شعراء أهل البيت عليهم السلام - مسيرٌ منهُ وفيهِ وإليهِ

عــــدد الأبـيـات
38
عدد المشاهدات
212
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
5:40 مساءً

أمشي تجوبُ بيَ الخِبا آلامُهْ=الآهُ آهي والضرامُ ضرامُهْ ملقًى تُقاسمُهُ الرياحُ نشيجَها=وأنا تُقاسمني اللّظى أيتامُه ما زالَ يركضُ فيَّ هذا الحزنُ=منذُ تروَّعَتْ يومَ الطفوفِ خيامُه هل كانَ هذا الحزنُ طفلاً ضائعًا=فّرَتْ بِهِ خوفَ الّلظى أحلامُه فأوى إلى قلبي وما زالَ الأسى=يعدو ويعدو باليتيمِ أُوامُه إنّي منحتُكَ ملجأً في مهجتي=يا أيّها الطفلُ المراعُ ذِمامُه فيهِ الحسينُ مدثّرٌ بدمائِهِ؛=لمّا تجسَّدَ كاليقينِ غرامُه صلّى صلاةَ العشقِ بينَ جوانحي=ملأَ الفؤادَ ركوعُهُ وقيامُه دامٍ يمدُّ إليكَ منحرَهُ يلمَّكَ=مذْ تعذَّرَ أنْ يلمَّكَ هامُه يا أيّها المسروقُ مِنْ هلعِ الخيامِ=هنا الحسينُ؛ أمانُهُ وسلامُه عفِّرْ بعمرِكَ في وداعةِ صدرِهِ=وأرأَفْ بِهِ لو زاحَمَتْكَ سهامُه ألْقِ المواجعَ فالأمانُ هنا هوى=كالنجمِ حينَ تخونُهُ أَجرامُه ما العطفُ إلاّ هاطلٌ متنسّكٌ=يستافُ مِنْ عطشِ الحسينِ غمامُه والحبُّ؛ إنّ الحبَّ هيَّأَ كوّةً=في صدرِهِ؛ منها يطيرُ حمامُه والفجرُ شيَّدَ مشهدًا للنورِ في=الدربِ الذي انطحَنَتْ عليهِ عظامُه والليلُ؛ منذُ تبسّمَتْ شفتاهُ مِنْ=فوقِ القَنا؛ خانَ المساءَ ظلامُه ما هامَ في كسرِ السلاسلِ معصمٌ=إلا وكانَ مِنَ الحسينِ هُيامُه ما فزَّ بُرعمُ نبتةٍ إلاّ وكانَ=مِنَ الذبيحِ بكربلا إلهامُه ما ثارَ ثمَّ مناضلٌ إلاَّ وهذا=المُستباحُ على الترابِ إمامُه طلعَ الربيعُ بصدرِهِ وتفَتَّحَتْ=ما بينَ آثارِ الخيولِ خُزامُه وعلى شظايا رايةٍ مسحوقةٍ=قربَ الفراتِ؛ تبرعَمَتْ أعلامُه ما زالَ يبزغُ في الضمائرِ كلّما=استعدى بإخفاءِ السَّنَا ظُلّامُه قد أسلمُوه إلى السيوفِ موزَّعًا=قِطعًا؛ وعزَّ على الضُبا استسلامُه لم يفهَمُوا كُنْهَ المماتِ وإنّما=استولى على معنى الردى أوهامُه حطَمُوا الحسينَ على الثرى فإذا الذي=قد هدَّ متّكأَ العروشِ حُطامُه وطَئوا على البيداءِ عزّةَ صدرِهِ=واليومَ فوقَ رقابِهِمْ أقدامُه قطَعوا بجوفِ الليلِ خِنصِرَ كَفِّهِ=خوفًا؛ فسدَّ عيونَهُمْ إبهامُه هم حاصرُوهُ مسربَلاً بدمائِهِ=ومكسَّرٌ بينَ الصفوفِ حسامُه فسرَى إلى العشّاقِ نفحَ كرامةٍ=مُذْ هرّبتْهُ مَعَ الشّذى أنسامُه كنَفَتْهُ في غارِ الضمائرِ لم يُرَعْ=مِنْ بعدِ جائلةِ الخيولِ منامُه نسجَتْ عليهِ الوالهاتُ خيوطَها=كَلفًا، وعشّشَ في القلوبِ يمامُه اللهُ يا يومَ الحسينِ بكربلاءَ؛=وكلُّ أيامِ الوَفَا أيامُه ما زالَ يغرقُني اليسيرُ مِنَ الهوى=وُيذيبُ كلّي في الغرامِ لَمامُه إنّي فتحتُ إليهِ بابَ قصيدتي=ونسيتُني؛ فإذا الكلامُ كلامُه وإذا أنا في الحبِّ آخرُ مُبدعٍ=أمتاحُ ما يُملي عليَّ غرامُه تمشي بيَ الكلماتُ حيثُ يطيرُ بِي=نحوَ الفضاءِ؛ المستحيلُ مرامُه ما زلتُ أجفلُ في الحديثِ عَنِ الهوى=فيسوقُني جهةَ الفناءِ إقدامُه فينيرُ ظلمائي تبلُّجُ نورِهِ=ويسدُّ نقصي في الغرامِ تمامُه
Testing