الـحزنُ وجـهتُهُ الحسينُ
وأدمُعي مَـلأَتْ سـماواتِ الـعيونِ
هُـطولا
والـحبرُ فـاضَتْ مـقلتاهُ
بـأحرفي وتـنـهَّدَ الـقـلمُ الـشّـفيفُ
خـجولا
روحـي يـعانقُها الـسّوادُ
كـشرفةٍ فَتَحَتْ على وجعي القديمِ فصولا
والـنزفُ أدمى مهجتي
فتكسَّرَتْ وتـشـكّلَتْ فــي نـاظـريَّ
طـلولا
ودِمـاكَ كـفُّ الغيمِ يلطمُ
عَبرتي ويطوفُ في قلقِ الخشوعِ
طويلا
وكـأنْ غُـبارُ الـنخلِ ينفضُ
سَعْفَهُ فــوقَ الـرمـالِ تـمـلمُلاً
وعـويـلا
يـا سـرَّ أنفاسي وفيضَ
قصيدتي آتٍ لأكــشِـفَ ســرَّكَ
الـمـجهولا
أنـتَ الـذي أبـقيتَني فـي
أضلُعي فَـتَـخـذْتُ قـلـبَكَ وِجـهـةً
ودلـيـلا
فــلأنـتَ لـلـثـوّارِ نـبـضُ
عـزيـمةٍ حـمـراءَ، لـو كـانَ الـمرامُ
جـليلا
ولأنــتَ قــرآنُ الـسـماءِ
ووحـيُها لــولاكَ مــا بـعـثَ الإلــهُ
رسـولا
ويـقـينُ قـلـبِ الـعـارفينَ
وإنّـني ألـفـيْـتُ فـيـكَ الـحـقَّ
والـتـنزيلا
مـهما تـصادمتِ الـعقولُ
وزوّرَتْ آيـــاتُ نـزفِـكَ فُـصِّـلَتْ
تـفـصيلا
مــا كـنـتَ مـوتًا أو غـيابًا
سـيّدي فـالـمجدُ يـأبـى أنْ يــراكَ
قـتـيلا
ونجيعُ نزفِكَ لم يَسِلْ فوقَ الثرى إلَّا لـيـشعِلَ فــي الـمَدى
قـنديلا
عـيناكَ بـوصلةُ الـجهادِ ولـم
تَزَلْ عـشـقًا يـصوِّبُ مِـنْ أرادَ
وصـولا
ويـداكَ عـاصمةُ الـدماءِ
لـتحتمي شـمسٌ أرادَتْ فـي يَـدَيْكَ
أفـولا
بـايَعْتُ نـحرَكَ رافـضيًّا ما
انحنى إلا لــــربٍّ يـصـطَـفِـيكَ
خــلـيـلا