يظمأُ الثائرونَ حينًا، ولكنْ...
سنة 2016
كيف ترثيهِ أَدْمُعٌ خرساءُ = وقَوافٍ أزرى بهنّ الرثاءُ
إنّ سِبْطَ الرّسولِ قد نالَ مجدًا = قصّرَ الشعرُ عنهُ والشعراءُ
لستُ أبكيهِ؛ كيفَ أبكي شهيدًا = يتمنّى مقامَهُ الأنبياءُ!
يا إمامَ العزاءِ جُرْحُكَ دامٍ = جَلَّ واللهِ يا حسينُ العزاءُ
كيفَ يرقى إلى عُلاكَ بياني = وبنفسي مِنَ الأسى كربلاءُ
بادعَ الممكناتِ بَدْعُكَ فتحٌ = فيهِ للدّينِ عَزمةٌ ومَضَاءُ
سيفُكَ الماءُ، سُلَّ سيفَكَ واخرُجْ = وتَخيَّرْ مِنَ العلى ما تشاءُ
يظمأُ الثائرونَ حينًا ولكنْ = ليسَ تَظما الشرائعُ السّمحاءُ
يا شهيدَ الطفوفِ أكرِمْ شهيدًا = غَسَّلتْهُ على الفراتِ الدماءُ
حسبُكَ الخلدُ رتبةً ومقامًا = حسبيَ الفخرُ أنْ يدومَ الولاءُ
نِعْمَ مثواكَ في السماءِ جِنانٌ = عطّرتها الطيوبُ والأشذاءُ
فجِنانُ الشهيدِ تعبُقُ رَوحًا =وكذا الطّفُّ... جَنّةٌ غنّاءُ
إنْ رأيتَ المقامَ تَحسبُهُ نَجمًا = تغاوتْ بزَهوِهِ الغبراءُ
قلعةٌ زانَها النُّضارُ فشعّ العزُّ = طلقًا، وزارَها الأتقياءُ
كلُّهم يلثمونَ طُهْرَ ترابٍ = تشتهي لَثْمَ خدِّهِ الجوزاءُ
يا سليلَ السّراةِ، لا كانَ دينٌ = ليسَ فيهِ إلى دِماكَ انتماءُ
قد وَرِثنا منكَ التّعبُّدَ بالمو = قفِ فالرفضُ رأيُنا والإباءُ
كلَّ عامٍ ذكراكَ تَعبقُ رَوْحًا = وقليلٌ على الحسينِ البكاءُ!!!
ولنا أنفُسٌ لِعشرِ ليالٍ = أرّقَتْها بالنّوحِ عاشوراءُ
هل جعلناكَ مِنبرًا وكتابًا= يتغنّى بِسردِهِ القُرَّاءُ!
نحن نُصغي؛ وعِلةُ الأمرِ أنْ كيفَ = يكونُ التّحديقُ والإصغاءُ
ليس يُغني الإنصاتُ بالسّمْعِ رأسًا = أثقلَتهُ عقولُنا البَكْمَاءُ
نحنُ إنْ يومَها صحِبْناكَ؛ هلْ كانَتْ = لِتنمو على خُطانا الدّماءُ !
قد تهاوتْ على قبورِ المروءاتِ = ثكالى السّواعدُ السّمراءُ
سَئِمَ الثائرونَ إلا رجالًا = خُبزُهُمْ في الوقيعةِ الكبرياءُ
صدَقوا كي يَظلَّ جرحُكَ شمسًا = ووَفَوْا كي لا تَعْتَبَ الصّحراءُ
سيّدي سوفَ نقتدي الطفَّ نهجًا = فَبِنا مِنْ لظى الطفوفِ اكتواءُ
نَسكبُ الروحَ في الخطوبِ نجيعًا = فإذا الأرضُ كلُّها شهداءُ
وإذا ما الزمانُ لاحَ بظُلمٍ =عندَنا الموتُ والحياةُ سواءُ