دَمْعٌ عَلَى خَدِّ الرِّثَاءِ
سنة 2016
نَامَتْ عَلَى خَدِّ الرِّثَاءِ مَدَامِعِي = وَسَرتْ بِهَا الأحْلَامُ تَبْحَثُ عَن طَبِيبْ
يُشْفَى بِهِ ألَمُ البَلَاءِ لِفَاقِدٍ = مُسْتَوطِنٍ فِي هَمِّهِ شَاجٍ كَئِيبْ
يَمْشِي وَثِقْلُ الوَجْدِ يَحْنِي هَامَهُ = وَزَفِيرُ لَهْفَتِهِ يُرَتِّلُهُ المَشِيبْ
وَالشِّعْرُ فِي تَوْصِيفِهِ حَثَّ الخُطَى = يَوْمَ امتَطَى صَوْتَ النَّوَاعِي والنَحِيبْ
فِي لَحْنِ قَافِيَةٍ تُسَابِقُ نَظْمَهَا = لِتُجِيبَ وَاعِيَةَ الفِدَا (هَلْ مِنْ مُجِيبْ؟)
والشَّوْقُ فِي نِيرَانِهِ احتَرَقَتْ يَدِي = فَتَنَاثَرَتْ كَلِمَاتُ شِعْرِي كَاللَّهِيبْ
وَتَلَوَّنَتْ أطْرَافُ أبْيَاتِي قَنًا = بِخِضَابِ نَزْفِ الشَّمْسِ نَوْرًا لا يَغِيبْ
وَتَصَاغَرَتْ ألفَاظُ كُلِّ المُعْجَمَا = تِ لَدَيَّ فِي أعْتَابِ ذِكْرِهِمُ المَهِيبْ
وَتَعَاظَمَتْ فَخْرًا شِفَاهِي الحَامِلا = تِ رِسِالَتِي مُتَحَدِّيًا بَطْشَ الرَّقِيبْ
فَتَقَاطَرَتْ مُهَجُ الحُرُوْفِ بِدَفْتَرِي = لِيَضَوْعَ مِنْ أرْجَائِهَا مِسْكٌ وَطِيبْ
والثَّوْبُ طَرَّزَهُ الشُّمُوْخُ وَلَفَّنِي = لَمَّا وَقَفْتُ لِذِكْرِ ذِي النَّسَبِ النَّجِيبْ
أعْنِي الَّذِي قَدْ كَانَ مِصْبَاحَ الهُدَى = وَسَفِينَةً نَنْجُو بِهَا لَا نَسْتَرِيبْ
مَنْ بُغْضُهُ الرَّفْضُ المَقِيتُ .. وَرَفْضُنَا = رَفْضٌ أقَرَّ بِهِ الإلَهُ لِكَي يُثِيبْ
فَهْوَ الَّذِي لَوْلَاهُ مَا خُلِقَ الوَرَى = غَدَرَ الدَّعِيُّ بِهِ وَخَلَّفَهُ غَرِيبْ
حِصْنٌ أضَاعَ الحِقْدُ رُكْنَ أمَانِهِ = وَالجَهْلُ أغْفَلَهُ فَصَيَّرَهُ سَلِيبْ
نَبْعُ الإلَهِ إلَى الوَّرَى سَقْيَاهُمُ = عَقَرَ الشَّقِيُّ مَعِينَهُ الثَّرَّ الخَصِيبْ
يُجْرِي الدَّمَ الزَاكِي عَلَى شَيبَاتِهِ = فَخرًا لِكَي يَلْقَى النَّبِيَّ بِهَا خَضِيبْ
ذَاكَ الحُسَينُ السِّبْطُ مَقْطُوْعَ الوَتِي = نِ وَصَاحِبُ الخَدِّ المُضَرَّجِ والتَّرِيبْ
كَهْفٌ تَوَشَّحَهُ العَرَاءُ ثَلَاثَةً = وَالشَّمْسُ عَنْ وَلَهٍ تَزَاوَرُ لِلمَغِيبْ
وَالبَدْرُ يَلتَمِسُ الضِّيَا مِنْ نَحْرِهِ = وَالرِّيحُ تَنْقلُ كَرْبَلَاءَ هَوًى رَطِيبْ
وَسَمَاءُ عَاشُوْرَاءَ تَأخُذُ مُهْجَتِي = نَحْوَ المَشَاعِرِ حَاضِرًا فِيهَا قَرِيبْ
أجْثُو عَلَى جَبَلِ الصَّفَاءِ وَكَعْبَتِي = ذَاكَ السَّوَادُ يَلُفُّ مِنْبَرَنَا الرَّهِيبْ
فَأُطِيلُ مِن نَظَرِي إلَيهِ تَبَرُّكًا = فَتُسَابِقُ العَبَرَاتُ أنَّاتِ الخَطِيبْ
آلَامُ عَاشُوْرَاءَ تَصْنَعُ ذَاتَنَا = وَتُحَفِّزُ الآمَالَ فِي فَنٍ عَجِيبْ
فنٌّ تُوَرِّثُهُ القَدَاسَةُ ثَوْبَهَا = قِيَمٌ لَبِسْنَاهَا رَبِيعٌ لِلمُنِيبْ
فَمَآتِمُ المَوْلَى الحُسَينِ مَعَارِفٌ = وَشَعَائِرٌ غَرَّاءُ يَفْهَمُهَا اللَّبِيبْ
فَتَعَاقِبُ الصَّرَخَاتِ فِي (لَبَّيكَنَا) = وَهُتَافُنَا (هَيهَاتَ) سَهْمٌ إذْ يُصِيبْ
وَكَفَوْفُنَا نَحْوَ السَّمَاءِ شَوَاهِدٌ = تَهْوِي لِصَدْرِ العَاشِقِينَ وَتَسْتَجِيبْ
نَأتِيكَ يَا مَوْلَايَ زَحْفًا خُشَّعًا = قُرْبَى نُقَدِّمُهَا إلَيكَ وَنَسْتَنِيبْ
وَتُيَمِّمُ الأَرْوَاحُ دُوَنَكَ وَجْهَهَا = فَالوَجْهُ إنْ وَلَّى تِجَاهَكَ لَا يَخِيبْ