الحزنُ وجهتُهُ الحسينُ
سنة 2016
الحزنُ وجهتُهُ الحسينُ وأدمُعي=مَلأَتْ سماواتِ العيونِ هُطولا
والحبرُ فاضَتْ مقلتاهُ بأحرفي=وتنهَّدَ القلمُ الشّفيفُ خجولا
روحي يعانقُها السّوادُ كشرفةٍ=فَتَحَتْ على وجعي القديمِ فصولا
والنزفُ أدمى مهجتي فتكسَّرَتْ=وتشكّلَتْ في ناظريَّ طلولا
ودِماكَ كفُّ الغيمِ يلطمُ عَبرتي=ويطوفُ في قلقِ الخشوعِ طويلا
وكأنْ غُبارُ النخلِ ينفضُ سَعْفَهُ=فوقَ الرمالِ تملمُلاً وعويلا
يا سرَّ أنفاسي وفيضَ قصيدتي=آتٍ لأكشِفَ سرَّكَ المجهولا
أنتَ الذي أبقيتَني في أضلُعي=فَتَخذْتُ قلبَكَ وِجهةً ودليلا
فلأنتَ للثوّارِ نبضُ عزيمةٍ=حمراءَ، لو كانَ المرامُ جليلا
ولأنتَ قرآنُ السماءِ ووحيُها=لولاكَ ما بعثَ الإلهُ رسولا
ويقينُ قلبِ العارفينَ وإنّني=ألفيْتُ فيكَ الحقَّ والتنزيلا
مهما تصادمتِ العقولُ وزوّرَتْ=آياتُ نزفِكَ فُصِّلَتْ تفصيلا
ما كنتَ موتًا أو غيابًا سيّدي=فالمجدُ يأبى أنْ يراكَ قتيلا
ونجيعُ نزفِكَ لم يَسِلْ فوقَ الثرى=إلَّا ليشعِلَ في المَدى قنديلا
عيناكَ بوصلةُ الجهادِ ولم تَزَلْ=عشقًا يصوِّبُ مِنْ أرادَ وصولا
ويداكَ عاصمةُ الدماءِ لتحتمي=شمسٌ أرادَتْ في يَدَيْكَ أفولا
بايَعْتُ نحرَكَ رافضيًّا ما انحنى=إلا لربٍّ يصطَفِيكَ خليلا