا أَسْتَرِيْحُ، وَنَزْفُ عَيْنِكَ يَجْأَرُ اللهَ يَا عَيْنَ الحَيَاةِ عَظِيْمَةٌ = أَنْبَاءُ يَوْمِكَ فِي الطُّفوفِ تُحيِّرُ يَوْمٌ بِهِ كُنْتَ المُجَلِّي كَوْكَبًا = عَنْ كَوْكَبٍ هُوَ مِنْ شُعَاعِكَ أَنْوَرُ زَلْزَلْتَ أَقْدَامَ الطُّغَاةِ بِصَوْلَةٍ = مَا صَالَها فِي الدَّهْرِ إلَّا حَيْدَرُ تَحْمِي عَرِيْنَ اللهِ حِيْنَ أَحَاطَهُ = جَيْشُ الضِّباعِ فَرُحْتَ فِيْهِمْ تَزْأَرُ ودَعَاكَ عِرْقٌ شَدَّ فَرْعَكَ سَامِقًا = أَنْ تَسْتَقِي وَلُهَاثُ صَبْرِكَ كوثرُ فَرَحَلْتَ مَشْبُوبَ الحَنِيْنِ لِصِبْيَةٍ = ظَمْأَى وَجَرْسُ المَاءِ فِيْهِمْ يَهْدُرُ وحَمَلْتَ في إِحْدَى يَدَيْكَ مَزَادَةً = وَلِوَاكَ يُطْوَى فِي اليَمِيْنِ ويُنْشَرُ تَسْعَى بِقَلْبٍ مِثْلِ صَالِيَةِ اللَّظَى = نَحْوَ الفُرَاتِ كَأَنَّهُ لَكَ مَشْعَرُ مَا هَمَّكَ العَطَشُ الحَرِيْقُ بِمُهْجَةٍ = فِي النَّشْأَةِ الأُوْلَى سَنَاهَا جَوْهَرُ إلَّا بَأَنْ تَسْقِي الظِّمَاءَ وإنْ أَبَى = دُونَ الوُصولِ إِلَى الفُرَاتِ العَسْكَرُ وتَعُودَ مَرْفُوعَ الجَبِيْنِ مُتَوَّجًا = بِالمَاءِ إِكْلِيلاً لِرَأْسِكَ يُضْفَرُ كَانَتْ لَدَيْكَ مِنَ الأَمَانِي أَنْ تَرَى = وَجْهًا مَلَامِحُهُ بِعَوْدِكَ تَزْهَرُ وَجْهًا يَرَاكَ العِيْدَ جَاءَ مُحَمَّلاً = بِالْأُعْطِيَاتِ لَهَا الأَيَادِي تَشْكُرُ يَأْتِي فَتُرْسَمُ فِي الوُجُوهِ بَشَارَةٌ = وَتَطِيْبُ أَنْفَاسٌ بِهِ تَتَعَطَّرُ وَيَنَامُ طِفْلٌ رَاحَ صَوْتُ بُكَائهِ = لِلصَّخْرِ مِنْ شَرَقِ العُطَاشِ يُفجِّرُ تِلْكَ الخَيَالَاتُ اعْتَرَتْكَ مَتَاهَةً = لِلْحُزْنِ مَدُّ عَذَابِها لا يَجْزُرُ فَتَلَاحَمَ الصَّبْرُ الجَمِيلُ بِغَضْبَةٍ = عَلَوِيَّةٍ تَشْفِي الغَلِيلَ وتَجْبُرُ وَتَرَنَّمَتْ شَفَتَاكَ طُهْرَ مَقُولَةٍ = شَفَّافَةِ المَعْنَى وَعَزْمُكَ أَطْهَرُ مَضْمُونُهَا مِنْ دُونِ أَيَّةِ رِيبَةٍ = أَنَّ الحُسَينَ لَدَيْكَ خَطٌّ أَحْمَرُ لا تَرْهَبُ الأَهْوَالَ رُحْتَ بِجَمْعِهِمْ = حَصْدًا وَرَعْدُ السَّيْفِ رَاحَ يُزَمْجِرُ تَسْقِي عِدَاكَ المَوْتَ خِلْتُ مَلِيْكَهُ = عِزْرِيْلَ فِيْكَ بِكَرْبَلَاءَ يُكرَّرُ وَتَرُوْمُ أَنْ تَصِلَ الخِيَامَ بِقِرْبَةٍ = فِيْهَا عَظِيمُ النَّصْرِ حِينَ يُسطَّرُ لَكِنَّ لِلْأَقْدَارِ رَأْيًا ثَانِيًا = هُوَ فِي ضَمِيرِ الغَيْبِ فَتْحٌ أَكْبَرُ أَنْ تَرْتَقِي عَلَمًا يَظَلُّ مَنَارَةً = تَهْدِي، فَلِلْأَجْيَالِ سِفْرُكَ مِنْبَرُ وَتُؤَثِّثَ الدُّنْيَا حَيَاةً مِلْؤُها = مَجْدٌ، وإِيْثَارٌ، وَحَقٌّ مُسْفِرُ وَتَعِيْشَ فِي الوِجْدَانِ ذِكْرًا خَالِدًا = لَا يَنْقَضِي وَبِهِ إِلَيْكَ تَجَذُّرُ يَا سَيِّدَ القَلْبِ ارْتَهَنْتَ مَشَاعِرِي = عِشْقًا تَعَبَّدَنِي فَلَا يَتَحَرَّرُ أَنَّى وَمِلْحُ وِلَاءِ خُبْزِكَ فِي دَمِي = فَبِهِ أَعِيْشُ وَدُوْنَهُ أَتَصَحَّرُ لَحْنُ الخُلُوْدِ عَزَفْتَهُ مَقْطُوعَةً = كَفَّاكَ فَضْلُ عَطَائهَا لا يُحْصَرُ فَافْتَحْ ذِرَاعَيْكَ السَّمَاءَ وَضُمَّنِي = عَبْدًا لِجُوْدِكَ فَارِهًا يَسْتَمْطِرُ
Testing